مضايقة بمضايقة في الإعلامَيْن السعودي والقطري : الجزيرة تزعج المملكة!

أزالت قناة الجزيرة الإنجليزية بهدوء حلقة من برنامجها من موقع يوتيوب، استضاف معارضة سعودية قالت إن قيام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتطبيع العلاقات مع إسرائيل وسط حربها على غزة سيكون “انتحارًا سياسيّا” .

وذكرت مضاوي الرشيد، الأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، وهي مواطنة سعودية وناقدة للحكومة، خلال مقابلة في برنامج “UpFront” على قناة الجزيرة الإنجليزية السبت الماضي أنه من غير المحتمل أن يظل ولي العهد على رأس السلطة إذا مضى قدمًا وطبّع العلاقات مع إسرائيل.

ونشرت قناة الجزيرة الإنجليزية الحلقة على الإنترنت وروجت لها على وسائل التواصل الاجتماعي، ووجهت المستخدمين لمشاهدتها على موقع يوتيوب. ومع ذلك فإن رابط يوتيوب لم يعد يعمل؛ تم وضع علامة على الفيديو على أنه “غير متاح” و”خاص”. ولم تعد الحلقة تظهر على صفحة برنامج “UpFront” على موقع الجزيرة الإلكتروني، على الرغم من أنها لا تزال متاحة في شكل بودكاست على موقع القناة وفي موجز البث الصوتي الخاص بالبرنامج.

والجزيرة مملوكة لقطر، وكانت علاقتها متوترة في بعض الأحيان مع جارتها الأكبر، المملكة العربية السعودية. وفي عام 2017 قادت المملكة العربية السعودية مقاطعة إقليمية ضد قطر، مشيرة إلى “احتضان قطر لمختلف الجماعات الإرهابية والطائفية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”. وكان أحد مطالب السعودية في ذلك الوقت هو أن تقوم قطر بإغلاق قناة الجزيرة، وتصالحت دول الخليج في 2021، وقناة الجزيرة مستمرة في الوجود.

وقالت الرشيد لموقع “ذي أنترسبت” “أعتقد أن السعودية اشتكت واضطروا إلى سحب البرنامج”. وتابعت “هذا يحدث دائمًا. قطر غاضبة لأن الإعلام السعودي ينتقدها لاستضافتها قيادات حماس، ثم يدعون شخصا مثلي لإزعاجهم ويعرفون أن لديهم أدوات لإزعاج السعوديين في المقابل”.

وخلال العرض سئلت الرشيد، عما إذا كانت تعتقد أن السعودية ستمضي قدمًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما كان من المتوقع على نطاق واسع أن تفعله قبل هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي على إسرائيل وحرب إسرائيل التي شُنت على غزة انتقاما من حماس.

وكانت الرشيد متشككة في هذا الاحتمال. وقالت “أعتقد، في أعماقه، أن ولي العهد السعودي يريد المضي قدمًا. لكنه لا يستطيع ذلك في الوقت الحالي، وذلك ببساطة بسبب الدمار الذي شاهده كل سعودي على هاتفه في وسائل التواصل الاجتماعي. وستكون خطوة انتحارية بالنسبة له مواصلة أي نوع من التطبيع مع إسرائيل في ظل الظروف الحالية”.

وبعد أن طلب منها المقدم التوضيح أثارت الرشيد احتمال زوال الأمير محمد بن سلمان سياسيا. وقالت “من غير المرجح أن يبقى على قيد الحياة كملك المستقبل للمملكة إذا مضى قدمًا في التطبيع في سياق الحرب هذا”.

وقالت الرشيد لموقع “ذي أنترسبت” إن قناة الجزيرة العربية لم تدْعُها إلى برامجها منذ المصالحة بين قطر والسعودية. وكتبت “منذ فترة طويلة رفضت الظهور على قناة الجزيرة الإنجليزية، لكنني قبلت الأسبوع الماضي بسبب الأزمة التي تشهدها المنطقة”.

وغردت الرشيد عن إزالة الفيديو وتواصلت مع المنفذ أيضًا، وقالت إنها لم تتلق أي رد. وانضم إليها في الحلقة مات دوس، نائب الرئيس التنفيذي لمركز السياسة الدولية ومستشار السياسة الخارجية السابق للسيناتور بيرني ساندرز. وقال دوس إنه أيضًا لا يعرف سبب حذف الحلقة، وإنه لاحظ ذلك.

وقال علي الأحمد، وهو صحافي ومحلل سعودي مقيم في واشنطن، إن الجزيرة لديها تاريخ في تجنب انتقاد المملكة العربية السعودية خلال تغطيتها. واستغرب الأحمد دعوة الرشيد للظهور أصلا، مشيرا إلى أنها “منتقدة معروفة للحكومة السعودية”. وأضاف “حراس البوابة في كل مكان”.

ورغم المصالحة يشهد الإعلام في البلدين كل مرة جولات من المناوشات. وفي الأيام الماضية شن الإعلام السعودي هجوما حادا ضد قطر، حيث عاد ليتهم الدوحة بالإرهاب بسبب علاقاتها مع حماس.

وتواجه الدوحة تدقيقا عالميا في علاقتها بالحركة الفلسطينية. كما شهدت ساحات إكس هجوما واضحا على قطر من قبل عدد من الكتاب المعروفين بقربهم من الجهات الرسمية في السعودية.

العرب

مقالات ذات صلة