«السيّد رئيس الحكومة « أم «رئيس حكومة السيّد»

مرحباً. كيف الأحوال والأشغال؟ عسى أموركم «عال العال».

في 25 آب من العام 1753 وفي محاضرة للكاتب جورج – لويس دو بوفون ألقاها في الأكاديمية الفرنسية أطلق جملته الشهيرة «Le style c’est l’homme». بعد قرن تقريباً «حارَ» غوستاف فلوبير ودارَ ليكتشف أن «الأسلوب هو طريقة الكاتب الخاصة في التفكير أو الشعور».

كما في الفن والأدب كذلك في السياسة: الأسلوب هو الرجل.

فأسلوب الرجل المعتدل يتمايز قليلاً عن أسلوب رجل بلا موقف.

وأسلوب الرجل الشجاع لا يمتّ بصلة إلى أسلوب الرجل المتهوّر.

مدوّر الزوايا بدماثته غير الذاهب إلى مشكل بفجاجته.

للمداهن المتملّق أسلوبه. وللمتبصّر المسؤول أسلوبه. لا نقاط مشتركة بين الأسلوبين قطعاً.

والرجل الذكيّ يعتبر المشاهدين أذكياء والمتذاكي يعتقدهم أغبياء.

الأعمى في السياسة يتصرّف بطريقة والمتعامي بطريقة أخرى.

والسياسة إما تكون فن الممكن أو فن الكذب.

الأسلوب الديبلوماسي على طرف نقيض من الأسلوب الصدامي. كما أن الديبلوماسية على طريقة فؤاد بطرس شيء والديبلوماسية على طريقة فوزي صلّوخ شيء آخر.

ومن المهم ألّا يتماهى أسلوب القائم مقام رئاسة الدولة مع أسلوب المرشد الأعلى للدولة.

أسلوبكم، السيّد رئيس الحكومة فريد، بقدر ما هو واضح، بقدر ما تحوطه الشكوك والالتباسات. وكل ذلك لا يسقط نشاطكم الاستثنائي في مرحلة استثنائية.

لنعد شهراً إلى الوراء.

إلى مقابلة سألتكم فيها المذيعة: «شو يعني هيدي القرارات ليست بيدي شخصياً كأنك تقول إن الحكومة اللبنانية لا تمتلك قرار الحرب والسلم؟».

أجبتها بشيء من الغضب: أنتِ الآن في لبنان أو جزر كاراساو. (يقصد جزيرة كاراساو وهي مقصد الباحثين عن الاسترخاء) «لنكن واقعيين أقوم بما لديّ. وهل قرار الحرب بيد الحكومة اللبنانية. أين أنت؟ وين قاعدي؟».

القرار بيد «حزب الله». تلك الجملة كانت على رأس لسان الرئيس ميقاتي لكنه لم يقلها. وبعد أيام وجد الجواب: قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل. هنا يظهر أسلوب الرئيس ميقاتي.

السيّد رئيس الحكومة

نفهم حرصكم على عدم إغضاب «الحزب» القادر على فرط ثلثي الحكومة بثلث دقيقة.

نتفهّم تمسّككم وتمسّك الرئيس بري بالـ1701. أصابعكم كالكمّاشة على القرار.

ونستنتج من الإشادة بالـ»الوطنية العالية» للحزب أن من هم ضد خياراته «وطنيتهم واطية» أو دون المعدّل المطلوب.

السيّد رئيس الحكومة

إن من «افتتح» جبهة كمن يفتتح معرضاً تشكيلياً، وفرَض قواعد اشتباك جديدة مع العدو وتسبّب في هجرة أربعين أو خمسين ألف مواطن، ويعرّض كل يوم، بقواعده الجديدة والمستحدثة، حياة كل اللبنانيين للخطر لا يمكن أن يكون عقلانياً.

ختاماً ربما أخطأت بكتابة العنوان. فكتبت «السيّد رئيس الحكومة « بدل «رئيس حكومة السيّد».

عماد موسى

مقالات ذات صلة