إسرائيل “موّلت” عملية حماس

تكشف أنّ واشنطن كما تل أبيب استساغا مسألة التمويل القطري للحركة، من دون استشراف أغراضه الفعليّة وأهدافه البعيدة الحقيقية. فبمعزل عن النيّة الإنسانية والسليمة لقيادة الدوحة، كان مسؤولو تل أبيب يتوهّمون أنّ موافقتهم على هذا التمويل وإشرافهم عليه سيؤدّيان إلى عقلنة حماس وتدجينها ووضعها على مسار العمل السلمي. كما يؤدّي من جهة ثانية إلى شرخ فلسطيني – فلسطيني يسهّل مؤامرات إسرائيل ضدّ محور الضفة – القطاع. وتنقل المصادر الدبلوماسية عن جهات السلطة الفلسطينية أنّ مسؤولين إسرائيليين كباراً تولّوا مباشرة وشخصيّاً هذه المهمّة. حتى إنّ مدير الموساد السابق، يوسي كوهين، يتولّى شخصياً، حتى تركه موقعه قبل نحو عامين، الإشراف مباشرة على نقل التمويل القطري لحماس، من الدوحة إلى القطاع. وهو ما بلغ 30 مليون دولار شهرياً. وفيما كان الإسرائيليون يمنّون أنفسهم بأنّ هذه الأموال ستنفق على تنمية غزّيّة تخفّف عنهم مسؤولية مساعدة القطاع ورفع حصارهم الجائر له، وبالتالي حرف أنظار المجتمع الدولي عن جريمة تحويلهم هذه المنطقة إلى أكبر سجن بشريّ مفتوح، كانت حماس تستخدم كلّ سنت من تلك الأموال في مجالين اثنين لا غير: التجهيز والتحضير العسكري، ومرتبات للناس في غزة.

تشرح الأوساط نفسها أنّ قيادة الحركة، في ظلّ الفائض الماليّ الذي بلغته، كانت تعمد إلى شراء كمّيات هائلة من الموادّ الغذائية الأساسية، حتى كادت تنفد من سوق القطاع. ثمّ بادرت إلى توزيعها على شكل إعانات لأهل غزة، بما ساعدها أكثر على توسيع قاعدة شرعيّتها بينهم. كلّ ذلك تمهيداً للحظة المعركة.

جان عزيز

مقالات ذات صلة