إذا غرق لبنان في الحرب فلن يتعافى: ماذا لو وافق “حزب الله” على تطبيق القرار 1701؟

ماذا لو ابقى على الكشافة والبيئيين والناشطين المدنيين وسط الاهالي في القرى الحدودية؟

يبدو ان اسرائيل (ومعها اميركا ضمناً) خائفة من فتح جبهة لبنان اكثر من اللبنانيين انفسهم، اذ رغم الدعم الكبير الذي تتلقاه من الولايات المتحدة الاميركية، فان خسائرها فادحة الى حد كبير، لانها لا تقتصر على الخسائر المادية والعسكرية، بل تتعداها الى الخسائر البشرية وايضا المعنوية التي اصابت اسرائيل في الصميم. اما تغني البعض بانتصار “حماس” فلا يخلو من العمل الدعائي، اذ ليس من رابح في الحرب، خصوصا اذا طال امدها، وانقطعت الامدادات، ونفد مخزون السلاح والعتاد، مع تضاعف اعداد الضحايا والمصابين.

لهجة التهديد المتصاعدة في الايام الاخيرة تجاه لبنان و”حزب الله” يمكن اعتبارها تمهيدا لعملية عسكرية، لكن يمكن ايضا اعتبارها عملية تخويف تضاف على ما سبق على السنة الموفدين الغربيين، وفي الصحافة العالمية، كمقدمة لمرحلة جديدة، وقواعد اشتباك جديدة.

بالامس حضرت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، وهي تحمل تحذيرا واضحا: إذا غرق لبنان في الحرب فلن يتعافى..

ودعا وزير الدفاع الاميركي لويد من تل ابيب، “حزب الله في لبنان إلى تجنب توسيع النزاع”.
‏في الوقت نفسه، نشرت “نيويورك تايمز” ان اسرائيل جهزت خطة لعملية عسكرية في ‎جنوب لبنان، ونقلت “التايم البريطانية عن ضابط إسرائيلي بارز: الجيش الإسرائيلي وضع خططا لغزو جنوب لبنان. وقال الضابط الإسرائيلي إن “ما حدث في الجنوب (غزة) لا يمكن مقارنته بما يمكن أن يحدث هنا (شمال إسرائيل”.

وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن إسرائيل حريصة على شن هجوم بري على جنوب لبنان يهدف إلى دفع جماعة “حزب الله” إلى ما وراء نهر الليطاني.

وبحسب “دايلي ميل”، كان حزب الله يعمل على تعزيز قوته العسكرية على مدار السنين، ويخزن ترسانة ضخمة من حوالي 100 ألف صاروخ قد “تربك” المنظومة الدفاعية “القبة الحديد” الإسرائيلية.

وامس، نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيليّة تقريراً تحدثت فيه عن شبكة أنفاق “حزب الله” في لبنان، واصفة إياها بـ”الإستراتيجية”، وبحسب التقرير، فإن الحزب وبعد حرب عام 2006، أنشأ بمساعدة الكوريين الشماليين والإيرانيين، شبكة من الأنفاق الإستراتيجية أكبر بكثير من النفق الذي تم الكشف عنه في غزة اخيراً.

وقد نشر المعهد الإسرائيلي خريطة مزعومة تُظهر مسار نفق يمتلكه “حزب الله” يبدأ من منطقة جنسنايا – قضاء جزين وصولاً إلى بلدة مشغرة في البقاع الغربيّ ويمرّ بمناطق عديدة أبرزها: برتي، كفرا، اللويزة، سجد، زغرين، العيشية، ميدون.

امام هذا الكم من التهديدات، والمعلومات، والمزاعم، اذ لا يمكن تأكيد معظمها او نفيه، هل تسمح واشنطن لاسرائيل بفتح جبهة جديدة، وهل ينجر “حزب الله” الى الحرب فيساعد اسرائيل المأزومة في غزة، وربما تفكر في الهاء العالم بجبهة لبنان لتهجير الفلسطينيين دفعة واحدة الى رفح؟.

اسئلة كثيرة ستبقى الى حين من دون اجابات واضحة، لكن السؤال الافتراضي: ماذا لو وافق حزب الله على تطبيق القرار 1701، بابعاد اي مظاهر مسلحة عن الحدود مع اسرائيل؟ علما ان صواريخ الحزب التي يشير اليها الاعلام الاسرائيلي بعيدة المدى، وليس لها اي فاعلية من المدى القريب. وماذا لو ابقى الحزب على الكشافة والبيئيين والناشطين المدنيين وسط الاهالي في القرى الحدودية، ماذا سيكون جواب اسرائيل، وهل هي مستعدة لتطبيق الـ 1701 بحذافيره والامتناع عن اي اعتداء ولو استطلاعي على لبنان؟ الاكيد ان ثمة قواعد اشتباك جديدة تنقذ ماء الوجه للجميع.

غسان حجار- النهار

مقالات ذات صلة