استخدام الهاتف مفيد للصحة النفسية… ولكن ماذا عن الاستخدام المفرط للخلوي؟
بعكس ما أكّدت دراسات عديدة سابقة كانت قد حذّرت الاهل من استخدام الأطفال للهاتف الخلوي، أتت دراسة جديدة تكشف أنّ استخدامه لا يُعتبر مضرّاً للمراهقين، ويمكن أن يكون مفيداً على مستوى الصحة النفسية، إذا ما استخدم المراهقون الهاتف الخلوي بشروط معينة، كما نُشر في nypost.
وأظهرت الدراسة الجديدة، أنّ المراهقين الذين استخدموا الهاتف الخلوي خلال ساعة أو اثنتين، كانوا أقل عرضةً للإصابة بالاكتئاب والأفكار الانتحارية واضطرابات النوم والتوتر والإدمان على الكحول، بالمقارنة مع غيرهم من المراهقين.
في المقابل، ظهر أنّ من قضوا أكثر من 4 ساعات في استخدام الهاتف الخلوي عانوا معدلات أعلى من الاضطرابات النفسية والإدمان، بنسبة وصلت إلى 22 في المئة، بالمقارنة مع غيرهم من المراهقين الذين استخدموه بمعدلات أقل.
حتى أنّه في الدراسة، تبين أنّ استخدام الهاتف الخلوي لمدة تقلّ عن ساعتين كان مفيداً على مستوى الصحة النفسية بالمقارنة مع ما يحصل في حال عدم استخدامه إطلاقاً.
في دراسات سابقة كان قد تبيّن انّ الاستخدام المفرط للشاشات كان له أثر سلبي على الحالة الصحية وعلى الصحة النفسية للأشخاص، لكن الدراسة الجديدة تُظهر أنّ الاستخدام المحدود لها يُعتبر مفيداً للمراهقين، شرط بمعدل ساعتين أو أقل، لمحاربة الشعور بالوحدة والعزلة. لكن مع تخطّي هذه المدة تكون النتيجة معاكسة ولها آثار سلبية على الصحة النفسية حكماً.
فتبين أنّ المراهقين الذين يستخدمون الهاتف الخلوي لمدة ساعتين أو أقل كانوا أقل عرضةً للإصابة بالتوتر بنسبة 30 في المئة وأقل عرضةً للإصابة باضطرابات النوم بنسبة 27 في المئة وأقل عرضةً للإصابة بالاكتئاب بنسبة 38 في المئة، وأقل ميلاً للتعرّض للأفكار الانتحارية بنسبة 43 في المئة، وأقل عرضةً للإدمان بنسبة 47 في المئة.
إنما يشدّد الباحثون على أنّ الاستخدام الزائد للشاشات له آثار سلبية كبرى لا يمكن الاستهانة بها. فعند استخدامها بين 4 و6 ساعات في اليوم، كان المراهقون أكثر عرضةً للإصابة بمشكلات في الصحة النفسية والتوتر والسمنة والاكتئاب والأفكار الانتحارية.
هذا ما يؤكّد على النتائج المدمّرة للصحة النفسية للاستخدام المفرط للهاتف الخلوي التي ظهرت في دراسات سابقة، بالنسبة للأطفال والمراهقين الذين هم أكثر ميلاً للإصابة بالاضطرابات النفسية والمشكلات المرتبطة بالصحة النفسية عامةً، في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة.
النهار