” البيك” يريد فتح طريق معراب…فهل يفعلها؟
من ينظر الى حركة الوزير السابق سليمان فرنجية، يعتقد ان التسوية الرئاسية واقفة على “مفرق بعبدا”، او انّ الملف وُضِعَ على نارٍ حامية، لكن في الواقع حركة “مرشح بنشعي” فولكلورية، وليست في سياقها الحقيقي والواقعي، بل فقط ليُثبت انّهُ لا يزال على الساحة الرئاسية.
يسعى فرنجية وفق المتابعين الى تأمين غطاء المسيحي لهُ، لذا اولا تحرك في اتجاه زعيم التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، لتبنى ترشيحه، الذي نجح في الاستحصال على موافقته، تمهيداً للتحرك نحو القوات اللبنانية في محاولة للحصول على دعم الحزب المسيحي الوازن الرافض ترشيحه، بعدما اعلن النائب جبران باسيل انتخابه، شرط التزام تطبيق المركزية الادارية والصندوق السيادي.
انطلاقاً مما تقدم، تضع مصادر قريبة من بنشعي، حركة فرنجية في إطار التواصل الاجتماعي، لتوجيه رسالة بأنه منفتح على الجميع، ويحرص على ابداء حسن نيّته حيال مختلف القوى السياسية، باجراء حوارات ومشاورات ثنائية، وسط المخاطر المحيطة بلبنان والتي تعرضهُ لحروب.
في المقابل، ثمة من يعتبر انّ ” البيك” يريد فتح طريق معراب التي ستكون المفتاح للتوافق حول اسمه، وتتم ترجمة ذلك بانتخابه في المجلس النيابي، علماً انّ خيار “القوات” واضح ومبدئي مفاده، مرشح ثالث وجلسات متتالية حتى انتخاب رئيس، فمن المستبعد جداً ان تكون القوات في صدد اعتماد خيار ينتمي الى فريق الممانعة.
وفي هذا الاطار، يعتبر مصدر قواتي، في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” ان الانتخابات الرئاسية بالنسبة للقوات، ليست مسألة شخصية او اجتماعية او مناطقية، بل هي مسألة وطنية وسياسية بإمتياز، وسط بلد منقسم انقساما عموديا بين مشروعين، الاول يريد اقامة دولة ودستور وسلاح واحد، اما المشروع الآخر فيريد ابقاء لبنان ساحة حروب ومواجهة وانقسام.
ويضيف المصدر: امام تعذّر المعارضة من ايصال مرشحها الذي يجسد مبادئها بعد عام ونصف من الشغور الرئاسي، كما امام تعذّر الفريق الآخر الممانع من ايصال مرشحه، لا يمكن الذهاب موضوعيا ومنطقيا الا نحو الخيار الثالث الذي تطرحه اللجنة الدولية الخماسية، على ان يكون على مسافة واحدة من جميع الاركان السياسية، شرط الا يكون “بروفايل” الخيار الثالث شخصية صورية بلا طعم ولا لون وبلا نكهة ولا معنى.
“فالقوات لم تنتظر كل هذا الوقت، من اجل صورة رئيس تعلق على الحائط”، يقول المصدر الذي يشير ايضا الى انّ القوات ليس لديها مانع ان يكون الرئيس ضمن اصطفاف معين مع هذا الفريق او ذاك، ولكن في الوقت عينه لا يمكنه الا ان يكون مع مشروع الدولة والدستور، وبالتالي المطلوب تطبيق ما نصّ عليه الدستور، وعليه ان يقول بالفم الملآن، انّ ما قام به “حزب الله” في 8 تشرين الاول الفائت (مساندة لحماس في غزة) هو توريط لبنان بالحرب وبالتالي امر مرفوض بشكل تام، بمعنى آخر عليه الا يغطي مشروع الحزب، على اعتبار ان التضامن الرسمي مع الشعب الفلسطيني لا يكون على حساب جرّ لبنان واللبنانيين الى الحروب العبثية.
ويقول المصدر: نريد رئيساً يطلب من الحزب تسليم سلاحه، والالتزام بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701، ولن نقبل برئيس اقل من ذلك، بالتالي لا تريد القوات ان تتحول الشرعية اللبنانية، الى واقع غير شرعي، يكرس الانقلاب المستمر على القوانين.
ويختم: الانتخابات الرئاسية بالنسبة للقوات مسألة اساسية، من اجل ان تكون المؤسسات الرسمية من الحكومة الى الرئاسة تمثل الجمهورية السيادية، ولا تمثل بطبيعة الحال جمهورية الممانعة.
اخبار اليوم