أستراليا تستخدم أسلحتها السرية في كأس آسيا

يبحث منتخب أستراليا لكرة القدم عن تحقيق المجد في كأس آسيا التي يخوض غمارها في قطر بين 12 كانون الثاني (يناير) الجاري و10 شباط (فبراير) المقبل، متسلحاً بعدد محدود من النجوم ذائعي الصيت، لكن كلمة السر تتمثل في المدرب غراهام أرنولد، محطّم الأرقام القياسية.

أرنولد، الذي تألق لاعباً كمدافع قوي يتمتع بمهارة استثنائية في تسجيل الأهداف على منوال أمهر المهاجمين، أوصل منتخب بلاده إلى دور الـ16 في كأس العالم 2022 في قطر، بيد أن “المغامرة” لم تتوقف، فقد تمسّك الفريق بمستوى ثابت أهّله لاحتلال المركز 25، الأعلى له في التصنيف العالمي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، منذ أكثر من عقد من الزمن.

ويعود “سوكيروز” إلى قطر للمشاركة في كأس آسيا وهم بين المرشحين الجديين للتتويج باللقب الثاني على طريق تكرار إنجاز العام 2015، عندما تغلّبوا على كوريا الجنوبية 2-1 في النهائي على أرضهم تحت قيادة مدرب توتنهام اللندني الحالي، أنج بوستيكوغلو، وبوجود اللاعب الرمز تيم كايهل وقائد كريستال بالاس الإنكليزي ميلي يديناك والحارس السابق لفالنسيا الإسباني مات راين الذي ينشط راهناً مع ألكمار الهولندي.

راين هو الوحيد الباقي من تشكيلة 2015. خاض 86 مباراة دولية وهو بلا شك الأكثر خبرة في فريق “غامض” خصوصاً أن 15 من زملائه الحاليين في المنتخب ظهروا على المستوى الدولي أقل من 10 مرات، فيما يعتبر ثلاثة منهم من اللاعبين الشباب.

الأكثر حضوراً
لطالما تسلّح المنتخب الأسترالي بنجوم كبار ينشطون في الدوري الإنكليزي، غير أن التشكيلة تفتقد نسبياً إلى هذا العامل حالياً. حتى أنها لا تعرف أي لاعب من الدوري الإسباني.

ورغم ذلك، يرى أرنولد، المدرّب الأكثر حضوراً في تاريخ منتخب أستراليا حيث قاده في 61 مباراة، بأن التشكيلة الراهنة تمثل “الفريق القمة” بالنسبة له، ويؤكد بأنه “سعيد حقاً” به.

منذ توليه المسؤولية في 2018، تحدث أرنولد كثيراً عن عمق التشكيلة والبناء، بعدما واجه صعوبات جمّة لتعويض أسماء لامعة تقاعدت، بما فيها كايهل ويديناك، بيد أنه يعتقد بأن رجاله الحاضرين في كأس آسيا حققوا العمق المنشود “عندما توليت المهمة في 2018، ومقارنة بالتشكيلة الراهنة، لم نكن في مكان قريب من هذا العمق”.

تابع: “كان من الممكن أن يشارك معنا في بطولة كأس آسيا ما بين ستة إلى 10 لاعبين إضافيين. واقع يشعرني بالثقة. أخيراً، يمكنني الجلوس مطمئناً. لدينا العمق في حال تعرض أحد اللاعبين للإصابة”.

الأطول في آسيا
قد يكون السلاح السري لأستراليا في خط الهجوم لاعباً “عجوزاً” نوعاً ما يبلغ من العمر 36 عاماً.

هو برونو فورنارولي، المولود في الأوروغواي. شارك مرتين فقط مع المنتخب، لكنه حصل على “مبايعة المدرب” بعد موسم غزير في صفوف ملبورن فيكتوري، حيث سجل 13 هدفاً في 10 مباريات.

يقول أرنولد: “الأهم بالنسبة إلى المنتخب هو المستوى. قام برونو بعمل رائع واستحق بكل جدارة اختياره في التشكيلة. يمنحك بالتأكيد شيئاً مختلفاً”.

يعتمد المدرب على فورنارولي وراين، إلى جانب اللاعبَين المخضرمَين جاكسون إرفين وعزيز بيهيتش، لتوجيه العناصر الشابة والوجوه الجديدة في قطر “أنا متحمس بفضل الإمكانات الموجودة في هذه المجموعة. نرحب بعدد من اللاعبين الجدد الذين أثق في أنهم سيشكلون إضافة رائعة”.

إلى جانب فورنارولي، يتسلح الفريق بالمدافع المولود في اسكتلندا هاري سوتار. صحيح أنه لا يشارك مع ليستر سيتي الإنكليزي هذا الموسم، لكنه، رغم ذلك، يمثل صخرة في قلب الدفاع الأسترالي.

وبرصيد 10 أهداف في 22 مباراة دولية، يشكّل سوتار تهديداً كبيراً في الركلات الركنية والركلات الثابتة كواحد من اللاعبين القادمين من الخطوط الخلفية.

وبشراكته مع لاعب إيبسويتش تاون الإنكليزي كام بورجس في الدفاع، تتميز أستراليا بما وصفه المدرب بأنه “على الأرجح أطول ثنائي قلب دفاع في آسيا”.

يرغب أرنولد في دفع سوتار لاستغلال تواجده مع المنتخب ليظهر الجودة التي يتمتع بها لمدربه في ليستر، ويحمل الجمهور على السؤال عن السبب في عدم الاعتماد عليه.

يقول سوتار: “أشعر بأنني محظوظ لأن مدربي (أرنولد) يدعمني ويتمسك بثقته بي رغم أنني لا أشارك (مع ليستر). أدرك ذلك تماماً”.

مقالات ذات صلة