صراع داخل “المستقبل”… والشيخ سعد على الحياد!
الخلافات بين عثمان وحمود والمولوي تعبّر عن عمق الأزمة داخل تيار "المستقبل"
لا تكاد تنتهي معركة حتى “تشتعل” اخرى داخل الطائفة السنية. ولم تكن آخر المعارك إطلاق سراح امل شعبان “المشروط” بكفالة، وهي الموظفة في وزارة التربية التي اوقفت مع عدد من موظفي الوزارة وعدد من السماسرة من خارج “التربية”، وهي القضية التي اعتبرها “تيار المستقبل” قضيته، وموجهة اليه لكونها ابنة شقيق لمستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الروسية ومدير مكتبه في موسكو جورج شعبان.
ومنذ ايام، اطلت قضية التشكيلات لعدد من الضباط التي قام بها المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، بعد اسابيع على التمديد له لعام كامل على رأس المديرية. وكرست هذه التشكيلات حجم الخلافات بين عثمان ورئيس فرع المعلومات العميد خالد حمود من جهة، وبين عثمان ووزير الداخلية بسام المولوي من جهة ثانية.
وتكشف اوساط سنية بيروتية واسعة الاطلاع، ان المعركة الجارية صحيح انها “شخصية” بين عثمان وحمود والمولوي، لكنها تعبّر عن عمق الازمة داخل تيار “المستقبل”، اذ يُحسب عثمان وحمود على الحريري، وخاض نوابه (تكتل “الاعتدال الوطني”) معركة التمديد لعثمان، على اعتبار ان ديمومة وجود “المستقبل” على رأس المؤسسة الامنية (الامن الداخلي والمعلومات)، يؤمن النفوذ والسطوة اللازمة والتوازن، على غرار الجيش للموارنة والامن العام للشيعة، بينما يحرص الدروز ووليد جنبلاط على تعيين رئيس الاركان الدرزي بالاصالة، بعدما بات المركز شاغراً منذ اشهر.
وفي حين تبرز حسابات المولوي (كمرشح لرئاسة الحكومة في حال اعتكف الرئيس نجيب ميقاتي لاحقاً) ، ورغم انه محسوب على ميقاتي ومن فريقه الحكومي، الا ان حركته تصب في إطار انه طرابلسي “وسطي” قادر على ان يكون في السراي، وهو تربطه علاقات جيدة من بوابة “الداخلية” مع السعودية وقطر والكويت، وعدد من السفارات الاجنبية كواشنطن وباريس ولندن.
ومع حسم معركة تمديد ولاية عثمان والذي كان المولوي يسعى لتعيين بديل عنه، “ربح” الحريريون ابقاء “رجلهم” والمحسوب عليهم في “الامن الداخلي”، لكن تبقى المعضلة امام “المستقبل” بترتيب العلاقة بين عثمان وحمود، بعدما نجح المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في احتواء الخلاف بين مولوي وعثمان و”لملمته” من العلن الى “الغرف المغلقة”، وهو ما ترجم في التشكيلات الاخيرة.
وفي السياق، تلمح الاوساط الى ان عثمان راعى في التشكيلات المولوي، بينما تجاهل وتجاوز العميد حمود ولم يأخذ برأيه في اي اسم لضابط استبعد، واللافت انهم من الدائرة المقربة لحمود داخل “المعلومات”.
ومع “تطنيش” الشيخ سعد الحريري عن معركة التنافس داخل “تياره” وبين المحسوبين عليه، تكشف الاوساط ان الكباش السني سيكون بعد الامن على المؤسسة القضائية، اذ يغادر مدّعي عام التمييز غسان عويدات مكتبه في قصر العدل في 21 شباط المقبل من دون ان يسمي خليفة له، رغم “الهمس” بأن خليفته سيكون القاضي محمد الحجار بالتكليف، بعدما رفض كل من القاضيين الشيعيين علي ابراهيم وندى دكروب تسلم “كرة النار”. وهنا تكشف الاوساط ان الامر متروك لعويدات نفسه لحسم الامر، وسط حديث عن خلاف على اسم القاضي السني الذي سيخلفه ولو وكالة.
وتأتي المعارك السنية التي تتمدد من المؤسسات الدينية خصوصاً في دار الفتوى، التي حسمها المفتي دريان بإكمال الشواغر في صندوق الزكاة بعد انتخاب مفتي المناطق واعضاء المجلس الشرعي وبعد التمديد له، الى المؤسسات الامنية والقضائية لتؤكد حجم الصراع داخل “البيت الازرق”، والذي يتشظى كلما طال اعتكاف رئيسه السياسي وغيابه عن لبنان، وعدم وجود تاريخ محدد لعودته عن اعتكافه وعودته الى لبنان، وكلما كثر الطامحون لوراثته وليكون لهم دور في الزعامة السنية وخصوصاً البيروتية.
علي ضاحي- الديار