أندية إنكلترا «تهدّد» مانشستر سيتي!

وصل المدرب الإسباني بيب غوارديولا إلى مانشستر سيتي الإنكليزي وقد كان يملك خبرة في «النفس الطويل»، إن كان مع برشلونة الإسباني أو بايرن ميونيخ الألماني. هو سيطر محليّاً مع كلا الناديين في معظم السنين التي درّب فيها، وبعد وصوله إلى إنكلترا وضع أسساً متينة، أصبحت مع الوقت جزءاً لا يتجزأ من خططه، مثل كيفين دي بروين، بيرناردو سيلفا، إيديرسون، جون ستونز وأخيرا رودري.قدرة غوارديولا الرهيبة على تطوير المواهب الشابة، وحتى اللاعبين الكبار كانت عاملاً مهمّاً في صنع «فريق الأبطال»، وبالأخصّ فيل فودين، الذي برز مع السيتي رغم كثرة النجوم، وبقي مستواه في تصاعد حتى فرض نفسه كقطعة مهمة في كتيبة غوارديولا. جودة الصفقات التي عمل عليها السيتي وحسن الاختيار والدراسة عند الكشّافين لاقت ثمارها، إذ استثمر النادي في اللاعبين المناسبين للمشروع، وأغلبهم أسهم في الكثير من نجاحات السيتي، مثل رياض محرز وغريليتش ودوكو وروبن دياز وغيرهم الكثير…
والأكيد أنه لا يمكن الحديث عن السيتي من دون ذكر رودري، محور خط الوسط وركيزة غوارديولا، بل لاعبه الأهم من دون أدنى شك. عندما يلعب السيتي من دون رودري، غالباً ما يعاني وتظهر نقاط ضعفه ويصبح الفريق من دون هيكلية في اللعب. هذا يرجع إلى فلسفة غوارديولا في بناء اللعب من الخلف والاستحواذ على الكرة، والتي تتطلب لاعباً يستطيع التمرير بكثرة وفي جميع الاتجاهات وبشتّى الطرق، إضافة إلى لاعب قادر على امتصاص الضغط الأمامي للفريق المنافس وبناء الهجمات، كما كان سيرجيو بوسكتس في برشلونة. وأثبت رودري تميّزه في القيام بهذا الدور ليصبح واحداً من أهم المحاور في العالم، ويصبح معه السيتي فريقاً صعب المنال، ومن بين الأفضل على مستوى العالم.

وبسبب هذه الركائز وإضافة إلى حنكة بيب في اختيار اللّاعبين في أكثر من سوق انتقالات، عاش مانشسر سيتي فترة من الازدهار المحلّي والأوروبي، حيثُ فاز بخمس ألقاب دوري إنكليزي، إضافة إلى لقب في دوري الأبطال وغيرها الكثير مع غوارديولا منذ 2016.

كان «السّيتيزنز» على مدار 7 سنوات مضت، يتربّع على عرش الكرة الإنكليزيّة. إلى أن جاء الموسم الماضي لتظهر ملامح ثنائيّة تنافسيّة جديدة على غرار السيتي وليفربول، والّتي كانت حديث إنكلترا في المدة الماضية، ولكن هذه المرّة بين السيتي وآرسنال. إذ قدّم الأخير عروضاً مُمتازة الموسم الفائت، وبَقِيَ في الصّدارة لجولات كثيرة، إلى أن عاد سيتي غوارديولّا بِـ«ريمونتادا» عجيبة وغريبة، وخطف الدوري في آخر الجولات. لذا نستطيع أن نستنتج، بِأنّ «أزرق مانشستر» وصل إلى مرحلة من النضج والكمال الكروي جعلته وحتّى في موسِمٍ اعتُبِرَ الأسوأ لهُ، يحقق لقب «البريميير ليغ» ويقلب الطاولة على كُل المنافسين.

أمّا بخصوص هذا الموسم، فالأمر أكثر تعقيداً مع تواجد أندية عديدة تطمع بالظفر بالكأس الغالية. أندية مثل آرسنال وتوتنهام وليفربول لديها تطلّعات، وباتت مُؤمنة بحظوظها هذا الموسم، ناهيك عن ثلاثي الرّعب الّذين فاجؤوا الجميع هذا الموسم نيوكاسل، آستون فيلّا وبرايتون.

كل هذه التنافسيّة حضرت هذا الموسم ولا يوجد أيّ فريق مستعد للتنازل عن الفوز، لذلك نرى السيتي هذا الموسم ونحن على أعتاب الجولة 17 في المركز الرّابع! فهل ستُكسر هيمنة الأزرق السّماوي هذا العام ونشهد بطلاً جديداً للبريمييرليغ أم سيحصل كما حصل الموسم الماضي ويعود السيتي من بعيد؟

الاخبار

مقالات ذات صلة