السنوار تحت أرض سيناء… لا تحت أرض غزة؟

تنقل المصادر عن الجهات الفلسطينية أنّ خطّ التسليح والتذخير والدعم الحربي اللوجستي كان متركّزاً بشكل شبه حصري على محور رفح – سيناء. وهو ما يتكتّم عليه كثيرون. إذ تكشف المصادر ترجيح الجهات الفلسطينية أن يكون هناك مئات الأنفاق في تلك المنطقة، بطول أكثر من 15 كلم لكلّ منها، وبعرضٍ يتّسع حتى لشاحنات، حتى إنّها لا تستبعد أن يكون قياديو حماس الكبار، مثل يحيى السنوار ومحمد الضيف وغيرهما، متمركزين حالياً هناك، تحت أرض سيناء، لا تحت أرض غزة، وأنّ هذا الأمر كانت السلطة الفلسطينية تعرفه وتعرف خلفيّاته المكتومة واعتباراته غير القادرة على البوح بها، لاعتبارات مصرية معروفة. لكنّها كانت طوال أعوام تحذّر واشنطن منه، بلا جدوى.

كما تكشف الأوساط الدبلوماسية نفسها أنّه خلال شهر أيلول الماضي، أي قبل هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) بأسابيع قليلة، عُقدت اجتماعات ثلاثية أميركية – سعودية – فلسطينية في المملكة. وجرى خلالها إطلاع ممثّلي السلطة الفلسطينية على الخرق الإيجابي الذي تحقّق على خطّ الوساطة الأميركية بين المملكة وإسرائيل. وتمّ تطمين السلطة بأنّ هذا التقدّم سيحمل ثماراً أكيدة للقضية الفلسطينية، وأنّ أيّ تطبيع بين الرياض وتل أبيب سيتضمّن حتماً تقدّماً في مسار الوصول إلى سلام على أساس حلّ الدولتين، وأنّه يومها كرّرت السلطة تحذير الطرفين ممّا يحصل في القطاع، من دون أن يلقى ذلك آذاناً صاغية.

الآن صارت تلك التطوّرات خلف الجميع. لكنّ العواقب على الأرض ثقيلة قاسية على الجميع أيضاً. إذ تتوقّع المصادر نفسها ألا تنتهي الحرب بحصيلة تقلّ عن 25 ألف ضحية. فضلاً عن التدمير الكامل والممنهج لبنية عمرانية شاملة، يصبح معه مستحيلاً أن يعيش عليها أكثر من مليونَي إنسان.

لذلك تتوقّع المصادر الدبلوماسية أن يكون فتح معبر رفح، بشكل ما ووفق آليّات معيّنة، لاستقبال قسم من الغزّيين النازحين، أمراً حتمياً في وقت ليس ببعيد، على أن يتركّز البحث على ضبط هذا الفتح وحدوده ومُدده ونتائجه وخواتيمه لا غير.

جان عزيز

مقالات ذات صلة