نتنياهو يقر بتورط الجيش الإسرائيلي في استهداف المدنيين في غزة

أقر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باستهداف الجيش الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين في الحرب على قطاع غزة بعد ان نفى ذلك مرارا متهما حركة حماس بأخذ المدنيين رهينة.

وقال إن محاولات الحد من الخسائر في صفوف المدنيين الفلسطينيين “ليست ناجحة” بينما تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها في غزة حيث قال الجيش الإسرائيلي إن جنوده عثروا على مدخل نفق تستخدمه حركة حماس في مستشفى الشفاء في قطاع غزة في حين

ونشر الجيش الإسرائيلي تسجيل فيديو قال إنه لمدخل نفق في منطقة مكشوفة من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفى في القطاع.

ويظهر الفيديو حفرة عميقة في الأرض تتناثر فيها وحولها قطع من الخرسانة والخشب ورمال. وبدا أن المنطقة محفورة وظهرت جرافة في الخلفية. كما قال الجيش الإسرائيلي إن قواته عثرت أيضا على مركبة في المستشفى وبها عدد كبير من الأسلحة.

كما اكدت القوات الإسرائيلية الجمعة إنه انتشل جثة جندية كانت محتجزة لدى حماس في مبنى بالقرب من مستشفى الشفاء في غزة.

واعلنت يوم الثلاثاء مقتل الجندية بعد أن نشرت حماس مقطع فيديو لها على قيد الحياة وبعد ذلك بعض الصور لما قالت الحركة إنها جثتها بعد مقتلها في غارة إسرائيلية.

وقالت حماس في بيان في وقت متأخر من مساء أمس الخميس إن ما تقوله وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الخارجية الأميركية عن أن الحركة تستغل مستشفى الشفاء لأغراض عسكرية “هو تكرار لرواية كاذبة مفضوحة، بيّنتها مسرحيات المتحدث باسم جيش الاحتلال الركيكة والمثيرة للسخرية”.

وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض أمس الخميس إن الولايات المتحدة واثقة من تقييم لمخابراتها بشأن أنشطة حماس في مستشفى الشفاء لكنها لن تشاركه أو تخوض في تفاصيل بشأنه.

وقالت شركتا الاتصالات في قطاع غزة إن كل الخدمات انقطعت بسبب نفاد كافة مصادر الطاقة. وترفض إسرائيل دخول الوقود إلى القطاع وتقول إن حماس قد تستخدمه في أغراض عسكرية.

وفي ظل انقطاع الاتصالات وعدم توفر الوقود قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن تنسيق قوافل المساعدات الإنسانية بات مستحيلا.

وذكر فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا “إذا لم يصل الوقود، سيموت الناس بسبب نقص الوقود. لا أعرف متى بالضبط. ولكن ذلك سيحدث عاجلا أم آجلا”.

وبحلول مساء أمس الخميس لم تصدر أي تصريحات أخرى عن شركتي بالتل وجوال وظلت خدمات الإنترنت والهواتف المحمولة وخطوط الهاتف الأرضية الثابتة متوقفة.

ويتحمل المدنيون الفلسطينيون العبء الأكبر لحملة إسرائيل العسكرية المستمرة منذ أسابيع ردا على هجوم نفذته حماس في السابع من أكتوبر وتقول إسرائيل إنه قتل 1200 أغلبهم مدنيون.

وقالت السلطات الصحية في قطاع غزة، في بيانات تقول الأمم المتحدة إنها موثوقة، إن 11500 على الأقل تأكد مقتلهم في الضربات الإسرائيلية والتوغل البري للقوات الإسرائيلية أكثر من 4700 منهم من الأطفال.

وردا على سؤال من شبكة سي.بي.إس نيوز الأميركية عما إذا كان قتل إسرائيل لآلاف الفلسطينيين سيغذي الكراهية في جيل جديد، قال نتنياهو أمس الخميس إن محاولات إسرائيل للحد من الخسائر في صفوف المدنيين “ليست ناجحة”، واتهم حماس بمنع المدنيين من الانتقال إلى مواقع أكثر أمانا.

وأردف نتنياهو قائلا “موت أي مدني مأساة. ولا ينبغي أن يكون لدينا أي قتلى لأننا نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد المدنيين عن الضرر، بينما تفعل حماس كل ما في وسعها لإبقائهم في طريق الأذى”.

وأضاف “لذلك نرسل منشورات ونتصل بهم على هواتفهم المحمولة ونقول لهم: ارحلوا. وقد غادر كثيرون”.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل تقترب من تدمير المنظومة العسكرية لحماس في شمال غزة، وهناك مؤشرات على أن الجيش ينقل حملته إلى أجزاء أخرى من القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.

ووزعت إسرائيل منشورات تطالب المدنيين بمغادرة أربع بلدات في جنوب غزة، وهي مناطق قيل لسكان القطاع قبل ذلك إنها ستكون آمنة.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن حماس تحتجز في مجمع مستشفى الشفاء بعضا من 240 رهينة أسرها مسلحوها يوم السابع من أكتوبر. وذكر الجيش الإسرائيلي أن القوات انتشلت جثة رهينة في مبنى بالقرب من مجمع الشفاء أمس الخميس.

وأضاف أن القوات عثرت في المبنى أيضا على معدات عسكرية تشمل بنادق كلاشنيكوف وقذائف صاروخية.
وأكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن المستشفيات تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الإنساني الدولي.

وقال لويس شاربونو مدير قسم الأمم المتحدة في المنظمة “لا تفقد المستشفيات هذه الحماية إلا إذا ثبت ارتكاب أعمال ضارة من مبانيها”.

وفي أول زيارة لإسرائيل منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر دعا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة.وقال بوريل “أتفهم غضبكم، لكن دعوني أطالبكم بألا يتمكن منكم الغضب”.

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين إن حماس ليست مسؤولة عن هجوم السابع من أكتوبر فقط وإنما كذلك عن محنة الفلسطينيين في غزة حاليا.

وأعربت الولايات المتحدة الخميس عن “قلقها العميق” إزاء الغارة التي استهدفت المستشفى العسكري الأردني في غزّة وأدّت إلى إصابة سبعة أشخاص، مؤكّدة أنّها تُعارض “الضربات الجوّية ضدّ المستشفيات”.

وقالت وزارة الخارجيّة الأميركيّة إنّ الوزير أنتوني بلينكن تحدّث هاتفيا مع نظيره الأردني ايمن الصفدي “للتعبير عن قلقه العميق إزاء أفراد الطاقم الطبّي الأردني الذين أصيبوا بجروح خارج المستشفى الميداني الأردني بينما كانوا يقدّمون رعاية طبّية أساسيّة في غزّة”.

وأكّد بلينكن الذي شارك في قمّة آبيك في سان فرانسيسكو “ضرورة حماية المدنيّين والعاملين الطبّيين في المستشفيات”، حسب ما جاء في بيان.

وفي وقت سابق من اليوم نفسه، قال المتحدّث باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر للصحافة “نشعر بقلق عميق لإصابة هؤلاء”، مشيدا من جهة ثانية بـ”العمل المذهل” الذي تؤدّيه الحكومة الأردنيّة لإيصال مساعدات إلى قطاع غزّة المحاصر والذي يتعرّض لقصف يشنّه الجيش الإسرائيلي منذ هجوم حركة حماس.

وأدّى قصف قرب المستشفى الأردني في مدينة غزّة الأربعاء إلى إصابة سبعة من كوادره وفق ما أفادت وكالة الأنباء الأردنيّة الرسميّة بترا، ما أثار تنديدا من جامعة الدول العربيّة خصوصا.

وأضاف ميلر “مثلما قلنا سابقا لا نريد أن تتعرّض المستشفيات لقصف من الجوّ… ونكرّر لجميع الأطراف أنّه يتعيّن عليهم اتّخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل المخاطر التي يتعرّض لها المدنيّون”، من دون أن يذهب إلى حدّ إدانة الضربة.

كما دعت الولايات المتحدة الخميس إسرائيل إلى مواجهة “عنف المستوطنين المتطرفين المتزايد” في إطار خطوات “صارمة” ترمي إلى خفض التصعيد في الضفة الغربية وذلك في اتصال هاتفي أجراه بلينكن مع الوزير في المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي بيني غانتس بحسب ما نقلته قناة الحرة الأميركية (رسمية) عن بيان لماثيو ميلر.

وأفاد البيان أن بلينكن أكد على أهمية “خفض التصعيد في الضفة الغربية والحاجة لإيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة” مشيرا الى ان المسؤولين “ناقشا الجهود لتطبيق وتسريع نقل المساعدات الإنسانية الضرورية لغزة”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة أنه قتل “خمسة مسلحين على الأقل” في جنين في الضفة فيما أعلنت حركة حماس مقتل ثلاثة من مقاتليها.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية من جهتها عن “استشهاد ثلاثة مواطنين وإصابة 15 آخرين، بينهم أربعة وُصفت إصاباتهم بالخطرة”.

وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنّ “طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي ضربت خلية مسلحة أطلقت النار على القوى الأمنية الإسرائيلية” وتم “خلال العملية تحييد” آخرين أطلقوا النار أو ألقوا عبوات ناسفة على القوات الإسرائيلية “ما أدى في المجموع إلى مقتل ما لا يقل عن خمسة مسلحين”.من جهتها، قالت حماس إنّ ثلاثة من مقاتليها قُتلوا.

وأفاد صحفي بأنّه شاهد ليل الخميس الجمعة، مركبات عسكرية اسرائيلية تقتحم شوارع مخيّم جنين للاجئين الذي يبلغ عدد سكانه 23 ألف نسمة، بحسب الأمم المتحدة التي تديره.

وحلّقت مسيّرات إسرائيلية في سماء المنطقة بينما كان فلسطينيون يرشقون المركبات بالحجارة كما رموا عبوة ناسفة واحدة على الأقل. وأطلق الجنود الإسرائيليون قنابل الغاز المسيل للدموع قبل أن يتردّد صدى تبادل إطلاق النار في المخيّم حيث تصاعدت أعمدة من الدخان الأسود.

وانسحبت القوات الإسرائيلية صباح الجمعة، فيما أفاد الجيش بأنّه نفّذ عملية “لمكافحة الإرهاب” في المخيم، حيث اكتشف “عبوات ناسفة محلية الصنع موضوعة على جوانب الشوارع وعلى طولها لمهاجمة قوات الأمن الإسرائيلية”.

كذلك، أعلن الجيش أنّه “ضرب خلية إرهابية مسلّحة”، مشيراً إلى “مصادرة ستة أسلحة” واعتقال نحو خمسة عشر “مشتبهاً بهم”.

العرب

مقالات ذات صلة