ماذا لو عاد نجاد: لا يكتمل المشهد بالكومبارس بل بأبطاله الحقيقيين

أين هو محمود أحمدي نجاد؟ ما جديده؟ ماذا يفعل؟

أخبار الرئيس الإيراني السابق مقطوعة بما يشغل البال. مطلع السنة مُنع من السفر إلى غواتيمالا، وصودر جواز سفره في المطار بحسب وكالة «تسنيم». خافوا عليه من مخاطر أمنية محتملة فأعادوه إلى بيته معززاً مكرّماً.

قبل أشهر فرض الرئيس الأميركي جو بايدن عقوبات على نجاد ووزارة الإستخبارات الإيرانية على خلفية اختفاء روبرت ليفنسون عضو مكتب التحقيقات الفدرالي السابق في جزيرة كيش الإيرانية العام 2007. عدم صدور أي تعليق عن نجاد أمرٌ مقلق.

لمَ السؤال اليوم عن نجاد؟

أولاً: لأنه بنفسه صرّح «قد يغتالونني ويمشون بجنازتي!» ولم يقصد بالطبع الموساد، خصوصاً بعد انتقاداته المتكررة للمرشد الأعلى في غير مناسبة وأظرف ما قاله في هذا الصدد: «يعتبر (المرشد) تلقيه 30 هدفاً في مرماه انتصاراً لأنه كان يتوقع 70 هدفاً».

ثانياً: نسأل عن نجاد لأن «الأولاد» والعباد والبلاد بأسرها يبحثون اليوم عمن يحسم الحرب الدائرة في غزة وعلى الجبهة المساندة منذ شهرين؛ حسمٌ من دون تنازلات. إذ يرفض نجاد بشكل قاطع حل الدولتين، ولو أُعطي الإسرائيليون 20% من الأرض وأُعطي الفلسطينيون 80%. صرّح بذلك ذات يوم.

الحق يُقال: يفتقد العالم الإسلامي إلى قائد يشيل الهم عن القلب، قائد فريد يثير الزوابع أينما حل.

من سواه تجرّأ وأكد أن المحرقة اليهودية خرافة؟

من سواه من زعماء العالم غمرته هالة من نور رباني على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة؟

من سواه حسم بظهور المهدي في العام 2017؟

من سواه حمّل الولايات المتحدة مسؤولية هجمات11 سبتمبر التي أودت بثلاثة آلاف قتيل؟

ومن سواه يجرؤ على هذا القول «إن المسؤول الأعلى المكلف بالتصدي للجواسيس الإسرائيليين في وزارة الاستخبارات، هو نفسه جاسوس إسرائيلي»؟ فجاءه النصح بـ»متابعة العلاج النفسي وإزالة الهلوسة». عيب هذا الكلام بحق رئيس سابق.

من سوى فخامة الرئيس نجاد أمسك العداد في العام 2007 وبشر بالعد التنازلي لنهاية الكيان؟ بعده جاء كريم بور ليحدد الوقت الذي سيستغرقه القضاء على إسرائيل ( سبع دقائق ونصف) وزايد عليه القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي: «إذا أقدمت إسرائيل على حماقة فإن إيران ستمحوها من وجه البسيطة» وها هي أقدمت فـ «ويك محسن أقدِمِ».

ورضائي نفسه تمنى منذ سنتين «أن تجرؤ إسرائيل على ارتكاب خطأ وتعطينا ذريعة لنمحوها عن وجه الأرض» ألا يكفي ما ارتكبته من أخطاء وفظائع وجرائم فماذا تنتظر حضرة المستشار؟

بصراحة، لا يكتمل المشهد بالكومبارس بل بأبطاله الحقيقيين.

فماذا لو عاد نجاد إلى السلطة أو حلّ بين ظَهْرانَيْنَا؟

عماد موسى- نداء الوطن

مقالات ذات صلة