مواقع إسرائيلية في مرمى حزب الله.. والمسيّرات وصلت إلى ما بعد حيفا

في اليوم الـ 41 على اندلاع المواجهات على الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله واسرائيل لم يُسجّل أي تغيير في الوقائع الميدانية التي بقيت تشهد قصفاً متبادلاً بالصواريخ والقذائف في إطار مضبوط لم يتجاوز بعد حافة الهاوية. وفي هذا الإطار، بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته بقصف صباحي على أطراف بلدات الناقورة وعلما الشعب وعيتا الشعب، ولم يفارق الطيران الاستطلاعي سماء القطاع الشرقي حيث حلّق على علو منخفض.

واعتباراً من الساعة العاشرة والنصف باشر حزب الله استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية، بدءاً بتجمع لجنود الاحتلال بالقرب من مثلث الطيحات وتجمعات أخرى بالقرب من موقع المرج وثكنة راميم ومستعمرة يرؤون ومواقع الضهيرة والعاصي وبركة ريشا والراهب، إضافة إلى موقع المالكية مستخدماً في كل هذه الهجمات الأسلحة المناسبة ومحققاً إصابات مباشرة ومؤكدة بحسب بيانات الحزب.

وقد ردّ الجيش الاسرائيلي مستهدفاً الأحراج المقابلة للبونة ووادي ياسين والناقورة وأطراف بلدتي طيرحرفا والجبين والجزء الشمالي لكفركلا، وأغار على عيتا الشعب. وأطلقت صافرات الإنذار في مقر “اليونيفيل” في الناقورة. كما استهدف القصف أطراف بلدتي طيرحرفا والجبين ثم ميس الجبل ورب ثلاثين وبني حيان وحولا ومركبا والعديسة إضافة إلى جبل قطمون التابع لرميش، وأغار الطيران الحربي على نقطة بين بلدتي زبقين وطيرحرفا.

وأعلن الناطق بإسم الجيش الإسرائيلي “رصد إطلاق عدد من القذائف على منطقتي المالكية والمنارة وهاجمنا مصادر إطلاق النار”. وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن رصد إطلاق عدد من الصواريخ من لبنان وعن سماع صفارات الإنذار في الجليل الغربي. وتحدث الإسعاف الإسرائيلي عن وقوع 4 إصابات إحداها خطرة جراء إطلاق صاروخ مضاد للدروع على موقع المنارة في الجليل الأعلى.

في المواقف، لفت عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق إلى “أن المقاومة كانت سباقة لنصرة غزة بالعمليات المتواصلة في الميدان طالما بقي العدوان، ولقد فرضت المقاومة في لبنان حرب استنزاف حقيقية قاسية غير مسبوقة ومتواصلة وطوّرت عملياتها كماً ونوعاً وعمقاً وقد وصلت مسيّرات المقاومة إلى حيفا وما بعد حيفا، بالمسيرات والصواريخ والقذائف والمواجهات أكدنا أننا لن نترك نصرة غزة وبدماء شهدائنا في الميدان كتبنا أن غزة ليست وحدها، رغم التهديدات الأمريكية والرسائل كل يوم، وحتى اليوم ما توقفت الرسائل والتهديدات الأمريكية وحاملات الطائرات في البحر من أجل الضغط على المقاومة لإيقاف عملياتها في الجنوب، وكان رد المقاومة على التهديدات والرسائل وحاملات الطائرات الأمريكية في الميدان باستمرار وتصاعد العمليات، وقد فشلت أمريكا في أن توقف العمليات لنصرة غزة في لبنان والعراق واليمن، هكذا هم أوفياء الأمة وأحرارها وشرفائها”.

من ناحيته، حمّل نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش “الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عما يجري للأطفال والمرضى في مستشفيات غزة”، وقال “يجب أن يعرف العدو أنه أمام ثبات وبسالة المقاومة وصمود وصبر أهل غزة لن يستطيع أن يحقق أهدافه، فالمقاومة متجذرة في فلسطين ولا قدرة لأحد على اقتلاعها أو القضاء عليها، والشعب الفلسطيني متجذر في أرضه ولا يمكن لأحد تهجيره أو اقتلاعه من أرضه، وسينتصر في هذه المواجهة بإذن الله”، مؤكداً “أننا سنواصل في حزب الله دعمنا ونصرتنا لغزة وسنستمر في استنزاف العدو على الحدود من خلال عمليات المقاومة ولن نتوقف ما دام العدوان على غزة ولبنان مستمراً، ولن نتردد في الرد على أي استهداف للمدنيين بشكل قاطع وحازم”.

تزامناً، عمد الثنائي الشيعي إلى احتواء الانزعاج المسيحي الشديد من التعرض للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد وصفه من قبل مناصري حزب الله بـ”البطريرك الصهيوني” ودعوته إلى “التشيّع” ورفض “لمّ الصواني” في الكنائس من اجل النازحين من البلدات الجنوبية.

وقد رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري “حملات الافتراء على مقام صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حيال دعوته الصادقة إلى دعم النازحين اللبنانيين”. وقال “إن دعوة غبطته لدعم النازحين تعبّر عن موقف رسالي وطني جامع”، مضيفاً “إنني إذ أنوّه بدعوة غبطته في هذا المجال، نستنكر الحملة التي تعرض لها عن سوء فهم ليس إلا”.

بدوره، قال مسؤول الملف المسيحي في حزب الله، محمد الخنسا، في تصريح، “نحن نكنّ كل ‏الاحترام والتقدير لبكركي ولكل الطوائف اللبنانية المسيحية والإسلامية، وهناك لقاءات وحوارات ‏مستمرة في ما بيننا بشكل شبه دوري، نحن حريصون على الحوار، وآخر لقاء كان منذ 4 أيام تقريباً ‏مع الأب عبدو أبو كسم وكانت الأجواء جدا إيجابية وان شاء الله لمصلحة لبنان والاستحقاقات التي ‏فيه”.‏

وأشار إلى “أن كل كلام على وسائل التواصل ‏مسؤول عنه صاحبه، وهناك أخطاء ترتكب كثيراً بحق شخصيات اسلامية وطنية ومسيحية يومياً ‏ودوماً، ونحن نحفظها، ولكن نتجاوز عنها. من هذا الباب أقول نحن في حزب الله مسؤولون عن ما ‏يصدر في إعلامنا المركزي، ولسنا مسؤولين عن ما يصدر على مواقع التواصل”.

وأضاف الخنسا “هناك قضايا مصيرية لناحية الأمة وعلينا أن نكون يداً واحدة لنحافظ على وطننا لبنان ‏وأمتنا أيضاً. نحن نحترم بكركي ونحترم كل المرجعيات الدينية، المسيحية والإسلامية، ولا ‏نقبل الإساءة للشخصيات ولا أي نوع من الإساءة، وندعو لتفهم هذا الأمر خاصة الشخصيات ‏المسيحية والمقدسات الدينية والرموز سواء كانت كما قلت مسيحية أو إسلامية، ولذلك ليس كل ‏شخص تكلم يجب أن نرد عليه”.

سعد الياس- القدس العربي

مقالات ذات صلة