فيما يتخوف العالم من توسع الصراع: نتنياهو متسلحاً بـ “الفيتو” الأميركي “سنمضي بالحرب الى النهاية”!

غداة “الفيتو” الأميركي في مجلس الأمن الدولي، لمنع وقف اطلاق النار في غزة، باتت كل الأطراف الاقليمية والدولية في مأزق، وأولها ربما الولايات المتحدة التي وجدت نفسها وحيدة ضد 13 في مجلس الأمن مع امتناع بريطانيا عن التصويت، ما يعني تغيراً بارزاً في الرأي العام العالمي، لتكون وحدها “حامية” واحدة من أبشع الحروب في التاريخ، واضعة كل مصالحها في المنطقة في ميزان “الجنون الاسرائيلي” الباحث عبثاً منذ أكثر من شهرين عن نصر يداوي به “الكيان” إنكسار هيكله الأمني.

وإذ أبدت دول كثيرة، وبينها حلفاء لواشنطن، خيبتها من “الفيتو” الأميركي فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فهم الخطوة الأميركية على حقيقتها بأنها ضوء أخضر للمضي بالقتل والهدم، فشكر الولايات المتحدة على ذلك، مؤكداً مضيه بالحرب “للقضاء على حماس وتحقيق بقية أهداف الحرب”.

لم تكتفِ الولايات المتحدة بـ “الفيتو” لمنع وقف الحرب في غزة وحسب، بل ان إدارة الرئيس جو بايدن، استخدمت صلاحيات للطوارئ للسماح ببيع نحو 14 ألفاً من قذائف الدبابات لاسرائيل، من دون مراجعة الكونغرس. وقال البنتاغون (وزارة الدفاع الأميركية) في بيان: ان وزارة الخارجية استخدمت الجمعة صلاحيات الطوارئ بموجب قانون مراقبة تصدير الأسلحة من أجل قذائف دبابات للتسليم الفوري لاسرائيل بقيمة 106.5 ملايين دولار.

ووفقاً لبيان البنتاغون، فإن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مصمم على الطلب، وقدم الى الكونغرس تبريراً مفصلاً لضرورة تقديم قذائف الدبابات على الفور إلى إسرائيل بما يخدم مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة.

وعبّر مدافعون عن حقوق الإنسان عن قلقهم إزاء عملية البيع، قائلين إنها لا تتماشى مع جهود واشنطن للضغط على إسرائيل للحد من الخسائر في أرواح المدنيين.

وفيما تسلح نتنياهو بالموقف الأميركي قائلاً: “سنمضي بالحرب إلى النهاية”، وصفت حركة “حماس” موقف واشنطن بأنه “لاأخلاقي ولاإنساني”. وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لـ “حماس”: “عرقلة أميركا صدور قرار بوقف النار، مشاركة مباشرة للاحتلال في قتل أبناء شعبنا وارتكاب المزيد من المجازر والتطهير العرقي”.

ورأى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد قرار يطالب بوقف إنساني لاطلاق النار في غزة يجعلها شريكة في ما وصفها بـ “جرائم الحرب ضد الفلسطينيين”.

وحمّل عباس في بيان صدر عن الرئاسة الولايات المتحدة مسؤولية “ما يسيل من دماء الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين في قطاع غزة”.

كما دان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان “الفيتو” الأميركي. وقال في الذكرى الخامسة والسبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان: “منذ السابع من تشرين الأول، تحول مجلس الأمن الدولي الى مجلس لحماية إسرائيل والدفاع عنها”.

وحذرت إيران من وقوع “انفجار لا يمكن السيطرة عليه” في الشرق الأوسط، إذا واصلت الولايات المتحدة دعم إسرائيل في الحرب.

لبنان الكبير

مقالات ذات صلة