نتنياهو: اسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الامنية الكاملة على غزة المنزوعة السلاح

قال رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي السبت، إن قطاع غزة سيكون منزوع السلاح في “اليوم التالي” للحرب، في إشارة إلى استمرار إسرائيل في عدوانها على القطاع حتى تحقيق هدفها المعلن بإنهاء حركة حماس.

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل ستحتفظ ب”السيطرة الأمنية الكاملة” على قطاع غزة، مشدداً على أنه سيمنع إدارة قطاع غزة مدنياً بواسطة السلطة الفلسطينية ب”صيغتها الحالية”.

مفاوضات جارية

وألمح إلى أن مفاوضات جديدة جارية لاستعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وقال إن الهجوم الإسرائيلي على غزة ساعد في التوصل إلى اتفاق جزئي لإطلاق سراح الرهائن في تشرين الثاني/ نوفمبر. وأضاف “التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي بدونه ليس لدينا شيء”.

وقال نتنياهو إن الحكومة الإسرائيلية تعمل مع كل من قطر ومصر في مسعى للتوصل إلى صفقة تتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة. وأضاف أن لدى تل أبيب ما وصفه ب”الانتقادات الشديدة لقطر” وتابع: “ستسمعون عنها لاحقا، لكننا نحاول الآن استكمال أجراءات الإفراج عن الرهائن”.

وقال نتنياهو إنه قال للرئيس الأميركي جو بادين إن إسرائيل ستسيطر أمنياً على المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967 حتى عندما كان الأخير نائباً للرئيس. وأضاف “عندما كان بايدن نائبًا قلت له: يمكن أن يكون للفلسطينيين أي سلطة لإدارة حياتهم ولكن ليس الأمن”.

وأردف: “قلت له أن هذا هو الشيء الوحيد المطروح إسرائيلياً”. وأضاف أنه “لا يستبعد احتمال التوصل إلى تفاهم حول هذه القضية مع الولايات المتحدة”، مشددا على أن قطاع غزة سيكون في اليوم التالي للحرب “منزوع السلاح وتحت السيطرة الأمنية للجيش الإسرائيلي”، وقال إن تل أبيب ستمنع “إدارة القطاع مدنيا بواسطة من يربون أطفالهم على تدمير إسرائيل”.

ضغوط أميركية

وشهدت الأسابيع الأخيرة توالي زيارات كبار المسؤولين الأميركيين إلى الضفة الغربية المحتلة، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في مساعٍ لدفعه إلى إجراء تعديلات على السلطة الفلسطينية، وذلك في ظل الرؤية الأميركية بأن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية في غزة بعد إعادة هيكلتها، وتوحيد إدارة غزة مع الضفة الغربية “في اليوم التالي” للحرب الإسرائيلية على القطاع.

ونقلت وكالة “رويترز” عن ثلاثة مصادر فلسطينية ومسؤول كبير من المنطقة على دراية بالمحادثات، أن مقترحات واشنطن على المسؤولين الفلسطينيين في الغرف المغلقة، تشمل أيضاً تنازل الرئيس الفلسطيني عن بعض سيطرته على السلطة. وقالت المصادر الفلسطينية والإقليمية إنه بموجب المقترحات المطروحة، يمكن لعباس أن يعين نائباً له ويسلم المزيد من الصلاحيات التنفيذية لرئيس الوزراء، ويدخل شخصيات جديدة في القيادة.

وقال عباس ل”رويترز”، إنه مستعد لإدخال تعديلات على السلطة الفلسطينية بقيادات جديدة وإجراء الانتخابات التي تم تعليقها منذ فوز حماس في آخر انتخابات عام 2006، على أن يكون هناك اتفاق دولي ملزم من شأنه أن يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

وأضاف أن “المشكلة ليست في تغيير السياسيين الفلسطينيين وتشكيل حكومة جديدة، وإنما المشكلة هي سياسات الحكومة الإسرائيلية التي ترفض أي عملية سياسية مع الجانب الفلسطيني قد تفضي إلى دولة فلسطينية مستقلة”.

عباس منفتح

وأفاد مصدر مطلع في واشنطن بأن عباس أبدى “سراً” انفتاحه على بعض المقترحات الأميركية لإصلاح السلطة الفلسطينية، بما في ذلك ضخ “دماء جديدة” بمهارات تكنوقراطية ومنح مكتب رئيس الوزراء المزيد من الصلاحيات التنفيذية.

في المقابل، قالت مصادر دبلوماسية فلسطينية وأميركية إن المحادثات حول ما سيحدث بمجرد انتهاء الحرب تزايدت في الأسابيع القليلة الماضية، إلا أنه لم تُقدم خطط لعباس، لكن نتنياهو يصرّ على أن الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس وإعادة الرهائن وتأمين إسرائيل من الهجمات المستقبلية.
وشدد أحد المسؤولين الأميركيين رفيعي المستوى الذين تحدثوا ل”رويترز”، على أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأن القوات الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، “لا بد أن تكون حاضرة في غزة بعد الحرب مثلما هي حاضرة الآن في أجزاء من الضفة الغربية”.

ويعتقد مسؤولون في البيت الأبيض أنه “من الممكن أن يستعيد عباس بعض الثقة بين الفلسطينيين إذا تمكن من إظهار استئصاله للفساد ورعايته لجيل جديد من القادة وحشده المساعدات الأجنبية لإعادة إعمار غزة بعد الحرب، ونيل مزيد من الدعم من الخارج لإقامة دولة فلسطينية”.

وقال مسؤولون أميركيون قالوا إن واشنطن مصرة على رفض اضطلاع زعماء حماس بأي دور، ولو بالمشاركة بدور صغير. وذكروا أن القوات الإسرائيلية ينبغي ألا تظل في غزة أكثر من فترة “انتقالية” غير محددة بمجرد انتهاء الحرب.

وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن: “نحتاج إلى شيء ما في غزة. ذلك الشيء لا يمكن أن يكون حماس التي تهدد إسرائيل، ولن تدعم إسرائيل ذلك”. وأضاف “الفراغ ليس الحل أيضاً، لأن ذلك سيكون فظيعاً وربما يمنح حماس مساحة للعودة”.

المدن

مقالات ذات صلة