موسم رشح وانفلونزا… لا داعي “للهلع” ولتخويف الناس “على الفاضي”
منذ ما يقارب الشهر، تنتشر بين الناس عدوى، أعراضها أوجاع في الجسم وارتفاع في الحرارة، وهي مشابهة تماماً لأعراض فيروس كورونا.
تنتشر مع وصول فصل الشتاء الكثير من الأمراض والفيروسات المعدية، وغالبيتها تضرب الجهاز التنفسي، منها “الكريب” أو الرشح، ومنها ما هو مشابه له، الى جانب الانفلونزا، وكورونا ومتحوراتها التي تتطور وتظهر بين الحين والآخر.
اليوم يدخل اللبنانيون موسم الأعياد، وإن كانت الأجواء غير ملائمة أو مشجعة نتيجة شبح الحرب الذي يحوم حول لبنان، بسبب الأحداث التي تشهدها المناطق الجنوبية عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية.
ومنذ ما يقارب الشهر، تنتشر بين الناس عدوى، أعراضها أوجاع في الجسم وارتفاع في الحرارة، وهي مشابهة تماماً لأعراض فيروس كورونا.
مصادر وزارة الصحة أكدت وجود عدد كبير من هذه الحالات، وتعود الى الأنفلونزا المنتشرة، والعوارض مشابهة لكورونا، كما أنها تكون متشابهة اجمالاً بين المصابين، من حرارة وأوجاع في الجسم، وفي بعض الأحيان اسهال وقيء.
وعن ذلك، أوضح أحد الصيادلة لـ “لبنان الكبير” أن هناك العديد من هذه الحالات التي يشهدها منذ ما يقارب 3 أسابيع، والأعراض المذكورة، نفسها تتكرر مع المرضى، والأدوية التي توصف لهم الى جانب “البانادول”، الالتهاب والحساسية، وأحياناً دواء للسعال في حال وجوده.
لا داعي لتخويف الناس
لا شيء في لبنان خارج الاطار المعتاد، ولا داعي لتخويف الناس “على الفاضي”، ومن المعروف أن نسبة الاصابات بالأمراض والفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، ترتفع خلال هذه الفترة أي منذ تشرين الثاني وكانون الأول وكانون الثاني، وهو أمر طبيعي ولا شيء غريب أو خطير اليوم، بحسب رئيس لجنة الصحة النيابية النائب الدكتور بلال عبد الله، الذي أوضح
في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه على تواصل دائم مع مديرية الوقاية في وزارة الصحة وليس هناك أي شيء يدعو للخوف والهلع.
واللقاحات المعتمدة من منظمة الصحة العالمية متوافرة، حسب تأكيد عبد الله وتقوم الوزارة بتوزيعها مجاناً على مراكز الرعاية الصحية الأولية.
“الحياة عادية” شدد عبد الله، معتبراً أن “لا ضرورة لأي اجراءات متشددة أو الحذر الزائد، الا طبعاً باستثناء من يعانون من نقص مناعة أو كبار السن فهؤلاء في الأوضاع العادية يجب عليهم الانتباه أكثر”. وجدد التأكيد أن “هذا كله انطلاقاً من المؤشرات والاحصاءات الموجودة التي تفرض ذلك”.
الوقاية العادية
الاصابات المنتشرة حالياً ليست أمراً جديداً أو غريباً، بحسب أحد أطباء الصدر والجهاز التنفسي، الذي أشار في حديث مع “لبنان الكبير” الى “أننا في الفترة التي تكثر فيها الاصابات بالرشح والانفلونزا، والعوارض للاثنين متشابهة جداً، لذلك المصاب الذي لا يذهب الى الطبيب أو يقوم بالتحاليل الدائمة، لن يميز بين الرشح والانفلونزا، وسيتعامل مع الاثنين على أساس الرشح. كما أن المصاب لا يشعر بالفرق بين الرشح والانفلونزا الا بعد تأزم حالته، فيكتشف عندها أنه مصاب بالأنفلونزا”.
ونبّه على ضرورة الالتزام بالوقاية العادية التي يجب اتباعها دائماً، من غسل اليدين دائماً بالماء والصابون، والتعقيم المستمر، خصوصاً في حال مخالطة أحد المصابين، مع العلم أنه يجب تجنبهم. كما يجب الانتباه خصوصاً الى “كبار السن ومن مناعتهم ضعيفة، ومن يعانون من أمراض مزمنة والنساء الحوامل والأطفال”.
وخلال الساعات الماضية، كانت هناك تحذير لمنظمة الصحة العالمية بشأن المتحور الجديد لفيروس كوروناJN.1، وناشدت المواطنين اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من العدوى والأمراض الخطيرة باستخدام جميع الأدوات المتاحة، وعلى رأسها الكمامة.
وبحسب المنظمة، وعلى الرغم من أن تقويمها للمخاطر التي يشكلها المتحور، منخفض، فإن المتحور يمكن أن يؤدي مع حلول فصل الشتاء إلى زيادة عبء التهابات الجهاز التنفسي في العديد من البلدان. وأشارت الى أن “كوفيد-19” ليس مرض الجهاز التنفسي الوحيد المنتشر، بل إن حالات الانفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي والالتهاب الرئوي الشائع لدى الأطفال آخذة في الارتفاع.
حسين زياد منصور- لبنا ن الكبير