حزب الله يؤكد حزمه في المواجهة وعدم تهاونه بأي مسّ بالمدنيين

تلاحقت الهجمات المتبادلة على الجبهة الجنوبية بين حزب الله وجيش الاحتلال الاسرائيلي الذي بكّر في عدوانه على المناطق الحدودية حيث شنّ طيرانه الحربي صباحاً 6 غارات على مناطق الحدب والراهب في عيتا الشعب وعلى منطقة حرجية بين عين إبل وبنت جبيل مترافقة مع قصف مدفعي على تلة النحاس وتلة العويضة.

وفي ساعات النهار، تعرضت اطراف بليدا الشمالية من جهة ميس الجبل لقصف مدفغي على بعد امتار من تشييع “الشهيد على طريق القدس حسن ابراهيم”، كما أفيد عن قصف مدفعي على مقربة من المنازل في عيترون، وسقطت قذيفتان على أطراف حديقة إيران في مارون الراس.

وبقيت الأجواء متوترة في منطقة العمليات في القطاعين الغربي والاوسط مع تحليق لمسيّرات اسرائيلية فوق بلدتي مجدل زون وشمع وصولاً إلى النبطية واقليم التفاح، وتجدد القصف المعادي بعد الظهر على رامية وبيت ليف وعيتا الشعب وميس الجبل وحولا ويارين ومروحين ومحيط الناقورة ووادي حامول وطيرحرفا. كما سُجلت 3 غارات على مزرعة السلامية وخراج حلتا وأطراف كفرشوبا.

وأصيب مواطن داخل سيارته برصاص القنص الاسرائيلي على طريق كفركلا.

وإثر هذه الاعتداءات ردّ حزب الله بإستهداف موقع العباد وتحصيناته محققاً اصابات مؤكدة بين الجنود، كما استهدف موقع الراهب بصواريخ بركان ومرابض مدفعية في خربة ماعر بالاسلحة الصاروخية، وأوردت القناة 12 الاسرائيلية أن حزب الله أطلق صاروخاً مضاداً للدبابات على موقع عسكري في الجليل دون اصابات، ونعى الحزب المجاهد حسن علي ابراهيم “أبو هادي” من بليدا والمجاهد وسام حيدر مرتضى “علي أبو الحسن” من عيتا الجبل في الجنوب اللذين ارتقيا شهيدين على طريق القدس بعدما كان الحزب نعى الثلاثاء 4 شهداء.

وكان جيش الإحتلال صعّد مساء الثلاثاء من استهدافه للقرى الجنوبية، فقصف عدداً من القرى في القطاعين الغربي والأوسط، وأغارت طائراته على جبل اللبونة، بالإضافة إلى قصف مدفعي مباشر.

ورداً على قيام العدو الاسرائيلي بالاعتداء على المدنيين واستشهاد ‏المواطن اللبناني ‏حسين علي بركات أعلن حزب الله أن “مجاهدي المقاومة الاسلامية قاموا ليل الثلاثاء بقصف مستوطنة يفتاح ‏‏(قرية قدس اللبنانية المحتلة) بالقذائف ‏المدفعية وتحقيق اصابات مؤكدة”، وأكد‎‏ الحزب انه “لن يتهاون على الإطلاق في المس بالمدنيين‏”.

في المواقف، رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “أن المقاومة في لبنان وغزة واليمن والعراق ألقت بالعدو الإسرائيلي في قعر الهزيمة، وقال “إن قادة العدو يرفعون أصواتهم بالتهديدات، ولكن رؤوسهم تحت معادلات المقاومة”، معتبراً أن “كل هذه التهديدات لن تغيّر في الواقع شيئاً، وهي محاولة فاشلة لاسترضاء وتحصيل رضا المستوطنين وطمأنتهم، ولكن المستوطنين قالوا لهؤلاء القادة، إن اليد العليا على الحدود هي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله”.

ولفت إلى “أن إطالة أمد العدوان على غزة، لن يقضي على حماس، ولن يحرر أو يعيد الأسرى دون ثمن، ولن يغيّر شيئاً من معادلات المقاومة في الجنوب، ولن يحمي السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وله نتيجة واحدة، هي تعميق المأزق الإسرائيلي وزيادة أعداد قتلاه وجرحاه”. ورأى “أن العدو الإسرائيلي يدرك تماماً من خلال الثكنات والمستوطنات المهجورة، أن يد المقاومة على امتداد الحدود هي العليا، وأن ليس أمامه إلا أن يخضع لمعادلات المقاومة”.

وختم “المقاومة في لبنان وبعد 74 يوماً على العدوان، ستستمر في المعركة نصرة لغزة مهما بلغت التضحيات والتهديدات، وقرارها هو الرد السريع والحاسم ودون تردد أو تأخير مقابل أي استهداف للمدنيين في لبنان، ومهما فعل العدو، فإنه لن يكسر إرادة المقاومة في نصرة غزة”، موجهاً “التحية لأنصار الله في اليمن، الذين بموقفهم الشجاع واستهدافهم السفن الإسرائيلية، قد فرضوا حصاراً حقيقياً على العدو الإسرائيلي في إنجاز تاريخي غير مسبوق”.

من ناحيته، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين “أن حزب الله ما زال يمارس دوره الوطني ويتحمل مسؤوليته الشرعية والأخلاقية بكل شجاعة واقتدار وحكمة من خلال إدارته للمعركة على امتداد الجبهة من الناقورة إلى مزارع شبعا، مما أفقد هذا العدو القدرة على المناورة وتحقيق أهدافه”. وقال “نحن قادرون على ردع العدو من التمادي بعدوانه، وإننا الأكثر حرصاً على الوطن ولبنان وسيادته ومصلحته وعلى كل اللبنانيين، ولذلك نحن متمسكون بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة”، مشيراً إلى “أن أداء المقاومة في الميدان يؤكد أنها حازمة في المواجهة، وحريصة على شعبها ومصالحه، وما فعلته بالأمس عندما قصفت ودمرت منظومة القبة الحديدية وقاعدتها، كان بمثابة رسالة واضحة للعدو عن قدراتها وردعها الموجودة بحوزتها، وهي ما زالت تحتفظ بالكثير من القدرات النوعية التي تؤثر بمسار أي مواجهة تخوضها مع هذا العدو”.

وتوجه عز الدين لمن أسماهم “المتسولين الدوليين الذين يجولون العواصم من أجل تحقيق متطلبات الأمن والاستقرار والهدوء للعدو على حساب قضايانا الوطنية وحقنا في سيادتنا وثرواتنا، إن ما تقومون به ليس إلا أوهاماً، لأننا نحن أصحاب الحق والأرض، وكذلك فإن الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والحق، وبالتالي، ليس أمام المحتل إلا خيار واحد، وهو الخروج من الأرض التي احتلها دون قيد أو شرط، تماماً كما حصل سنة 2000 عندما خرج ذليلاً ومهزوماً ومقهوراً من أرضنا التي احتلها، لأنه لا يحق للمحتل أن يتحدث عن شروط”.

وختم “من لا يريد أن يقرأ ماذا حصل في حرب تموز/يوليو عام 2006، سيدرك في طوفان الأقصى أن النصر آتٍ للمقاومة وللمجاهدين، وسيُذعن العدو لحق المقاومة وشروطها مهما طال الزمن ومهما فعلت أمريكا وحاولت أن توحي بأن المقاومة ستستسلم في نهاية المطاف”.

سعد الياس- القدس العربي

مقالات ذات صلة