ما علاقة السكر بالتوتر… والسمنة؟

قبل قرن من الزمان، كان يُنظر إلى السكر على أنّه واحد من أرخص أنواع السعرات الحرارية في النظام الغذائي. ومع ذلك، فقد تغيّرت هذه النظرة في السنوات الأخيرة، حيث أصبح من الواضح أنّ السكر يلعب دورًا مهمًّا في زيادة معدلات السمنة في العالم.

يُعدّ السكر مصدرًا سريعًا للطاقة، ولكنه لا يحتوي على أي عناصر غذائية أساسية. عندما يستهلك الشخص السكر الزائد، فإنّه يتمّ تخزينه على شكل دهون في الجسم. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن، بل وحتى السمنة.

تشير الدراسات إلى أنّ هناك علاقة قوية بين تناول السكر وزيادة الوزن. وجدت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من السكر هم أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة بنسبة 27%. ووجدت دراسة أخرى أنّ الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من السكر هم أكثر عرضةً للإصابة بالسمنة بنسبة 50%.

هناك أسباب عدة محتملة لارتباط السكر بالسمنة. أحد الأسباب هو أنّ السكر يسبّب زيادةً في إفراز الأنسولين، وهو هرمون ينظّم مستويات السكر في الدم. عندما ترتفع مستويات الأنسولين، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة تخزين الدهون في الجسم.

سبب آخر محتمل لارتباط السكر بالسمنة هو أنّه يسبّب زيادة في الشهية. والسكر يمكن أن يؤثر على الدماغ بطريقة تجعل الشخص يشعر بالجوع أكثر. وهذا يمكن أن يؤدي إلى تناول المزيد من السعرات الحرارية، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن.

هناك بعض الأدلة على أنّ السكر قد يؤثر أيضًا على عملية التمثيل الغذائي بطريقة تجعل من الصعب على الجسم حرق الدهون. على سبيل المثال، وجدت إحدى الدراسات أنّ الأشخاص الذين يتناولون كميات أكبر من السكر لديهم مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر الذي يمكن أن يؤثر على عملية التمثيل الغذائي بطريقة تجعل من الصعب على الجسم حرق الدهون.

في ضوء الأدلة المتزايدة التي تربط السكر بالسمنة، فإنّ التوصيات الغذائية الحديثة توصي بالحدّ من تناول السكر المضاف. وتشير الدلائل الغذائية الأميركية إلى أنّ البالغين يجب ألاّ يستهلكوا أكثر من 6 ملاعق صغيرة (24 غرامًا) من السكر المضاف يوميًا، بينما يجب ألاّ يستهلك الأطفال أكثر من 3 ملاعق صغيرة (12 غرامًا) يوميًا.

هناك طرق عدة للحدّ من تناول السكر المضاف. إحدى الخطوات التي يمكن القيام بها، هي قراءة الملصقات الغذائية بعناية. يجب على الأشخاص البحث عن الأطعمة التي تحتوي على أقل من 5 غرامات من السكر المضاف لكل وجبة أو حصة.
شيء آخر يمكن القيام به هو الحدّ من تناول المشروبات المحلاة. حيث انّها أحد المصادر الرئيسية للسكر المضاف في النظام الغذائي الأميركي. ويمكن استبدال المشروبات المحلاة بالمياه أو الشاي أو القهوة غير المحلاة.

أخيرًا، يمكن للأشخاص محاولة الحدّ من تناول الأطعمة المصنّعة، التي هي مصدر شائع آخر للسكر المضاف. يمكن استبدال الأطعمة المصنّعة بالأطعمة الطازجة أو المجمّدة أو المعلّبة.

من خلال اتخاذ هذه الخطوات، يمكن للأشخاص المساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بالسمنة ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بالسكر.

ماذا يحدث عندما تتوقف عن تناول السكر؟ - ويب طب

التوصيات
بناءً على الأدلة العلمية المتاحة، هناك توصيات عدة يمكن تقديمها للحدّ من تأثير السكر على البدانة:

– الحدّ من تناول السكر المضاف إلى 6 ملاعق صغيرة (24 غرامًا) يوميًا للبالغين و3 ملاعق صغيرة (12 غرامًا) يوميًا للأطفال.

– قراءة الملصقات الغذائية بعناية وتجنّب الأطعمة التي تحتوي على أكثر من 5 غرامات من السكر المضاف لكل وجبة أو حصة.

– الحدّ من تناول المشروبات المحلاة واستبدالها بالمياه أو الشاي أو القهوة غير المحلاة.

– الحدّ من تناول الأطعمة المصنّعة واستبدالها بالأطعمة الطازجة أو المجمّدة أو المعلّبة.

بالالتزام بهذه التوصيات، يمكن للأشخاص المساعدة في تقليل مخاطر الإصابة بالسمنة ومشاكل صحية أخرى مرتبطة بالسكر.

الجمهورية

مقالات ذات صلة