لا حفلات أعياد في الجنوب تضامناً مع غزة: يرى البعض أن من يشارك في احياء الحفلات يجب مقاطعته
في الوقت الذي ينبص قلب بيروت بالعيد، يخفت النبض في الجنوب الذي يشهد على اعتداءات العدو المستمرة منذ ٧٥ يوماً. وعلى الرغم من ذلك، الا أن نوراً سطع من العتمة، فشجرة الميلاد لم تغب عن المناطق الحدودية ولا عن مدينة صور. وبسبب الأحداث الأمنية تأثرت قطاعات عدة بنسب متفاوتة، ومنها قطاع السياحة والسهر والحفلات الذي عُلّقت غالبية احتفالاته، في حين قرر البعض في اللحظة الأخيرة احياءها لتجنب الخسائر.
يقول حسن حطيط صاحب منتجع “شمس الأصيل” لموقع “لبنان الكبير”: “هذه السنة لن نقيم حفلة كبيرة على عكس السنة الفائتة حين كان لبنان يواجه أزمة اقتصادية مالية، اما اليوم فأضيف على ما ذكر الأزمة الأمنية، فغدت الحفلات خجولة، لسببين، أولاً: تضامناً مع غزة وأهل الجنوب، ثانياً: قلة المغتربين نسبة الى السنة الفائتة من حيث الحجوزات، فغالبيتهم تفضل هذه السنة الاحتفال مع العائلة في المنزل على الاحتفال في منتجعات الجنوب ومطاعمه”.
ويلفت حطيط الى أن “القطاع السياحي في لبنان في أسوأ حالاته ولا يمكن أن يتحسن الا بحلول الصيف، كما أن غالبية المطاعم في الجنوب تشجعت على اقامة السهرات بعد اعلاننا ولكنها تبقى خجولة على عكس بيروت والشمال، مع العلم أن غالبية الفنانين من الصف الأول سيحيون حفلات خارج لبنان”.
اما في ما يتعلق بالحجوزات، فيؤكد حطيط أن “اللبناني يحب الحياة على الرغم من كل الظروف ويعتبر أن ليلة الميلاد أو رأس السنة لا تفوّت، ففي الميلاد سنقيم حفلة صغيرة بمعنى سهرة مع موسيقى، اما سهرة رأس السنة فتبدأ الحجوزات قبل أيام قليلة، فاللبناني معروف باتخاذه قرار السهر في اللحظة الأخيرة، ونأمل أن تبقى الأوضاع هادئة لنحافظ على اقامة الحفلات ونحسّن القطاع، لأننا أيضاً نقاوم فيه”، موضحاً أن “لا أحد دخل الى المطعم منذ شهرين وأنا أدفع كل المصاريف للعمال، لذا اذا لم نحيي الحفلات فسنضطر الى تسريح عدد من الموظفين، وهم يعتمدون أيضاً على البخشيش، لذا سنتحدى الظروف للحفاظ على هذا القطاع، على أمل أن نلقى نجاحاً فيه.”
ويضيف: “كنا سنضع هذه السنة شجرة كبيرة لتكون الأكبر في الجنوب، ولكن ألغيناها بسبب الظروف الأمنية. وفي ما يتعلق بالأسعار، ستتراوح كلفة التذكرة بين ٥٠ و١٠٠ دولار لتتناسب مع قدرة المواطنين كافة. نحاول أن نخلق العيد لكن في الحقيقة لا وجود للعيد”.
اما في استراحة صور فلا حفلات لهذه السنة وفق ما يقول أحد الموظفين. كذلك مطعم “ليالينا” في النبطية كتب في منشور على صفحة “فايسبوك”: “نظراً الى الظروف العصيبة والأليمة التي يمر بها جنوبنا الحبيب ومدينة النبطية أرض الأصالة والعز قررنا الغاء البرنامج المقرر لليلة رأس السنة ونستقبلكم كالمعتاد من الساعة ١١.٣٠ صباحاً حتى منتصف الليل”.
في السياق، يؤكد متعهد الحفلات سعيد ضاهر عبر موقع “لبنان الكبير” أن “جميع الحفلات ألغيت تضامناً مع غزة وأهل الجنوب والضحايا، فنحن كشركة انطلقت مسيرتنا من الجنوب وأكثر حفلاتنا فيها، وأنا ابن الجنوب لا يمكنني تجاهل ما يحدث وأحيي الحفلات، عسى أن تكون السنة القادمة أفضل.”
ويشير الى أن بعض المطاعم يقيم السهرات ويستضيف فنانين ليسوا من الصف الأول وتعتبر سهرة للزبائن، اما شركة ميديا لاين فتحيي حفلات لكبار الفنانين من مختلف الوطن العربي، وكانت ستحيي حفلات في الجنوب وبيروت جميعها ألغيت.”
يرى البعض أن من يشارك في احياء الحفلات يجب مقاطعته، لأن مظاهر الاحتفال تدل على عدم التعاطف والتضامن مع ما يحصل من ابادة في غزة. والبعض الآخر يعتبر أن إضاءة شجرة الميلاد هي أكبر رسالة إلى العالم، وإلى قادة الحرب الصهاينة، بأننا مستمرّون في الحياة والفرح، مهما كان بطش عدوانهم، فأكثر ما يغيظ الاحتلال النور والفرح، لأنهما عكس العتمة والقتل. اما قطاع السهر والفنانين فينتظر الحفلات لجني المال فهذا موسمه. وبين الاحياء والالغاء، والتضامن والسهر يبقى الجنوب الأكثر تضامناً مع غزة وأهلها.
نور فياض- لبنان الكبير