رهان سياسي لقوى “الممانعة” على انتظار نتائج حرب غزة النهائية

“فريقٌ متراصّ” بمنهج 31 نائباً معارضاً يلتقي لودريان
قوى الممانعة تراهن على انتظار النتائج النهائية لحرب غزة

تُدعِّم تكتّلات المعارضة البرلمانية مقاربتها الرئاسية مبقيةً على المنطلقات والحذافير نفسها أمام الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، فيما لم تبرز متغيّرات جليّة على مستوى الملف الرئاسي من شأنها إضافة مضامين على الاستحقاق العتيد، ولا ترجيحات في الانتقال إلى “خطّة ثالثة” إذا لم يتراجع فريق “الممانعة” خطوة إلى الوراء عن ترشيحه الأوحد حتى اللحظة. وتُصقِل نواة القوى النيابية المعارِضة المعطى التنسيقي الذي يجمع بين مكوّناتها، وهنا الحديث تحديداً عن 31 نائباً متجانساً في طروحات أساسية “درّتها الماسيّة” انتخابات رئاسة الجمهورية. ويُقصد هنا، تكتل “الجمهورية القوية” وكتلة الكتائب اللبنانية وكتلة “تجدّد” النيابية وثلاثة نواب تغييريين هم مارك ضوّ ووضاح الصادق وميشال الدويهي والنائب المستقلّ بلال الحشيمي. وتُجري هذه التكتلات البرلمانية اجتماعات تنسيقية بوتيرة دائمة منذ أسابيع تتمحور خصوصاً حول تطورات الانتخابات الرئاسية. ويضاف إلى ذلك، تأكيدها حديثاً على قراءة واحدة إزاء المناوشات الحاصلة جنوباً وضرورة تطبيق مندرجات القرار الدولي 1701 وانتشار الجيش اللبناني حصراً جنوب الليطاني إلى جانب قوّات “اليونيفيل”. وسيكون هذا الموضوع بمثابة “محتوى أوّلي” في المداولات المنتظرة لهذه التكتلات مع لودريان.

وتشير معلومات “النهار” إلى أنه حصل تحديد مواعيد اجتماعات بعض تكتلات المعارضة مع الموفد الفرنسي بين يومي الأربعاء والخميس، وتأكّد في الصدد أنه سيعقد لقاءات مع رئاسة حزب “القوات اللبنانية” في معراب ورئاسة الكتائب اللبنانية في الصيفي (بات هذان اللقاءان على جدول مواقيت تكتلي “القوات” والكتائب). وكذلك، يُنتَظر أن يلتقي النواب التغييريين الثلاثة المحسوبين على نواة المعارضة وهناك تواصل حاصل في الإطار معهم، لكن لم تكن قد انبثقت تفاصيله النهائية حتى ما بعد ظهر الإثنين لناحية إذا كان اجتماع واحد سيضمّ نواباً إضافيين من القوى التغييرية. وبدورها، كانت كتلة “تجدّد” التقت الموفد لودريان خلال محطتين سابقتين بُعَيد تسلّمه مهمة المبادرة الرئاسية، إلا أنّ نوابها لم يكونوا قد تبلّغوا بتفاصيل محدّدة حتى بعد ظهر الاثنين. لكن الأكيد، أنّ الوحدة قائمة بين هذه التكتلات المنضوية تحت مظلّة 31 نائباً وستنطلق من المربّع نفسه الذي كانت انتهت على أثره مرحلة ما قبل اندلاع الأعمال الحربية في قطاع غزّة. وليست هناك “أسماء منقّحة” للبحث في الاجتماعات المرتقبة باستثناء الوزير السابق جهاد أزعور الذي يستمرّ المرشّح الرسمي حتى يتعدّل ترشيح قوى “الممانعة” أقلّه. ولا يلغي ذلك أن هناك أسماء متناقلة على سبيل الدعم الشخصي لأي مرحلة تالية كرأي خاص ببعض النواب حصراً، كأن يعبّر عضو “تجدّد” النائب أشرف ريفي عن تأييده من منطلق شخصي بحت لقائد الجيش العماد جوزف عون واعتباره “الإسم الأنسب للمرحلة والأكثر حظّاً على مسافة الشهرين الماضيين”.

في الغضون، استطلعت أوساط “القوات اللبنانية” معطيات، تلفت إلى أن لودريان تواصل مع أفرقاء في اللجنة الخماسية وتحديداً المملكة العريية السعودية وقطر، وهو سيستكمل حراكه بناء على توصيات الرئاسة الفرنسية ووزارة خارجيتها في موضوعي استحقاق الرئاسة وتجنيب لبنان الحرب. وتؤكّد أجواء “القوات” على وجود “قوى معارضة واحدة وليس معارضات” في الملف الرئاسي تحديداً، وليست هناك انقسامات أو معطيات إضافية على مستوى مرشحين آخرين قبل قبول “حزب الله” بمقترح المرشّح الثالث. ويبدو شبيهاً موقف الكتائب اللبنانية مع تأكيد أوساطها الإعلامية الرسمية على “أننا قدّمنا تنازلات لاقتراح حلول وانتقلنا إلى مرشّح آخر عوضاً عن مرشحنا الأول النائب ميشال معوض، وأي تطور في المعطى الرئاسي سيكون مناطاً بتغييرات على مستوى ترشيح قوى “الممانعة” وتكتلاتها”. ولا تتلقف قوى المعارضة جهوزية حاصلة للمضي في مرشح ثالث خصوصاً أن ما يصلها من أجواء يؤشّر إلى تشبّثت أكبر للفريق الخصم بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، خصوصاً بعد أسابيع على انطلاق المناوشات النارية جنوباً والحرب في قطاع غزّة وانتظار على ماذا يمكن أن ترسو الأوضاع. ولن يبدّل ذلك التشبّث في توجهات قوى المعارضة التي يتركّز خيارها في تأكيد تراصّ تكتلاتها دعماً لمقاربة رئاسية واحدة وتأكيد أهمية تطبيق القرار 1701. وتجدر الاشارة إلى تقاطع مستمرّ بين قوى المعارضة و”التيار الوطني الحرّ” على دعم أزعور ورفض ترشيح فرنجية، ما يرجِّح إبقاء منحى المؤشرات الرئاسية على حالها خلال المرحلة المقبلة.

ويتلاقى النواب التغييريون الثلاثة مع التمسك بإيجاد حلول رئاسية انطلاقاً من مبادئ المعارضة المؤكد عليها، و”مسألة الانفتاح على أسماء رئاسية إضافية ستكون مرتبطة بمدى موافقة محور “حزب الله” على ذلك”. ولا ترجّح انطباعات التغييريين موعداً قريباً لجلسة انتخابية رئاسية تنبثق منها ولاية رئيس الجمهورية الرابع عشر بعد الاستقلال، خصوصاً بعد الاندلاع الناريّ في غزّة ورهان سياسي للقوى “الممانعة” على انتظار نتائجها النهائية. ويحبّذ التغييريون تسمية ما يجمعهم مع نواب المعارضة الآخرين والذين يصدرون مواقف واحدة وإياهم تحت مظلة 31 نائباً بـ”التنسيق على أجندة مشتركة ومستمرة رئاسياً في غير ملف، وفي مقدّمها استحقاق رئاسة الجمهورية وتطبيق القرار 1701″.

مجد بو مجاهد- النهار

مقالات ذات صلة