موفدون «بالجملة والمفرق» «بالسر والعلن» ينقلون تحذيرات عن تحضيرات اسرائيلية لاجتياح واسع

موفدون «بالجملة والمفرق» الى لبنان من اميركيين واوروبيين وعرب «بالسر والعلن» يتوجهم هوكشتاين اليوم في جولة استطلاعية لا تحمل جديدا او مبادرات او تصورات للحل، لان الكلمة للميدان حتى الاعلان عن وقف لاطلاق النار في غزة، وبعدها لكل حادث حديث، وبالتالي ليس في جعبة هوكشتاين الا وعودا سخية للبنان في حال اوقف حزب الله حربه جنوبا، هذه التوجهات الاميركية لا تختلف مطلقا عن توجهات باقي الموفدين ورسائلهم عن نفاد صبر اسرائيل من عمليات حزب الله في الجنوب، ويوجهون النصائح بضرورة وقف الحرب والا ستقدم اسرائيل على توسعة دائرة عملياتها العسكرية، وحسب التسريبات، ان مسؤولا بريطانيا زار بيروت منذ ايام والتقى مرجعية عسكرية ووضعها في اجواء التحضيرات لشن عملية عسكرية اسرائيلية على لبنان دون ذكر التفاصيل، وقد نقلت المرجعية العسكرية ما تبلغته الى الرئيس بري، كما تلقى قيادي حزبي تحذيرا من مسؤول عربي عن توجه اسرائيلي لاجتياح كبير يطال لبنان وسوريا وتغيير موازين القوى، ونقل القيادي الحزبي ما سمعه الى مرجعية العسكرية، بالاضافة الى الكثير من الرسائل التي لم تخرج عن معادلة « العصا والجزرة « واخرها، نشر قوات المانية في الجنوب تحت الفصل السابع، وكان المانيا لا يكفيها الحرب الروسية على اوكرانيا، وتبين حسب المتابعين لهذه التطورات، ان رسائل الموفدين تنطلق من اعتبارات تراعي المصالح الاسرائيلية اولا «والاسف والحزن» على نزوح اكثر من ١٠٠ الف يهودي من المستوطنات المقابلة للحدود اللبنانية، الذين يرفضون العودة اذا لم يوقف حزب الله حربه، علما ان الموفدين لم يتطرقوا الى مسالة وقف اطلاق النار في غزة كمدخل اساسي لوقف الحرب في جنوب لبنان، وجزموا بانه في حال اوقف حزب الله عملياته في الجنوب، عندها بامكان دولهم الضغط على اسرائيل للتخفيف من عملياتها في غزة وارتكاب «نصف ابادة ونصف مجازر، وقتل ٥٠ فلسطينيا في اليوم بدلا من ١٠٠ فلسطيني».

وسمع المسؤولون اللبنانيون من الزوار الاجانب، ان إسرائيل متمسكة باهدافها حتى القضاء على حركة حماس وضرب حزب الله وتحرير الاسرى بالقوة من دون مفاوضات وتدمير قطاع غزة وقتل اكبر عدد ممكن من المدنيين لكي يكونوا عبرة لمن يجرؤ على التحرك ضد سياسة اسرائيل في المستقبل، وقد استفاد نتنياهو من المواقف الضعيفة لمعظم الدول العربية والإسلامية والغياب الكامل لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، كما دعا الموفدون الى اخذ كلام بعض الوزراء الاسرائيليين على محمل الجد، الذين يطالبون بعودة الاستيطان الى غزة وابعاد سكانه الى خارج القطاع بعد الموافقات الكندية والاسترالية على استقبال قسم كبير من ابناء غزة، كما قامت الحكومتان الاميركية والاسرائيلية باتصالات مع دول افريقية كرواندا والكونغو الديموقراطية لاستقبال واستضافة اعداد كبيرة من اهالي غزة.

وتؤكد مصادر سياسية عليمة في بيروت، ان الحرب على غزة تقودها واشنطن مباشرة، والكلام عن تباينات اميركية اسرائيلية لايمت الى الواقع مطلقا، وها هو وزير الخارجية بلينكن يبدأ جولة في المنطقة بعدما وجه رسائل نارية باغتيال رضي الموسوي وصالح العاروري وابو تقوى وتدمير ثلاثة زوارق يمنية في البحر الأحمر وتفجير مرقد الشهيد قاسم سليماني في

كرمان في ايران وكانه يطلب من شعوب المنطقة، اما الاستجابة للإملاءات الاميركية او تلقي مثل هذه الضربات، كما سجل مع زيارة بلينكن عودة النشاط العسكري لتنظيم داعش في وسط العراق وبادية الشام وتنفيذ عمليات ارهابية ضد قوى المقاومة والجيش السوري.

وحسب المصادر السياسية، فان الخلاف الاميركي الاسرائيلي ينحصر في كيفية ادارة المعركة في المرحلة الثالثة، فواشنطن مع تخفيف عمليات القصف وتجنب المزيد من الغرق في رمال غزة والاستعاضة عنها بعمليات خاصة مركزة واغتيالات واستهداف مواقع معينة، ويبدو ان وجهة النظر الاميركية تقدمت لجهة استهداف قيادات محور المقاومة وبدات باغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس الشيخ صالح العاروري، وقد نجحت عملية الاغتيال بفضل اختراق سيبراني استخباري للمكتب الذي تعرض للقصف واختراق المجتمعين ايضا، والاغلب ان القيادة الاسرائيلية حددت موقع الاجتماع، ووجهت الصواريخ نحوه، ولهذا اصابت الصواريخ النقطة المحددة لمكان الاجتماع بدقة، علما ان التحقيقات مستمرة لكشف كل التفاصيل.

رد حزب الله
وحسب المصادر السياسية، فان القرار الاميركي باستمرار الحرب لا تراجع عنه، وتم اعطاء فرصة جديدة لاسرائيل بغطاء عربي واوروبي للقضاء على حماس حتى اواخر شباط بالتزامن مع تنفيذ اغتيالات والقيام بعمليات خاصة وضرب مواقع مهمة، وهذا ما يجعل المواجهة طويلة ومفتوحة على كل الاحتمالات، ومحور المقاومة استعد لكل السيناريوات، وحدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير اسس المواجهة، وعدم السكوت على اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية، وان «الرد آت لا محالة»، وبعد يومين نفذ حزب الله ردا اوليا بقصف قاعدة ميرون في جبل الجرمق وهي مركز اساسي في شمال فلسطين يتالف من اجهزة رصد وإنذار ومراقبة وتحكم للحركة الجوية، وهي تشرف على عمليات المسيرات والطائرات التي تطلق صواريخ على اهداف في لبنان ومن بينها الصواريخ التي استهدفت الشيخ العاروري، كما ان حزب الله جاهز لقصف اي قاعدة اسرائيلية تشكل تهديدا على لبنان وشاركت في العمليات العسكرية ضده وحدد بنك اهدافه.

والسؤال، هل تتدحرج الأمور الى مواجهة لبنانية اسرائيلية شاملة؟ فالامر ليس مستبعدا، وانطلاقا من كلام سماحة السيد نصر الله وقراره بان المقاومة ماضية في الرد مهما كان حجمه وعمقه، ويعود للعدو الاسرائيلي امر الرضوخ للرد او توسيع دائرة الحرب، ولهذا تبقى المنطقة في مشهد حرب حقيقية تتدرج وتتوسع وتتناغم قوى المقاومة في عملياتها ضد العدو الاسرائيلي وفق ما يتطلبه منها مسرح العمليات الخاص لكل منها.

الديار

مقالات ذات صلة