مخاوف أميركية: خطة إغراق أنفاق غزة لم تحسم

تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية في تقرير الثلاثاء، عن الخطة الإسرائيلية لإغراق أنفاق المقاومة في قطاع غزة المحاصر بمياه البحر المتوسط، في محاولة لدفع رجال المقاومة للخروج منها. وقالت إن مسؤولين أميركيين يؤكدون أن تل أبيب أبلغت واشنطن بالخطة مطلع تشرين الثاني/نوفمبر، ودارت مناقشات حول الجدوى العسكرية للخطة وتأثيرها على البيئة.

وذكرت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي انتهى في منتصف تشرين الثاني، من تركيب مضخات كبيرة لمياه البحر شمال مخيم الشاطئ في غزة، مشيرة إلى مخاوف أميركية نقلها مسؤول أميركي لم تسمّه بشأن إمدادات المياه في غزة.

وأضافت الصحيفة أن إسرائيل لم تحسم قرارها بشأن الخطة، فيما أعرب بعض المسؤولين الأميركيين عن قلقهم بشأنها، بينما يدعمها آخرون ويقولون إنه لا توجد بالضرورة أي معارضة أميركية للخطة.

عرّاب الخطة

وبحسب صحيفة “التايمز” البريطانية، فقد نجح المقاول العسكري الأمريكي إريك برنس، بإقناع الاحتلال الإسرائيلي بفكرته وشراء معدات تعدين متطورة تعود إليه، من أجل إغراق أنفاق المقاومة داخل قطاع غزة المحاصر.

وذكرت الصحيفة أن برنس الذي كان يرأس شركة “بلاك ووتر” الأمنية الأميركية، سافر إلى إسرائيل بعد أيام فقط من الهجوم الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وكان برنس، بعد أن ترك شركة “بلاك ووتر”، قد انتقل إلى مشروعه الجديد لتقديم الخدمات اللوجستية لشركات النفط والتعدين.

وقالت الصحيفة إنه لم يتضح بعد الجدول الزمني للخطة، التي لم تؤكدها السلطات الإسرائيلية حتى الآن. وأضافت أنه من المستبعد أن يحاول الجيش الإسرائيلي إغراق أنفاق المقاومة بينما لا يزال هناك أكثر من 130 أسيراً بين أيديها، خاصة أن العديد من الأسرى لا يزالون محتجزين في شبكة الأنفاق.

تحذيرات ومخاوف

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن حذرت من أن مشاركة برنس تُعد “مؤشراً مقلقاً”. وطالبت بدراسة أكبر لآثار هذه الخطة على المياه الجوفية ومرافق الصرف الصحي، في وقت يخشى فيه منتقدو الخطة أن يؤدي حقن ملايين الأمتار المكعبة من مياه البحر في الشبكة، إلى إلحاق ضرر دائم ببيئة غزة، وخاصة إمدادات مياهها الجوفية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر قوله: “يُعتبر برنس جمهورياً، ولهذا تلعب الخلافات السياسية الواضحة دورها هنا. بينما تعلم الولايات المتحدة أنه لا بديل أمامها لأن هناك أكثر من 800 نفق مرصود بالفعل”.

تجربة سابقة

ولم تكن خطة برنس جديدة، بل سبق لجيش الاحتلال الإسرائيلي أن استخدم الخرسانة لتعطيل الأنفاق، كما حدث مع أنفاق “حزب الله” على الحدود الفلسطينية اللبنانية، وضخت مصر كذلك مياه البحر في أنفاق التهريب الموجودة على جانبها من الحدود مع غزة.

ونقلت الصحيفة عن ساريت زيهافي مؤسِّسة منظمة “ألما” المعنية بدراسة تحديات إسرائيل على حدودها الشمالية، قولها إن تجربة جيش الإحتلال مع أنفاق “حزب الله” تختلف بشدة عن بيئة غزة الساحلية. وأضافت “لا يمكنك إغراق الأنفاق في الشمال لأنها مبنية داخل بيئة صخرية. وهذا يختلف عن بيئة غزة الرملية، حيث يمكنك استخدام ضغط الماء لجعل الأنفاق تنهار”.

المدن

مقالات ذات صلة