نتنياهو مُصرّ على اشعال الحرب في لبنان: هل يضع الحزب امام خيار الحرب الاوحد؟
دخل لبنان مرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة المفتوحة مع اسرائيل، بعدما جرى تجاوز الخطوط الجغرافية التي حكمت مسار الاشغال الحربي منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الاول الماضي.
والجديد الذي لجأت اسرائيل الى محاولة تكريسه منذ اكثر من اسبوع يقوم على مسارين:
الاول: تنفيذ عمليات حربية في العمق اللبناني وصل الى حدود الاربعين كيلومترا بينما لا زال حزب الله يمارس عملية اشغال في عمق من 3 الى 5 كيلومترا.
الثاني: تعمّد استهداف المدنيين ان في وسائل انتقالهم او في منازلهم، لاحداث مزيد من الخوف لدفع الصامدين في مدن وبلدات وقرى المواجهة الى المغادرة، بعدما تيقّن العدو ان اعداد الصامدين عند الخطوط الامامية من المدنيين لا يستهان به، بينما المستوطنين في الشمال الفلسطيني المحتل يرفضون العودة الا بشروط وقف الحرب وانسحاب حزب الله.
ما يكشفه مصدر واسع الاطلاع لوكالة “اخبار اليوم” يشي بأن “النوايا العدوانية الاسرائيلية أكثر من جدية، استنادا الى ما وصل أخيرا الى بيروت من معلومات وتقارير دبلوماسية تضمنت تحذيرات واضحة من ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة المتطرفين معه جادون جدا للذهاب الى ابعد الحدود في المواجهة مع لبنان، انطلاقا من الاعتبارات التالية:
1- صار واضحا لنتنياهو وفريقه الوزاري انه ايا كانت نتائج الحرب على غزة وما ستؤول اليه من وقائع جديدة، فان مصيره السياسي عالق بين المحاكمة والعزل، اي الموت السياسي، ولا بد من سبيل يضمن له البقاء الاطول في الواجهة السياسية لعل عامل الوقت يغيّر من الوقائع والمعادلات.
2- يعتبر نتنياهو وفريقه، ان من الانجع ربط مصيره بمصير الكيان، من خلال تقديم اطروحته القائلة بأننا نعيش في ظل حرب استقلال ثانية اما ان نربح ونبقى ونسود واما نخسر وننتهي، وبالتالي اسرائيل امام خطر وجودي.
3- الاخطر في العقل الاجرامي لنتنياهو وفريقه اصراره على فتح الجبهة مع لبنان والدخول في حرب واسعة جدا، لان في ذلك جر للولايات المتحدة الاميركية للدخول في الحرب من خلال الحشد البحري في المتوسط من حاملات طائرات وبوارج تمتلك قدرات تدميرية هائلة.
4- الهدف من فتح الحرب مع لبنان هو تحويلها الى اقليمية، لان دخول اميركا ودول اخرى فيها سيضع ايران امام موقف محرج يجعل مشاركتها في الحرب محتمة.
5- هذه الحرب في حال حصولها ستؤدي الى وقائع جيوسياسية طويلة الامد، بمعنى ان من نتائجها فتح مسار التفاوض حول مستقبل المنطقة وخرائط النفوذ، والمفاوضات هو الملعب المفضّل لاسرائيل اذ تبرع في عملية التمييع وقضم الوقت ودفع الخصم الى داخل حلقة مفرغة تدور به من دون أي افق للخلاص”.
ويكشف المصدر ان “اسرائيل ستمعن في عملية الاستفزاز المحرج لحزب الله، وستواضب على عمليات تجاوز حدود الاشتباك واستهداف المدنيين، والاخطر انها لن تتورع عن الذهاب الى ارتكاب المزيد من المجازر في حق المدنيين لوضع الحزب امام خيار لا ثاني له وهو الدخول في الحرب الواسعة وفتح جبهة الجنوب على آتون من جحيم الحرب المدمرة، من هنا تزايد وتكثيف النصائح الدولية للبنان بعدم الانجرار الى الاستفزاز الاسرائيلي مهما بلغت الاثمان، لان نتنياهو يريد الحرب ولا شيء غير الحرب”.
داود رمال- اخبار اليوم