عواقب خطيرة تنتج عن الإمساك المزمن : هذه هي أبرز الإصابات!

يؤكد الأطباء والمختصون أن الإمساك الحاد يبدأ فجأة وبشكل ملحوظ. ويمكن أن يبدأ الإمساك المزمن تدريجيّا ويستمرّ لعدّة أشهر أو سنوات.

والإمساك هو تبرّز صعب أو غير منتظم يكون فيه البراز قاسيًا، أو هو الشّعور بأنّ المستقيم ليس فارغا بشكل كامل بعد التبرّز (تفريغ غير كامل).

وقالت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي إن الإمساك يكون مزمنا في حال التبرز بمعدل يقل عن 3 مرات أسبوعيا على مدار 12 أسبوعا على الأقل.

وتشمل الأعراض الأخرى للإمساك المزمن البراز الصلب والمتكتل والشعور بانسداد الشرج والشعور بعدم التفريغ التام للبراز والشعور بضغط في الأمعاء وآلام البطن، بالإضافة إلى الغثيان والاضطرار إلى تناول المليّنات.

وأضافت الجمعية أن الإمساك المزمن قد تترتب عليه عواقب خطيرة تتمثل في الإصابة بالبواسير والسلس البرازي والشقوق الشرجية وهبوط الشرج والتهاب الرتوج.

ولمواجهة الإمساك المزمن، ينبغي تناول الأغذية الغنية بالألياف الغذائية بمعدل 30 غراما يوميا، وتتمثل مصادرها الغذائية في الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبقوليات، مع شرب السوائل بكمية كافية بمعدل 1.5 إلى لترين يوميا، بالإضافة إلى المواظبة على ممارسة الرياضة والأنشطة الحركية من أجل تنشيط حركة الأمعاء.

كما ينبغي معالجة أيّ اضطراب كامن يؤدّي إلى حدوث الإمساك. وينبغي إيقاف استعمال الأدوية المسبّبة للإمساك أو استبدالها إن أمكن.

وتعدّ الطريقة الأفضل للوقاية من حدوث الإمساك هي المزج بين ممارسة التمارين الرياضيّة واتباع نظام غذائي غني بالألياف مع تناول كميّة كافية من السوائل.

وإذا لم تفلح هذه التدابير في مواجه الإمساك المزمن، فينبغي حينئذ استشارة الطبيب.

ويوصي الأطبّاء في كثير من الأحيان باستعمال مليّن ودعم النظام الغذائي بالألياف والسوائل بدلًا من انتظار حدوث الإمساك.

وتوجد ثلاثة أساليب لمعالجة الأشخاص الذين يُعانون من الإمساك هي: النّظام الغذائي والسّلوك والحقن الشرجيّة.

ويكون الأطبّاء حذرين عند وصفهم استعمال المُليّنات والحقن الشرجيّة لأنّها قد تسبّب الإسهال أو الجفاف أو المغص أو الاعتياد على استعمالها. ويجب عدم استعمال المليّنات أو الحقن الشرجيّة عند الأشخاص المصابين بألم البطن المفاجئ مجهول السبب أو من اضطرابات معويّة التهابيّة أو انسداد الأمعاء أو نزف في الجهاز الهضمي أو انحشار البراز.

ويحتاج الأشخاص إلى تناول كمية كافية من الألياف ضمن نظامهم الغذائي (من 15 إلى20 غرامًا في اليوم الواحد عادة) لضمان تشكّل كتلة كافية من البراز. وتعد الخضار والفواكه والنخالة مصادر ممتازة للألياف. وقد وجد الكثير من الأشخاص أنّه من المناسب نثر ملعقتين أو 3 ملاعق صغيرة من نخالة ميلر غير المكررة على الحبوب الغنيّة بالألياف أو على الفاكهة وذلك من مرتين إلى ثلاث مرّات في اليوم. وينبغي تناول الألياف مع الكثير من السوائل حتّى تقوم بعملها جيّدا.

ويجب أن يحاول الأشخاص إجراء تغييرات في سلوكهم. فمثلا، يجب أن يحاول الأشخاص التبرّز في نفس التوقيت يوميّا، ويفضّل أن يكون بعد 15 إلى 45 دقيقة من تناول وجبة الإفطار، وذلك لأنّ تناول الطعام ينبّه الحركة في القولون. كما قد يكون استعمال تحاميل الغليسيرين مفيدًا للأشخاص الذين يكون تبرُّزهم منتظمًا وبطيئًا.

وينبغي أن يوضّح الأطباء للأشخاص أهميّة تعديل السّلوك والنظام الغذائي عند معالجة الإمساك. كما يجب أن يوضّح الأطبّاء أنّ التبرّز اليوميّ ليس ضروريّا، وأنّه ينبغي إعطاء فرصة للأمعاء حتى تعمل، وأنّ تكرار استعمال المليّنات والحقن الشرجيّة (أكثر من مرة كل 3 أيام) يفوّت على الأمعاء تلك الفرصة.

ويعتقد الكثير من الأشخاص أنّهم مصابون بالإمساك إذا لم يتبرّزوا يوميّا. إلا أن التبرّز لا يحدث يوميّا بشكل طبيعي عند الجميع، حيث يتراوح عدد مرّات التّبرّز الطبيعي بين مرة واحدة إلى ثلاث مرّات يوميّا إلى مرتين أو ثلاث مرّات أسبوعيّا. ولا يشير عدم انتظام التبرز اليومي بالضرورة إلى وجود مشكلة ما لم يحدث تغيّر كبير مقارنة بالعادات السابقة. وينطبق الشيء نفسه على لون وحجم وتماسك البراز. ويحمّل الكثير من الأشخاص تبعة ظهور الكثير من الأعراض غالبا إلى الإمساك (مثل الشعور بانزعاج في البطن وتعب وغثيان ونقص الشهيّة) والتي تكون ناجمة في الحقيقة عن اضطراباتٍ أخرى (مثل مُتلازمة القولون المُتهيِّج والاكتئاب). وينبغي ألا يتوقع الأشخاص زوال جميع الأعراض عندما يصبح التّبرّز يوميّا، ويجب عدم الإفراط في استعمال التدابير المساعدة على التّبرّز، مثل المُليِّنات والحقن الشرجيّة. إلا أنّ تناول كميّات أكبر من الفواكه والخضار والألياف والحبوب يمكن أن يساعد الأشخاص دون أو يُؤذيهم على تخفيف شدَّة الأعراض.

وتعدّ الأسباب الغذائيّة أحد العوامل الرّئيسيّة لحدوث الإمساك. ويسبّب الجفاف حدوث الإمساك نتيجة محاولة الجسم الاحتفاظ بالماء في الدّم من خلال سحب الماء الفائض من البراز. ويصعب خروج البراز المُحتوي على كمياتٍ أقل من الماء. وتُعدّ الفواكه والخضروات والحبوب وغيرها من الأطعمة المحتوية على الألياف مسهلات طبيعية للجهاز الهضمي. ويمكن أن يُصاب الأشخاص الذين لا يتناولون كميّات كافية من هذه الأطعمة بالإمساك. وقد يؤدي نقص الألياف (الجزء غير القابل للهضم من الطعام) في النظام الغذائي إلى حدوث الإمساك لأنَّ الألياف تساعد على احتفاظ البراز بالماء وتزيد من كتلته، ممَّا يسهّل خروجه.

وتنطوي قائمة الأدوية الأكثر شيوعًا والتي يمكنها إبطاء عمليَّة التّبرّز على مجموعة المسكّنات الأفيونية وأملاح الحديد والأدوية ذات التأثير المضاد للكولين (مثل الكثير من مضادَّات الهيستامين ومضادَّات الاكتئاب). وتشتمل الأدوية الأخرى على هيدروكسيد الألومنيوم (استعماله شائع في مضادّات الحموضة التي لا تحتاج إلى وصفة طبية) وبعض الأدوية الخافضة لضغط الدَّم (خافضات ضغط الدّم) والكثير من المُهدِّئات.

ويشير وجود اضطراب في التّبرّز (عسر التّغوّط) إلى وجود مشكلة في قدرة الأمعاء على دفع البراز من المستقيم أو وجود صعوبة في إرخاء الألياف العضليّة المُحيطة بالمستقيم وبالمَصرَّة الشرجيّة الظّاهرة في أثناء التّبرّز. ويشعر الأشخاص المصابون بعسر التَّغوّط بالحاجة إلى التّبرّز إلّا أنّهم يعجزون عن القيام بذلك. وقد يصعب عليهم إخراج البراز طبيعي القوام. وقد يُعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون المتهيج من اضطراباتٍ في التّبرّز.

ويمكن أن يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة القولون المُتهيّج من رخاوة البراز أو من اضطراب في التغوّط أو إمساك. وإذا كان القولون المُتهيِّج مصحوبًا بالإمساك عادةً، فإنَّه يُسمَّى القولون المتهيِّج مع سيطرة الإمساك.

كما يفقد الأشخاص الذين اعتادوا على استعمال المليّنات أو الحقن الشرجيّة القدرة على التَّبرّز دون استعمالها غالبًا. وقد تؤدي هذه الحلقة المُفرغة من الإمساك إلى استعمال أكثر من مُليّن وبالتالي تفاقم الإمساك.

العرب

مقالات ذات صلة