رسائل كثيرة في جعبت لودريان الى “الحزب”

بعد أكثر من عام على الشغور الرئاسي لا تزال الأوضاع على حالها وسط انشغال كبير وتخوف من اتساع رقعة الحرب في غزة لتطال لبنان، الغارق في أزماته وصراعاته الداخلية، ولا سيما الفراغ في مؤسسات الدولة والشغور الذي يهدد قيادة الجيش بعد رفض رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل كل أشكال التمديد للقائد جوزيف عون.

وبعدما توقفت كل الوساطات الخارجية وآخرها حركة الموفد القطري مع بداية “طوفان الأقصى”، غرق الملف الرئاسي مع الطوفان، ولم يعد أولوية لدى الكتل النيابية الرافضة لحلّ مشكلات البلاد، في حين أشار الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى أنه عائد الى لبنان في القريب العاجل لكونه غير مطمئن الى الوضع القائم نظراً الى الأحداث الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط، والحرب التي تطرق أبواب لبنان وليس هناك رئيس للجمهورية والمجلس النيابي لا يجتمع، لذلك من الضروري التخلي عن هذه العقلية وانتخاب رئيس. وتداولت معلومات عن عودة لودريان الأربعاء المقبل الى بيروت من جهة، وأن الموفد القطري بدأ بتحركاته مجدداً بعيداً عن الاعلام من جهة أخرى. فما حقيقة هذه العودة؟ وماذا سيحمل لودريان في جعبته؟

مصادر نيابية مطلعة أكدت أن “لودريان آت الى لبنان في مهمة مزدوجة، الأولى والأهم إرسال نصائح الى كل الأطراف اللبنانية لتفادي الحرب، ولذلك هي باب ليتحدث من خلاله مباشرة أو بالواسطة مع حزب الله، والمؤكد أنه سيوصل الى الحزب نصائح يصعب على الموفدين الرسميين ايصالها، لأنهم كانوا حاضرين لقاءاتهم بالرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي”.

وأشارت المصادر في حديث عبر “لبنان الكبير” الى أن “المهمة الثانية للودريان هي أن يرى اذا كانت حالة الطوارئ التي يعيشها لبنان تجاه كل المنطقة تسهل عليه التلاقي حول اسم رئيس للجمهورية، والأكيد أن في هذا السياق عدم الفراغ في قيادة الجيش لأنه سيتداول في النتيجة كل المواضيع الساخنة في لبنان بالتدرج الحرب، الرئاسة، قيادة الجيش مع من يلتقيهم، لكن لا معلومات عن مدى حصره لقاءاته أو توسعتها الا أن في جعبته الكثير من الرسائل للمعني الأول حزب الله في موضوع توسيع رقعة الحرب أو عدمها”، لافتة الى أن “لا شيء مؤكد من ناحية توقيت العودة ولا معطيات أكيدة حيال عودته يوم الأربعاء المقبل كما جرى تداوله”.

في المقابل، أوضحت أوساط نيابية معارضة لـ “لبنان الكبير” أن أي تنسيق لم يجرِ معهم ولا أخذ أي موعد للقاء لودريان، وموضوع عودته جرى تداوله عبر وسائل الاعلام وليس بينهم وبين الطرف الفرنسي.

كما أكدت مصادر نيابية تغييرية وأخرى تابعة لـ “التيار الوطني الحرّ” أن التواصل لم يجرِ معهم اطلاقاً من أجل اللقاء مع لودريان، ولم يسجل أي موعد لزيارته.

وشددت أوساط “القوات اللبنانية” على أن “لا تواصل معها لغاية اللحظة، ولا يمكن الكلام عن أي جديد ولودريان صرّح بأنه آتٍ الى لبنان وأعلن عن موقفه وهذا نوع من ربط نزاع رئاسي للقول اننا ما زلنا نفكر بين جولة وجولة، والقطري لا جديد تجاهه، وجهود قطر كلها اليوم تصب في موضوع غزة، وبالتالي لا جديد رئاسياً سوى عندما يقلع حزب الله عن التعطيل، وما لم يقلع عنه لا امكان للخروج من الشغور الرئاسي مهما تحركات الوساطات الخارجية، التي وقفت عند الخيار الثالث الذي رفضه حزب الله”.

أضافت: “ما لم يقر الحزب بضرورة الذهاب الى خيار ثالث، لا شيء يقدم ويؤخر في وصول القطري والفرنسي، وواضح أن الحزب لغاية اللحظة لا يزال مصرّاً على مرشحه، ويراهن على أنه اذا ربح في حرب غزة باستطاعته أن يأتي بالرئيس الذي يريده واذا لم يربح فيذهل لاحقاً الى الخيار الثالث وهذه حساباته”.

آية المصري- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة