أردوغان: أيام سيئة تنتظر نتنياهو

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “أياماً سيئة” بانتظار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيراً إلى أن نحو 70 في المئة من الشعب الإسرائيلي يعارضونه.

ووجه الرئيس التركي كلامه إلى الدول الغربية، خلال رحلة عودته بالطائرة من أوزبكستان، قائلاً: “إن كنتم صادقين بشأن وقف إطلاق النار، فاضغطوا على إسرائيل لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة”، مضيفاً أنه “طالما لم تُحلّ القضية الفلسطينية، فلا يمكن الحديث عن سلام في منطقتنا والعالم، ولا عن منظومة قانون دولي بمعنى الكلمة”.

وأشار إلى أنه ناقش مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إمكانية مرور 500 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً إلى غزة، منوها إلى أن الولايات المتحدة تبنّت نهجاً إيجابياً بشأن المسألة.

وجاء في تصريحات للرئيس التركي: “هدفنا ضمان وقف إطلاق النار في غزة ونقوم بجميع الخطوات اللازمة لذلك”.

ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، تشن إسرائيل عدواناً على غزة، أدى حتى الحين لسقوط أزيد من 11 ألف شهيد وتدمير البنى التحتية وتهجير معظم السكان.

وقال أردوغان إن بلاده تخطط بدقة للخطوات التي ستقوم بها عقب وقف إطلاق النار. وأضاف “نطور معادلات لتأسيس سلام مستدام”.

وفي السياق، قال الرئيس التركي إن حماس لا تسعى للاحتفاظ بالمدنيين كرهائن تحت سيطرتها. وأكد على ضرورة أن تفرج إسرائيل عن الأسرى الفلسطينيين بسرعة وعلى حماس أن تفرج عن الرهائن أيضاً.

قطيعة أوروبية؟
وسعى أردوغان عند اندلاع الحرب في قطاع غزة إثر شنّ حماس هجومها غير المسبوق داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، للعب دور وساطة.

غير أن هذا الطموح تبدد تماماً على ما يبدو إذ أعلن أردوغان أن حماس مجموعة “مجاهدين، مقاتلين من أجل الحرية” وليست منظمة إرهابية كما تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتركيا مرشحة رسمياً للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي لكن المفاوضات التي بدأت عام 2005 مجمدة منذ 2018.

وأشارت المفوضية الأوروبية في تقريرها الأخير حول وضع المفاوضات مع الدول المرشحة الصادر الأربعاء، إلى أن أنقرة تبتعد أكثر وأكثر عن القيم الديموقراطية التي ينادي بها التكتل.

غير أن بروكسل لا تود قطع الجسور تماماً مع هذه الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) والتي تحتل موقعاً إستراتيجياً يشكل صلة وصل بين أوروبا وآسيا.

وأوضح مسؤول أوروبي لوكالة “فرانس برس” هذا الأسبوع طالباً عدم كشف اسمه: “ما يقوله الرئيس (التركي) يثير انزعاجاً هنا في بروكسل حيث نتوقع على الدوام أن نرى تركيا تؤيد مواقفنا على صعيد السياسة الخارجية”.

ورأت المفوضية الأوروبية في تقريرها أن خطاب الرئيس التركي “دعماً لمجموعة حماس الإرهابية بعد هجومها على إسرائيل … يتعارض تماماً مع النهج الأوروبي”.

وأوضح مسؤول أوروبي آخر أنه “عندما بدأت الحرب في غزة، ظن كثيرون منا عندها أن بإمكان تركيا لعب دور وسيط، طرف أساسي لخفض التوتر في المنطقة”.

وتابع: “تشجعنا كثيراً عندما رأينا الدور البناء جداً الذي لعبته تركيا في استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأوسط” بعدما قطعتها روسيا لفترة.

وردت تركيا الأربعاء على تقرير المفوضية الأوروبية معلنة أنها تعتبر انتقادات بروكسل لمواقفها من الحرب في قطاع غزة “بمثابة إشادة”.

غير أن مقرر البرلمان الأوروبي حول تركيا، ناتشو سانشيز أمور، لفت إلى أن الموقف التركي لا يخلو من التناقضات حول هذه المسالة.

وقال: “إن اعتبرتم حماس مجموعة مقاتلين من أجل الحرية، فسيرى آخرون عندها أن هذا التوصيف ينطبق أيضاً على حزب العمال الكردستاني” الذي يخوض نزاعاً مسلحاً ضد الجيش التركي منذ عام 1984 أودى بأكثر من 40 ألف شخص، وتعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.

المدن

مقالات ذات صلة