«العشب سينبت على درج بكركي»: حملة ردّ على “جيوش الغوغائية”!

حملات التخوين على البطاركة الموارنة وغيرهم ليست جديدة، إذ رافقت البطريركية المارونية منذ نشأتها. لا يزال القول الشهير لحاكم لبنان العثماني مظفّر باشا إنّ «العشب سينبت على درج بكركي» عبرة لكلّ من يريد شطبها وخنق كلمتها. رحلوا كلّهم وبقيت بكركي. فبعد مسألة «لمّ الصواني»، لم تمرّ عظة الأحد للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الرّاعي، التي تحدّث خلالها عن معاناة أهالي الجنوب ناقلاً عنهم رفضهم أن «يكون أهل الجنوب رهائن ودروعاً بشريّة وكبش محرقة لسياسات لبنانية فاشلة»، حتّى شنّت الجيوش الإلكترونية التابعة لمحور «الممانعة» عبر مواقع التّواصل الاجتماعي حملة شعواء ضدّ الرّاعي.

في المقابل، أشار المركز الكاثوليكي للإعلام في بيان، إلى أنّ «بعض التعليقات انحدر إلى مستويات متدنّية عكست ما في نفوس أصحابها من ارتباك وتشتّت وعشوائية وغوغائية». وشدّد على أنّ «ارتفاع صوت البطريرك هو تشخيص صادق لواقع وطني قائم تقع مسؤولية تفاقم أخطاره على جميع القوى اللبنانية، وبخاصة المقتدرة منها على التحكّم بالموازين والقرارات وبالخيارات».

إلى ذلك، نبّهت كتلة «تجدّد» في بيان من «محاذير التّعرّض للمرجعيّات الدّينيّة والوطنيّة، لاسيّما بكركي، الّتي لعبت دوراً محوريّاً في تأسيس لبنان الكبير بنظامه الديموقراطي القائم على الحرّيّات، وإلى أنّ هذا الوطن دائماً ما يلفظ مشاريع الغلبة والاستقواء وفائض القوّة».

وقال النائب غياث يزبك: «إلى المتطاولين على بكركي، أنتم تعيشون في دولةٍ رُسِّمت حدودها بخَيطٍ مَنسولٍ من جبّةِ بطريرك وتتأرجحون بأمانٍ على غصن من أرزها المبارك. ضبّوا ألسِنةَ السوء قبل أن تُسقِط لبنان فتندموا. وأنتم تعلمون». وكتب رئيس المجلس التنفيذيّ لـ»مشروع وطن الإنسان» النائب نعمة افرام على منصّة أكس: «معيبة ومدانة بشدّة الحملة الشعواء بحقّ البطريرك الراعي على وسائل التواصل. سؤالي: من تخدمون حقيقة وواقعاً، أهو السلم الأهلي والعيش الواحد؟».

أمّا النائب فريد الخازن، فاكتفى بالقول إنّ «ما قاله سيّد بكركي كلام مقتبس عمّن زاره من أبناء الجنوب، لا داعي في مواقع التواصل لمزيد من الشرخ والانقسام، تبقى البطريركية المارونية صرحاً وطنيّاً جامعاً لجميع اللبنانيين». أيضاً، اعتبر النائب راجي السّعد أنّ «محاولة التطاول على رأس الكنيسة المارونية لن يفيد في مناصرة أي قضية خارجية».

بدورها، أشارت الرابطة المارونية إلى أن «تاريخ البطريركية المارونية لا يحتاج إلى شهادة من هم في حاجة إلى شهادة في التهذيب والأدب والسلوك السويّ، مذكّرين من يقوم بنطح صخرة بكركي أن كل من حاول ذلك سابقاً تحطّم رأسه عند أقدام تلّتها رمز الكرامة الوطنية والشهامة الإنسانية».

من جانبها، اعتبرت «الجبهة السيادية»، أن «بكركي وغبطة البطريرك الراعي أعلى من أن تمسّهما ذبابات وذبذبات جيوش إلكترونية وغير إلكترونية، جيوش بانتصارات وهميّة، فلن نعطيهم شرف الردّ عليهم». أمّا عضو المجلس السياسي في «التيار» المحامي وديع عقل فكتب عبر «أكس»: «من يرغب في انتقاد بكركي سياسيّاً، فعليه أولاً أن يتجرّأ على انتقاد تصرّفات مؤسسته الدينية. من لم يزرع بذور الديموقراطية في داره، فلا يملك حق إطلاق سهام النقد على الآخرين».

نداء الوطن

مقالات ذات صلة