البرد وأمراض القلب والسكتة الدماغية.. ما علاقة الطقس البارد؟؟
هل شعرت بالدوار بعد صعود السلم؟ هل أحسست بالضعف أو نفدت طاقتك بعد وقت أقل مما كنت معتاد عليه؟ إذا حدث ذلك في أشهر ديسمبر أو يناير أو فبراير، فقد يكون ذلك بسبب مشكلات تتعلق بالقلب تظهر بشكل أكبر في فصل الشتاء.
وتحذر بعض الدراسات من أن خطر الإصابة بمشكلات في القلب يزيد في الطقس البارد، مطالبة بأخذ الحيطة والحذر لأنها قد تتطور إلى أمراض خطيرة.
وتقول دراسة منشورة في المكتبة الوطنية للطب، في 2013، إن خطر الإصابة بالرفرفة الأذينية أو الرجفان الأذيني، يرتفع في الطقس البارد، ويبلغ ذروته في يناير وفبراير.
وعند الإصابة بالرفرفة الأذينية، تنبض الحجرتان العلويتان في القلب (الأذينان) بسرعة كبيرة. ويؤدي ذلك إلى زيادة سرعة نبض القلب، ولكنه يكون منتظمًا في أغلب الأحيان، بحسب موقع “مايو كلينيك”.
تُعرف الرفرفة الأذينية بأنها نوع من اضطرابات النظم القلبي، ينتج عن مشكلات في النظام الكهربي للقلب.
على المدى القصير، من غير المرجح أن يكون الأمر خطيرًا، ولكن حوالي نصف المرضى الذين يعانون من الرفرفة الأذينية قد يصابون بالرجفان الأذيني الكامل. على المدى الطويل، وقد يهدد ذلك بالإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية، وفقا لصحيفة “واشنطن بوست”.
الرجفان الأذيني، هو اختلال في نظم القلب، يكون غالبًا عبارة عن سرعة شديدة في ضربات القلب. ويمكن أن يؤدي الرجفان الأذيني إلى تكوُّن جلطات دموية في القلب. وتزيد هذه الحالة المَرضية احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية وفشل القلب وغيرهما من المضاعفات ذات الصلة بالقلب.
أثناء الرجفان الأذيني، تنبض حجرتا القلب العلويتان -الأذينان- دون تناسق وبشكل غير منتظم. إذ تنبضان بشكل غير متزامن مع حجرتي القلب السفليتين (البُطينين). وقد يصيب الرجفان الأذيني العديد من الأشخاص دون ظهور أعراض. كما قد يسبِّب الرجفان الأذيني سرعة ضربات القلب أو خفقانه أو ضيق النفَس أو الدوار.
وقد تأتي نوبات الرجفان الأذيني وتختفي، وربما تكون مستمرة.
وعموما لا يشكل الرجفان الأذيني في حد ذاته تهديدًا للحياة. ولكنه حالة طبية خطيرة تحتاج إلى علاج مناسب للوقاية من السكتة الدماغية.
ما علاقة الطقس البارد؟
وجد تحليل لـ15 دراسة، شملت أكثر من 125 ألف مريض عام 2015، أن الرجفان الأذيني يحدث في أغلب الأحيان في الشتاء ويقل في الصيف، وينخفض إلى أدنى مستوياته في يوليو.
وارتفعت مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى مرضى الرجفان الأذيني بنسبة 19 بالمائة في الشتاء مقارنة بالصيف، وأعلى بنسبة 10 بالمئة مقارنة بالربيع، حسبما وجدت دراسة أجريت على ما يقرب من 290 ألف مريض تم تقديمها إلى الجمعية الأوروبية لأمراض القلب.
بشكل عام، تزيد هذه الحالة بشكل كبير من فرص الإصابة بالسكتة الدماغية وقصور القلب وحتى الخرف.
وإذا تُرك الرجفان الأذيني دون علاج، فإن احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية يزيد خمسة أضعاف، وفقًا لتقارير جمعية القلب الأميركية، ويتضاعف احتمال الوفاة بسبب قصور القلب.
ومع ذلك، لا يتفق جميع الباحثين على ذلك، إذ أفادت دراسة أجريت عام 2022، نشرت في مجلة جمعية القلب الأميركية بأن دخول المستشفى بسبب الرجفان الأذيني ليس بالضرورة أمر يتعلق بالطقس.
وعلى أي حال، قد يتم علاج الرجفان الأذيني بالأدوية، أو بتوجيه صدمة إلى القلب بحيث يعود لنظامه المعتاد، وإجراءات لحجب إشارات القلب الخاطئة.
وتوصي جمعية القلب الأميركية باتباع نظام غذائي صحي للقلب، وممارسة التمارين الرياضية لمدة 150 دقيقة أسبوعيا، والحد من استهلاك الكحول والإقلاع عن التدخين لتجنب الرجفان الأذيني ومشكلات القلب الأخرى.
الحرة