هذا هو الفيروس الأكثر انتشاراً الآن: متى تدعو الحالة إلى القلق؟ !

يبدو واضحاً أنّ ثمة فيروسات معينة تنتشر بشكل خاص في المرحلة الحالية، فتُصنّف ضمن تلك الأكثر انتشاراً في أشهر الشتاء. وقد يشهد موسم الشتاء أصلاً ارتفاعاً في معدلات الإصابة بالفيروسات والأمراض عامةً، لكن يبدو أنّ ثمة أعراضاً معينة تُسجّل بشكل خاص في هذه الفترة وتتشابه، وتبدو مشتركة بين النسبة الأكبر من الإصابات.

فوفق ما يوضحه طبيب الأطفال في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية-مستشفى رزق الدكتور إدوار صياد، هناك فيروس يحقّق المزيد من الإنتشار، وإن كانت هناك فيروسات كثيرة ترتفع معدلاتها أيضاً في الوقت نفسه.

ما الفيروسات الأكثر انتشاراً في المرحلة الحالية؟
تكثر الفيروسات التي تنتشر حالياً، كما في أي عام سبق في هذه الفترة من السنة. لا بل يشير صياد إلى وجود عدد هائل من الفيروسات حالياً التي يصعب إحصاؤها. ومنذ حوالى شهر ونصف الشهر تزيد هذه الفيروسات كما جرت العادة. إلاّ انّ الفيروس الذي يسجّل العدد الأكبر من الإصابة به هو فيروس الإنفلونزا وتحديداً فيروس H1N1 بشكل خاص، كما يبدو واضحاً، وإن كان هناك عدد كبير من فيروسات الإنفلونزا.

هل من سبب معيّن لارتفاع معدلات الإصابة بفيروس H1N1؟
تُسجّل عامةً لفيروس الإنفلونزا طفرات جينية مستمرة، كما بالنسبة لفيروس كورونا. لذلك، من المتوقع أن تحصل تغييرات على مستوى الأعراض الناتجة منه وحدّته، وأيضاً في السلالة الأكثر انتشاراً في سنوات معينة.

هل معدلات الإصابة بالفيروس تبدو مرتفعة أكثر بالمقارنة مع سنوات سابقة؟
في كل عام، وفي موسم الشتاء تحديداً، ترتفع معدلات الإصابة بالإنفلونزا وبغيرها من الفيروسات التنفسية بشكل خاص. قد يبدو أنّ معدلات الإصابة بالـH1N1 ترتفع بمعدلات زائدة بالمقارنة مع سنوات سابقة، إنما في الواقع وبالعودة إلى إحصاءات تعود إلى 10 أو 15 سنة سابقة، يمكن ملاحظة أنّ الأرقام متقاربة بشكل لا يدعو فيه المعدل الحالي إلى القلق.

لكن من جهة أخرى، في السنوات التي سبقت في ظل انتشار الجائحة، اتُخذ المزيد من الإجراءات الوقائية، وحصل تركيز على التباعد الاجتماعي وعلى استخدام الكمامة. هذا ما ساهم في الحدّ من معدلات الإصابة بمختلف الفيروسات. في المقابل، بعد الجائحة عاد التهاون في الإجراءات الوقائية، وفي لبنان خصوصاً تزيد الزحمة في الأماكن العامة والمطاعم، ما يزيد من احتمال التقاط العدوى ونشرها في هذه الفترة من السنة التي تزيد فيها اصلاً الفيروسات لأسباب عدة. هذا، ويضيف صياد، أنّ معدلات التلقيح في مواجهة فيروس الإنفلونزا منخفضة جداً في لبنان وقد لا تتخطّى نسبة 5 في المئة، ما قد يزيد من معدلات انتشار الفيروس في فترة الذروة.

ما الاعراض الأكثر انتشاراً حالياً؟
أبرز الأعراض التي تُسجّل حالياً هي:

-ارتفاع الحرارة الزائد بين الأطفال أكثر إنما حتى بين الراشدين، وهي من أعراض الإنفلونزا الأكثر شيوعاً

-وجع في الرأس

-التعب

-السعال المستمر والحاد

-أوجاع العضلات والجسم الذي يُعتبر غالباً من أعراض الإصابة بالـH1N1

-وجع الحنجرة الحاد الذي قد يدلّ إلى الإصابة بفيروس كورونا غالباً. إذ لا يزال فيروس كورونا منتشراً ويسبب أكثر هذا النوع من الوجع.

لكن لا ينكر صياد انّه حتى بوجود هذه الأعراض، قد تُجرى الفحوصات الخاصة بكورونا وبالإنفلونزا، وتأتي النتيجة سلبية بحيث من الممكن أن تنتج من فيروسات أخرى مثل الرشح العادي الذي يُعتبر شائعاً. كما أنّ فيروس RSV يحقّق انتشاراً واسعاً بين الأطفال كما يبدو واضحاً.

متى تدعو الحالة إلى القلق؟
بشكل عام، في حال ظهور الأعراض واستمرارها خلال يومين أو أكثر لدى شخص بصحة جيدة، هي لا تدعو للقلق. إلاّ أنّ المشكلة تكون أكبر في حالات معينة لدى أشخاص يمكن أن يكونوا أكثر عرضةً للمضاعفات مثل من يعانون ضعفاً في المناعة والمسنين ومرضى الربو والسرطان. فلا بدّ من الحرص على تجنّب المضاعفات التي يمكن أن يتعرّضوا لها، وذلك عبر تلقّي اللقاح بالدرجة الأولى، وفي حال الإصابة عبر التشخيص المبكر للحالة ووصف المضاد للفيروسات. فهو لا يوصف تلقائياً للكل، بل في مثل هذه الحالات. وهو يساعد في الحدّ من المضاعفات وفي تقصير مدة المرض. هذا، مع ضرورة التوضيح أنّ هذا الدواء يجب أن يوصف من اليومين الأولين مع ظهور الأعراض الأولى، ولا يفيد تناوله في مرحلة لاحقة.

من جهة اخرى، من مخاطر الإنفلونزا أنّها قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى التهاب مزدوج، حيث يُضاف إلى الإصابة بالالتهاب الفيروسي التهاب بكتيري في فترة المرض بسبب ضعف المناعة والالتهاب في الجيوب الأنفية.

ما الإجراءات الوقائية التي من المفترض اتخاذها في هذه الفترة؟

-غسل اليدين بشكل متكرّر والتعقيم

-الحدّ من التقارب الاجتماعي لارتفاع احتمال الإصابة بالعدوى وبالالتهابات الفيروسية

-استخدام الكمامة عند ظهور أولى الأعراض عند الخروج

-استشارة الطبيب عند ظهور الأعراض كالتعب والرشح ووجع العضلات، ولو تفاوتت حدّتها بين الفيروسات

-التركيز على تناول السوائل بمعدلات كبرى في فترة المرض

-اتباع عادات صحية
-التركيز على مضادات الأكسدة
-التركيز على تناول المكملات الأساسية مثل فيتامين (ج) وفيتامين (د) وزنك بجرعات معينة.

النهار العربي

مقالات ذات صلة