الظروف جهنمية: عمليات قيصرية للنساء في قطاع غزة بدون تعقيم أو تخدير أو مسكنات

يشرح تقرير لـ”منظمة أكشن إيد” الدولية الظروف المأسوية التي تعانيها النساء، ولا سيما الحوامل، في قطاع غزة، لافتاً إلى عمل الأطباء في قطاع غزة على توليد الأطفال رغم كل الصعاب في المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل.

وورد في التقرير أن “مستشفى العودة، الذي يديره شريك منظمة أكشن إيد الدولية، عانى من انقطاع الكهرباء والوقود خلال الأيام الثلاثة الماضية، ومع ذلك يواصل العمل رغم الصعوبات، بالاعتماد على البطاريات. أجرى الطاقم الطبي العامل في المستشفى 16 عملية قيصرية في نهاية الأسبوع في ظل ظروف قاسية وصعبة للغاية، حيث قاموا بتوليد ما بين 18 و20 طفلاً يومياً، على رغم نقص الإمدادات الطبية الحيوية مثل التخدير. ويتفانى الأطباء في مستشفى العودة في دعم النساء الحوامل الهاربات من القصف من شمال قطاع غزة ومدينة غزة في محاولة حثيثة للبحث عن العلاج وإيجاد مكان مناسب للولادة، بسبب إجبار جميع المستشفيات الأخرى في المنطقة على إغلاق أبوابها”.

وينشر التقرير نص رسالة صوتية من أحد الأطباء المسؤولين في مستشفى العودة يوم الأحد:

“توقفت مولدات الكهرباء الرئيسية في مستشفى العودة عن العمل، ولم يعد لدينا كهرباء أو وقود منذ ثلاثة أيام. نواصل تقديم خدماتنا باستخدام البطاريات والاستعانة بضوء الهواتف الخلوية. نقدم خدمات الأمومة في الجزء الشمالي من قطاع غزة. استقبلنا اليوم (الأحد) العديد من المرضى، بمن في ذلك نساء حوامل من مدينة غزة بسبب إغلاق المستشفيات. كما أجرينا اليوم 16 عملية قيصرية في مستشفى العودة. نستقبل الآن حوالي 18-20 حالة ولادة كل 24 ساعة (…). نعاني نقص المستلزمات الطبية بما في ذلك الأدوية وأدوية الطوارئ والتخدير. على رغم هذا النقص، إلا أن أطباءنا وطاقمنا الطبي يتعاملون مع هذا النقص قدر استطاعتهم. إنه أمر صعب حقاً. نحن نحاول البقاء على قيد الحياة والحفاظ على استمرار خدماتنا”.

وقالت رهام جعفري، مسؤولة التواصل والمناصرة في منظمة أكشن إيد – فلسطين، إن “آلاف النساء في غزة يخاطرن بحياتهن من أجل الولادة، ويخضعن لعمليات قيصرية وعمليات طارئة دون تعقيم أو تخدير أو مسكنات. ولا بد من أن تتمتع النساء برعاية صحية جيدة والحق في الولادة في مكان آمن. وبدلاً من ذلك، تضطر النساء لإنجاب أطفالهن وسط ظروف جهنمية تماماً”.

وأضافت: “تفتقر المستشفيات إلى الغذاء والماء والكهرباء والوقود، ويتوقف عدد متزايد منها عن العمل بشكل كامل. إلى متى سيتواصل تراكم الجثث، وكم عدد الأطفال المستضعفين الذين سنفقدهم قبل أن تنتهي هذه المعاناة؟ إن وقف إطلاق النار الفوري هو وحده الذي سيضمن دخول ما يكفي من الوقود والإمدادات الطبية إلى قطاع غزة وإيصالها الى المستشفيات حتى تتمكن من البدء في تقديم الرعاية المنقذة للحياة مرة أخرى”.

وكالات

مقالات ذات صلة