لبنان خارج سباق رأس السنة: لا اعياد ولا احتفالات ضخمة والغاء للحفلات والحجوزات!

في كلّ مرةٍ يدخل فيها لبنان في محنةٍ صعبةٍ، يأكل القطاع السياحي الضّرب، ويتأثر مصيره بشكلٍ مباشرٍ بأوضاع البلد المحلية ويكون هذا القطاع الاكثر تاثرا من غيره من القطاعات.

ووضع القطاع السياحي اليوم ليس بأفضل حالٍ، خصوصًا بعد عمليّة “طوفان الأقصى” والحرب التي أُدخِل فيها لبنان عبر الحدود الجنوبية، حيث بلغت نسبة التشغيل الفتدقي 10 قي المئة بعد ان كانت قد وصلت خلال الصيف الى 90 في المئة كما ان بعض الفنادق باتت تشكو الفراغ وقلة الزبائن وهذا ما ادى الى صرف عدد من الموظفين والاجراء خصوصا في الاماكن البعيدة عن العاصمة .

وتامل مصادر سياحية وتحديدا فندقية الا ينطبق هذا الفراغ على الاعياد قي نهاية السنة والا كانت الكارثة.

ومع توتّر الأجواء في الجنوب، ودخول لبنان الحرب، طلب السفراء الأجانب مغادرة رعاياهم من لبنان، ما أثر ذلك بشكلٍ واضحٍ في حركة لبنان السياحية، وتهيئته لخسارة المعركة في الأعياد. فكيف نصف الواقع اليوم خصوصًا في الفنادق والمطاعم وصالات الحفلات؟

يشير نقيب الفنادق بيار الأشقر في حديثٍ خاصّ للدّيار، إلى أنّ الحرب على غزّة ودعوة السفارات الأجنبية رعاياها إلى الخروج من لبنان، شكّلا مشكلة حقيقية موجعة للقطاع السياحي ككلّ، وتحديدًا قطاع الفنادق.

وعن موسم الأعياد القريب، لفت الأشقر إلى أنّ النّية في الاحتفال أساسًا غير موجودة، بسبب ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في غزّة وما يحصل على الحدوجد اللبنانية لا يبشّر بالخير، وهذا ما شاهدناه وقرأناه في الفترة القريبة من خلال دراساتنا وتطلعاتنا واتصالاتنا المدنية والعسكرية والخارجية.

الزبون والموظّف في المشهد عينه

ويؤكّد الأشقر للدّيار، أنّ بعض الفنادق تتّخذ إجراءات لمحاولة الحفاظ على توازنها، من خلال الاستغناء عن عددٍ من موظافيها، وتقليل دوامات آخرين. فمن لديه مثلًا مئة غرفة، يغلق أبواب 80 غرفة ويعمل مع موظف أو موظّفين على الـ20 غرفة المتبقية.

ومن لديه 3 فروع، يغلق فرعين ويحاول بشتى الطرق العمل على الفرع الثالث، لذلك يعمد البعض إلى التخفيف من الموظفين بصورةٍ أوليةٍ وهذا ما يؤثر سلبًا في ضمان استمرارية الفنادق والعاملين فيها.

المنتج ومتعهد الحفلات سعيد ضاهر، أكّد في حديثه للدّيار، أنّ العديد من متعهدي الحفلات وهو على رأسهم، متضامنون مع أهالي غزة وفسلطين متمنيًا تحريرهم واستقلالهم. وهذا الموضوع على حدّ تعبيره، يتطلّب تضحيات من جميع الناس ومن جميع القطاعات ومنها القطاع السياحي والفني.

ولفت الضاهر إلى أنّ حفلاته معظمها في الجنوب، كونهُ ابن الجنوب، لذلك نحن من أوّل المتضررين في هذا السياق، وأوّل من خسر في هذه المعركة، هما القطاعان السياحي والفني مع حصول أيّ خضّة أمنية أو سياسية.

واعتبر ضاهر أنّ الموسم الصّيفي لهذا العام كان لامعًا ومزدهرًا في ظل وجود الأجانب والمغتربين وهذا ما أعطى القطاع وقعه الجيّد في الصّيف، لكنّ الضربات تأتي من حيث لا ندري في كلّ مرةٍ يقف فيها القطاع على رجليه.

وعن أشهر الأعياد، أكّد ضاهر أنّ شهر 12 يعدّ من الأشهر التي نعتمد عليها خلال السنة كاملةً (تحديدًا في عيد الميلاد ورأس السنة) لكن للأسف تم إلغاء أكبر الحفلات التي كانت ستقام في بيروت مع التيكتوركرز من حول العالم العربي، وكل الحفلات كهذه، بحاجة إلى شهرين للتحضير وسيتم الغاؤها والآن لا يمكننا أن نحضّر ولا نعرف ما بانتظارنا.

وعن الحفلات الكبيرة والضخمة في بيروت، أكّد ضاهر أنّه سيتم إلغاؤها وسيكون لبنان خارج سباق رأس السنة لأنّ هنالك تقريرا من الميدل ايست يؤكد أنّ 90 % من المغتربين قاموا بإلغاء حجوزاتهم.

لا حفلات ضخمة في بيروت

رأى سعيد ضاهر أنّ المطاعم الصغيرة في بيروت يمكنها أن تقدم الحفلات الصغيرة خلال مناسبة رأس السنة (المئة شخص) للمواطنين القاطنين في لبنان، ولكن بشكل عام الاحتفالات التي كانت تحصل سابقًا في لبنان لم نرها هذا العام بالطبع، وهذا صعب جدًا على القطاع السياحي. وهذه واحدة من التضحيات التي على قطاعنا تقديمها.

وعن الحلول، اعتبر ضاهر أنّ الحلّ الوحيد أمامنا هو الانتظار والصّبر وأن نأكل من اللحم الحي إلى أنّ تعود الأمور بخير، ويعمّ السلام والطمأنينة في لبنان.

الديار

مقالات ذات صلة