ماسك يخضع لاسرائيل… ماذا عن المحتوى الداعم لفلسطين على X؟
منذ استحواذه على تطبيق “تويتر” منذ أكثر من عام، يثير الملياردير الأميركي ايلون ماسك الجدل، من تغيير اسم التطبيق إلى “اكس”، إلى التوثيق عبر مبلغ شهري، وحتى تغيير بعض الخصائص في الموقع.
وليست منصة “اكس” وحدها ما يثير الجدل، فالانترنت الفضائي “ستارلينك” أصبح يشكل احدى أدوات الحروب، وقد ثبت ذلك في حرب روسيا – أوكرانيا، بحيث استطاع الأوكران استخدامه لمصلحتهم، وتسبب بهاجس لدى العديد في الادارة الاميركية من سلطة ماسك بعد أن قطع انترنت “ستارلينك” عندما كانت القوات الأوكرانية تحاول شن هجوم مدمر على الأسطول البحري الروسي، وبرر ماسك فعلته بأنه قام بذلك لأن هجوماً كهذا قد يتسبب بحرب عالمية، وهو لا يهدف الى جعل “ستارلينك” أداة للحروب.
ومنذ عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي، أثارت منصة “اكس” الجدل بسبب سماحها بمحتوى داعم للفلسطينيين، الأمر الذي تسبب بحملة من جماعات ضغط يهودية (لوبيات) تتهم ماسك بالسماح بمحتوى معادٍ للسامية، ليتم اتهامه بأنه معادٍ أيضاً، بعد أن أيد منشوراً على “اكس” ادعى أن المجتمعات اليهودية تدعم “الكراهية الجدلية ضد البيض”، الأمر الذي تسبب بجدل واسع وانسحاب عدد إضافي من المعلنين على المنصة بعد انسحاب الكبار منهم مثلApple, Walt Disney, Warner brothers IBM، إثر تقرير مؤسسة “ميديا ماترز” الذي ادعى أن إعلاناتهم تكون جنباً إلى جنب لمحتوى معادٍ للسامية.
وكان ماسك أثار حفيظة المسؤولين الاسرائيليين عندما أعلن أنه سيسمح بانترنت “ستارلينك” للمؤسسات الدولية المعترف بها في غزة، ليعود ويتراجع عن هذه الخطوة وربطها بموافقة أميركية واسرائيلية. وبعد خسائر بملايين الدولارات، وصل ماسك أمس إلى اسرائيل، وزار برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مستوطنة “كفار عزة”، التي اعتبرت الأكثر تضرراً من هجوم “حماس”، وعبّر عن دعمه للدولة العبرية ضد الهجوم، قائلاً: “أحد التحديات يتمثل في وقف الدعاية التي تقنع الناس بالتورط في القتل”.
وعقب ماسك على كلام نتنياهو بوجوب القضاء على “حماس” بالقول: “لا يوجد خيار”، ليضيف خلال الزيارة: “أود تقديم المساعدة أيضاً”.
وأعلن وزير الاتصالات الاسرائيلي شلومو قرعي أن إسرائيل وماسك توصلا إلى اتفاق من حيث المبدأ بموجبه “لا يمكن تشغيل وحدات ستارلينك الفضائية في إسرائيل إلا بموافقة وزارة الاتصالات الاسرائيلية، بما في ذلك قطاع غزة”.
ويتخوف الناشطون الفلسطينيون والعرب من أن خضوع ماسك لضغوط اسرائيل سيعني التضييق على المحتوى الداعم لفلسطين على منصة “X”، حيث يمكن اغلاق حساباتهم، أو الحد من مشاهداتها، إن كان عبر تقنية “shadow ban” أو غيرها من التقنيات، والخوف الأكبر أن تتشدد المنصة في ما تعتبره “معاداة السامية” بحيث يمكن أن تغلق الحسابات لمجرد دعمها القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بدولته، الأمر الذي سيؤثر بصورة كبيرة على القضية في الرأي العام العالمي، بعد أن كانت المنصة تعتبر منصة للفلسطينيين والعرب، مقارنة مع تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، التي تحد بشكل كبير من المحتوى الداعم لفلسطين.
محمد شمس الدين- لبنان الكبير