فشل استخباراتي إسرائيلي في “الشفاء”: لا أنفاق ولا أسرى

مُنيت إسرائيل بفشل استخباراتي كبير مجدداً بعدما تبيّن خلوّ مستشفى الشفاء التي سيطرت عليها قواتها اليوم الأربعاء من الأنفاق التي ادعت وجودها تحت المجمّع الطبي الأكبر في قطاع غزّة المحاصر، كما لم تعثر على أي محتجز لدى حركة “حماس” هناك.

وتحدّثت “القناة 13” الإسرائيلية عن “فشل استخباراتي قاتل لإسرائيل بعد أن تبيّن خلو مستشفى الشفاء من أي أعمال عسكرية” بخلاف ما رُوّج له سابقاً.

وكان الجيش الإسرائيلي قد زعم خلال الأسابيع الماضية وجود شبكة معقّدة من الأنفاق تحت مجمّع الشفاء تستخدمه قيادة “حماس” لإدارة عمليّاتها العسكرية. كما أكّد قبيل اقتحامه المجمّع الطبي أن الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية موجودون داخل المبنى.

“أزمة الجيش الإسرائيلي”
وفي السياق، كشف موقع “واللاه نيوز” العبري أنّ الجيش الإسرائيلي “يعيش أزمة” بعد اقتحامه محمّع الشفاء، إذ يريد التقدّم “لكنّه خائف من مواجهات صعبة”.

وأشار إلى أنّه منذ اقتحام المستشفى “لا يوجد أي تطوّرات دراماتيكية”، وتقول جهات أمنية إنّ العملية العسكرية “تتم ببطء وفي ظروف معقّدة في ظل الخوف من مواجهات مع مسلّحين أو من استفزازات حركة حماس”.

وكان الجيش الإسرائيلي قد احتجز أكثر من 200 فلسطيني في ساحة المستشفى وأجبرهم على خلع ملابسهم، محوّلاً المبنى إلى “ثكنة عسكرية ومركزاً للاعتقال والتنكيل” بعد اقتحام مختلف أقسامه، وفق وسائل إعلام فلسطينية.

وفجر اليوم، أعلن الجيش الإسرائيلي اقتحام مستشفى الشفاء، مطالباً جميع عناصر “حماس” فيه بالاستسلام.

وأكّد مسؤولون فلسطينيون وإسرائيليون اقتحام المستشفى الواقع في المدينة والذي دارت في محيطه منذ أيّام معركة عنيفة تخلّلها تعرّضه لقصف من الجيش الإسرائيلي المتقدم معزّزاً بالدبّابات.

وزعم مسؤول كبير في الجيش، في وقت سابق، أن “القوّات الإسرائيلية عثرت على أسلحة وبنية تحتية خاصة بالإرهابيين خلال المداهمة”، مضيفاً: “لم يحدث أي قتال داخل مجمع المستشفى بعد أن وصل الجنود خلال الليل ولم يقع أي احتكاك مع الطواقم الطبية أو المرضى”.

“سنصل إلى حماس”
من جانبه، أكّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّه “لا يوجد مكان في غزة لن نصل إليه” وذلك بعد اقتحام الجيش مستشفى الشفاء في قطاع غزة.

وأضاف نتنياهو الذي تحدّث خلال زيارته لإحدى القواعد العسكرية في جنوب البلاد “سنصل إلى حماس ونقضي عليها وسنعيد الرهائن”، مؤكّداً أنّهما “مهمّتان رئيسيتان” في الحرب.

وبحسب نتنياهو “لا يوجد مأوى لقتلة حماس”.

سلسلة غارات
في جديد القصف الإسرائيلي، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن “استشهاد 29 مواطناً جراء سلسلة غارات نفّذتها طائرات الاحتلال الحربية على منازل في حي الشيخ رضوان شمال قطاع غزة، ومخيم جباليا شمالاً”.

ويتعرّض حي الشيخ رضوان كسائر الأحياء والمناطق السكنية في مدينة غزة لقصف متواصل، برّاً وبحراً وجوّاً، منذ بدء الحرب.

كذلك، ارتفع عدد الضحايا إثر قصف إسرائيلي لمنزل في خانيونس إلى 6.

وأطلقت رشقات صاروخية ضخمة من قطاع غزة ودوّت صفارات الإنذار في عسقلان ومستوطنات الغلاف.

ودوّت صفارات الإنذار في سديروت وإيفيم ونير عام بغلاف غزة.

من جانبها، ذكرت “يديعوت أحرونوت” أن “الجيش الإسرائيلي فجّر مبنى المجلس التشريعي في غزة بعد السيطرة عليه”.

وفي آخر حصيلة، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس” أمس الثلثاء أن 11,320 شخصاً قتلوا في القصف المتواصل على القطاع المحاصر، وأن من بين القتلى 4,650 طفلاً.

إسقاط طائرة
إلى ذلك، أعلنت “سرايا القدس”- الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”- اسقاط طائرة إسرائيلية مسيرة من نوع “سكاي لارك”، والسيطرة عليها.

كما أفادت بأنها قصفت بقذائف هاون حشوداً للجيش الإسرائيلي في تلة المدفعية شمال قطاع غزة، مؤكدةً “أننا أوقعنا بينهم إصابات مباشرة”.

الاتّصالات ستتوقّف
في السياق، حذّرت شركتا الاتّصالات الرئيسيتان في غزة “بالتل” و”جوال” اليوم من “توقّف كافة خدمات الاتّصالات خلال الساعات القليلة القادمة” في القطاع.

وذكرت الشركتان في بيان مشترك: “نأسف للإعلان عن توقّف كافة المولدات العاملة في المقاسم الرئيسية في قطاع غزة الحبيب بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها حيث أصبحت عناصر الشبكة الأساسية تعتمد على ما تبقى من مصادر تخزين الطاقة (البطاريات)”.

دخول الوقود

إلى ذلك، دخلت شاحنة وقود من مصر إلى القطاع عبر معبر رفح الحدودي، وفق ما أفادت وسائل إعلام قريبة من السلطات في القاهرة، هي الأولى منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” قبل أكثر من شهر.

النهار العربي

مقالات ذات صلة