“عاد وهج “الخماسية” ليفرض نفسه: “خارطة صفات” و”إجراءات” ضد المعرقلين

على وقع الحرب في غزة وجنوب لبنان، عاد وهج “الخماسية” ليفرض نفسه على الساحة السياسية من بوابة الاستحقاق الرئاسي ليشي بأن محاولة جديدة على الطريق وفرصة أمام اللبنانيين لتحصين البلاد وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة والانطلاق بخطة اصلاحات تعيد لبنان الى الخريطة وتسمح له برئيسيه التواجد على طاولة أي تسوية اقليمية ترتبط بأحداث غزة.

وبما أن الحرب طويلة على ما يبدو فان الاستحقاق الرئاسي في الثلاجة… هذا رأي سائد على نطاق واسع بين اللبنانيين لكن في المقلب الآخر هناك نافذة أمل لتحقيق الاستحقاق، لكن كالعادة تنتظر الشياطين التفاصيل.

ثمة رأي وازن يرى أن الحرب وظروف المنطقة واحتمالات تسوية إقليمية تتطلب رئيساً ينخرط مع بقية المكونات السياسية في تحصين البلد قدر الامكان.

أتباع هذا الرأي اعتبروا حركة السفير السعودي وليد بخاري مؤخراً استحضاراً قوياً لـ”اللجنة الخماسية” ومعها الاستحقاق الرئاسي. اذ استقبل بخاري في مقر إقامته، في اليرزة أمس، السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو، بعدما كان زار السفير المصري علاء موسى في مقر السفارة. وفي اللقاءين جرى البحث في الجهود المبذولة لإنجاز الإستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة. ويستكمل لقاءاته مع سفراء دول اللجنة الخماسية.

وأكدت أوساط مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن الحراك على مستوى السفراء، هدفه التحضير لاجتماع “اللجنة الخماسية” خلال أسبوعين أو ثلاثة، في مكان لم يحدد بعد، ليطلع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بقية الأعضاء على نتائج زيارته الأخيرة الى بيروت.

وقالت المصادر إن لودريان وضع لائحة نقاط جمعها خلال لقاءاته مع القوى السياسية والكتل النيابية في بيروت، خلال استمزاج آرائها بالاستحقاق الرئاسي، وسيعمل مع بقية أعضاء اللجنة في جوجلة اللائحة وضبطها ضمن سبعة أو ثمانية بنود ليحملها معه الى بيروت.

وأوضحت أن بنود اللائحة ستكون تلك التي تقاطع عليها الأعضاء الخمسة، وستكون بمثابة “خارطة طريق” جديدة ستُطرح على القوى اللبنانية لترى إمكان التشاور بشأن النقاط التي تتقاطع عليها هي أيضاً، بأمل أن يوصل ذلك الى مسودة “صفات رئاسية” يمكن أن تكون حافزاً لإطلاق جلسات برلمانية مفتوحة لانتخاب رئيس.

وشددت المصادر على أن ثمة توافقاً بين دول اللجنة الخماسية على التحرك المشترك المنسق، وأنها كلها تنطلق من حقيقة أن صفحة المرشحين سليمان فرنجية وجهاد أزعور قد طويت نهائياً، ليكون الهدف رسم “خارطة صفات” للبحث عن رئيس ثالث يتوافق معها.

وأشارت الى أن الحراك الجديد، المقبل، للجنة الخماسية، الذي تأخر بسبب الظروف التي فرضتها حرب غزة وفترة الأعياد، سيكون تحت سقف التلويح بـ”الاجراءات” التي سبق أن أشارت اليها اللجنة سابقاً، ضد المعرقلين.

وبالأمس أثار كلام رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي عن ربط مصير لبنان بانتهاء الحرب في غزة، جدلاً في الأوساط السياسية، وفيما يعتبر مقربون منه أنه يتحدث بما تتحدث به الدول العربية نفسه، هاجمته قوى المعارضة، وأشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم الى أن “هناك اعتراضاً كبيراً على موقف رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بشأن ربط الساحة الجنوبية بحرب غزة وتسليم القرار الرسمي اللبناني الى حزب الله”، مؤكداً أن “هذا القرار الغريب سيكون موقع مواجهة لأنه يخدم قوى الممانعة”.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة