التيّار: “الحزب ببيع وبيشتري”

ردود فعل نوّاب وقيادات التيار الوطني الحرّ على إقرار التمديد لقائد الجيش جوزف عون في مجلس النواب لم تكن متفاجئة ممّا حصل. بل كان كلّ شيء متوقّعاً على الرغم ممّا جرى من مشاورات ومساعٍ أوحت باحتمال الوصول إلى حلول وسطية في مجلس الوزراء مع وزير الدفاع.

على الرغم من تلويح التيار بأنّ إقرار التمديد، بما يعنيه لرئيس التيار جبران باسيل من معركة “قلّة وفاء” كما وصفها، سيؤدّي إلى قطع الشعرة الأخيرة مع الحزب، فإنّ ذلك لم يمنع نواباً من الحزب من القيام بـ”مسرحية الخروج من الجلسة”.

مصادر مقرّبة من التيار الوطني تعتبر أنّ تعامل الحزب مع الملفّ “فيه استغباء كأنّه يريد أن يقول إنّه غير معنيّ بالتمديد وإنّه يقف على خاطر حليفه المسيحي، لكنّ الواقع مختلف تماماً لأنّ القاصي والداني يعرفان أنّ ذلك لم يكن ليمرّ من دون موافقة الحزب”. وفي المعلومات أنّ قيادة التيار تتمهّل في اتّخاذ أيّ خطوة من شأنها أن تقطع شعرة معاوية مع الحزب، تاركة مجالاً لأيّ تقاطع مقبل على قاعدة الواقعية السياسية أو التحالف على القطعة.

ليست المرّة الأولى التي يعترف فيها التيار بأنّ ورقة “تفاهم مار مخايل” سقطت، وما بقي منها يتعلّق بالشقّ المصلحي للطرفين. إنّما هذه المرّة أحدث الخلاف على الرئاسة وقيادة الجيش ضرراً كبيراً أدّى إلى تكتّل مجموعة نواب وقيادات خلف مطلب واضح هو إصدار إعلان صريح عن سقوط ورقة التفاهم مع الحزب لأنّ ضررها بات أكثر من منفعتها في الوقت الراهن.

بلغ حدّ التصعيد والوضوح قول نائب رئيس التيار إنّ الحزب “ببيع وبيشتري”. ووصل ببعض القيادات حدّ القول إنّ على التيار أن “ينزع هذه المظلّة المسيحية التي يحتاج إليها الحزب لوضعه أمام واقع خياراته الضيّقة، إمّا جبران باسيل وإمّا سمير جعجع”.

مصادر التيار تتحدث عن استراتيجية سيستكمل التيار اتّباعها في العام المقبل، وهي العمل على نسج علاقات جدية مع قوى لبنانية أخرى، مختلفة عن الحزب. والبدء بمسار اعادة الثقة مع مختلف القوى، على أن يخرج من أسر حلفه مع الحزب فقط.

اساس

مقالات ذات صلة