بنود الصفقة.. وسياقاتها: ماذا بعد “الهدنة الأولى” ؟

صادقت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية كبيرة فجر الأربعاء، على المرحلة الأولى لصفقة تبادل الأسرى مع حركة “حماس”.

فقد صوت 33 وزيراً إسرائيلياً لصالح الصفقة، بينهم اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش بعد أن أقنعته المؤسسة الأمنية، بينما رفضها ثلاثة وزراء من حزب “العظمة اليهودية” بقيادة ايتمار بن غفير.

بموجب الصفقة، ستطلق إسرائيل سراح 150 أسيراً فلسطينياً من الأطفال والنساء مقابل 50 طفلاً وامرأة إسرائيلية محتجزين في غزة، مع هدنة لأربعة أيام قابلة للتمديد في حال أُطلق سراح إسرائيليين إضافيين.

من جانبها، أكدت حركة “حماس” التوصل إلى إتفاق هدنة إنسانية مؤقتة بجهود قطرية ومصرية حثيثية، بعد “مفاوضات معقدة وصعبة”.

أسرى..على مراحل
وبعد المصادقة الإسرائيلية، ستُمنح مهلة للجمهور الإسرائيلي مدة 24 ساعة لتقديم التماسات اعتراضية على الصفقة للمحكمة العليا، كإجراء إسرائيلي اعتيادي عند الصفقات.

وتوقعت مصادر “المدن” الشروع في تنفيذ الصفقة بعد ظهر الخميس أو فجر الجمعة، حيث ستبدأ كتائب “القسام” بإطلاق سراح أول 12 إسرائيلياً، والعدد نفسه يوميا طيلة الهدنة.

ووفق المعطيات، ستسلّم “حماس” الوسطاء قائمة بأسماء كل دفعة من الأسرى الإسرائيليين قبل إطلاق سراحهم بليلة واحدة، بواقع أربع قوائم كل ليلة.

وقالت “القسّام” إن لديها 30 طفلاً و8 أمهات فقط، وتعهدت بالبحث عن البقية في أماكن أخرى، ولدى فصائل أو عائلات، بحسب ما قال مصدر إسرائيلي “كبير” لهيئة البث الإسرائيلية.

بنود الصفقة.. وسياقاتها؟

اللافت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث عن بند مفاده أن الصليب الأحمر الدولي سيجري خلال الهدنة زيارة لأسرى إسرائيليين غير مشمولين في الصفقة الأولى، لكن من غير المستبعد أن يكون كلام نتنياهو لتهدئة غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين، وليس بالضرورة بنداً في الصفقة.

وتشمل الهدنة أيضاً مساعدات أكبر للقطاع بواقع 300 شاحنة يومياً خلال الهدنة، بما فيها الوقود، مع تجميد العمليات العسكرية، ووقف تحليق طائرات الاحتلال في سماء غزة ل 6 ساعات يوميا أثناء الهدنة.

في حين، أشار الإعلام العبري إلى عقبة شهدتها المفاوضات، تمثلت بانقطاع الاتصالات مع يحيى السنوار لأيام، قبل استئنافها مجدداً في السابع عشر من الشهر الجاري.

وذكر تلفزيون “مكان” العبري أن قطر ومصر لعبتا دوراً مهماً في إنجاح المفاوضات، موضحاً أن القاهرة ضغطت على السنوار لثنيه عن شرطه بالفصل بين النساء والأطفال، وجعل الفئتين معاً كمرحلة أولى.

قلق إسرائيل “الحقيقي”؟

في السياق، زعم جيش الاحتلال أن تعليق الطلعات الجوية لساعات محددة أثناء الهدنة لن يمس بالجهود الاستخباراتية الميدانية في غزة؛ لأنه سيعتمد على أقمار صناعية ووسائل استخباراتية “متنوعة” لجمع المعلومات، بينما تسعى “القسام” الى أن تموه الاحتلال، وتمنعه من كشف عملية تنقلها بالأسرى من داخل أنفاق أو نقاط محددة؛ وبالتالي إفشال جمع إسرائيل معلومات عن أماكن وجود بقية الأسرى الإسرائيليين، أو مواقع “حماس” الاستراتيجية.

بيدَ أن إسرائيل يساورها قلق بشأن قيام “القسام” بتمديد الهدنة لأيام إضافية، عبر تأخير تسليم دفعات الأسرى الإسرائيليين؛ وطلب مهلة أخرى لإيجاد أسرى لدى أطراف في غزة. وعندها، سيزداد الضغط الداخلي من عائلات الأسرى الإسرائيليين على الحكومة، ما سيؤثر على إمكانية عودة القتال إلى زخمه بعد انتهاء الهدنة.

وتساءل المحلل العسكري إيال عليما: “كيف سيتصرف الجيش إذا مددت حماس الهدنة؟”

نحو الصفقة الأعقد؟
واستبق جيش الاحتلال تنفيذ الصفقة بالحديث عن “جاهزيته” لمواجهة “مفاجآت القسام” خلال الهدنة، كاستهداف دباباته المتوغلة في غزة، ما يثير تساؤلات بشأن احتمالات تخريب الاحتلال للهدنة بذرائع متعددة.

وفي وقت شدد نتنياهو وقادة جيشه على أن الحرب ستستمر بعد الهدنة حتى تحقيق أهدافها، شكك محللون إسرائيليون بإمكانية مواصلة الجيش للحرب بالزخم نفسه؛ خاصة مع الانتقال إلى مفاوضات الصفقة الثانية بصفتها أكثر تعقيدا؛ لكونها تتمحور حول أسرى إسرائيليين عسكريين، وستتضمن بنوداً أصعب بشأن مستقبل غزة.

ميدانياً، وسع الاحتلال توغله في مخيم جباليا، بموازاة تقدمه نحو أحياء غزة الشرقية؛ سعياً لتثبيت وقائع على الأرض قبل الهدنة الأولى.

ادهم مناصرة- المدن

مقالات ذات صلة