لماذا سحب بايدن حاملة الطائرات؟

دفعَ تصلّب نتانياهو تجاه لبنان واشنطن إلى تسريب خبر “سحب حاملة الطّائرات” من البحر الأبيض المُتوسّط. تفسير هذه الخطوة يكمُن في الآتي:

الأوّل: أعلنَت واشنطن أنّها غير راضية عن أيّ خطوة هجوميّة يتّخذها نتانياهو ضدّ لبنان. وذلكَ بعدما كانَ وصول “جيرالد فورد” إلى المنطقة رسالة ردعٍ إلى إيران والحزب، بحسب ما ذكر وزير الدّفاع الأميركيّ لويد أوستن عشيّة بدء الحرب على قطاع غزّة.

الثّاني: يُحاول بايدن الضّغط على نتانياهو داخليّاً وميدانيّاً للرّضوخ لطلبات البيت الأبيض حولَ “اليوم التّالي للحرب” و”عدم توسعة نطاقها”.

الثّالث والأهم: حاكَت كلّ المناورات المُشتركة في الأعوام الماضية بين الجيشيْن الأميركيّ والإسرائيلي أنّ أميركا تُدافع وإسرائيل تُهاجم. وهذا الانسحاب يضع تل أبيب في موقفٍ ميدانيّ صعب، خصوصاً إذا ما استغلّته إيران لرفع منسوب ضربات فصائلها ضدّ إسرائيل، خصوصاً بعد اغتيال قائد قوّات فيلق القدس في سوريا العميد رضى موسوي، الذي يقيم في سوريا منذ عام 1987، ويُشرِف على نقل السّلاح إلى الحزبِ والفصائل الموالية لإيران. يُضاف إلى ذلك الاستهداف شبه اليوميّ لقواعد إيرانيّة في سوريا.

كما يشير المصدر الأميركي لـ”أساس” إلى أنّ إيران أوصلت رسالة إلى أميركا خلال الأيّام الماضية مُفادها أنّ “عمليّات فصائل محور المُمانعة ضدّ الأهداف الأميركيّة قد لا تبقى على حالها في حال شنّت إسرائيل عمليّة ضدّ الحزب، وأنّ طهران قد تجد صعوبة في ردع الفصائل عن استهداف القواعد الأميركيّة في الخليج والأردن”.

سُرعان ما ردّت إسرائيل على خطوة أميركا. إذ ذكرَت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنّ وجودَ حاملة الطّائرات لم يُؤثّر على مجرى الصّراع في غزّة، وأنّ نهاية الحرب لا تلوح بالأفق.

مقالات ذات صلة