سكان المستوطنات متخوّفون من “أنفاق الحزب”!

يستمر التوتر في الجنوب اللبناني، فيما يواصل العدو الإسرائيلي استفزازته من خلال استهداف مناطق سكنية، كما حصل اليوم الأربعاء في بلدة حولا. إذ أطلقت مسيرة إسرائيلية ثلاثة صواريخ باتجاه سيارة مدنية، فلم تصبها بينما سقط أحد الصواريخ على منزل من دون أن ينفجر.

حزب الله بدوره نفذ عملية استهدف فيها قوة مشاة اسرائيلية في محيط قاعدة شوميرا، ‏وأوقع فيها إصابات مؤكدة، حسبما أعلن في بيان. كما تم إطلاق صاروخ موجّه باتجاه موقع يفتاح العسكري الإسرائيلي مقابل القطاع الأوسط. كما استهدف الحزب موقع “البياض” مقابل بلدة بليدا. كذلك تم استهداف قوة مشاة في مستوطنة “دوفيف” إذ أعلن الحزب تنفيذ هذه العملية رداً على استهداف العدو الإسرائيلي لسيارة اسعاف قبل أيام وأقر الناطق باسم الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بنتيجة اطلاق صاروخ مضاد للدروع. كذلك استهدف الحزب بصاروخ موجه موقعاً عسكرياً في مستوطنة يفتاح. بينما قصفت المدفعية المعادية تقصف أطراف يارون.

واطلقت مدفعية الجيش الاسرائيلي ثلاث قذائف على أحراج السنديان في المنطقة الواقعة بين بليدة ومزرعة حلتا والسلامية في قضاء حاصبيا. كما حاول الجيش الإسرائيلي إحراق الأحراج في أطراف بلدة حلتا وكفرشوبا، بإطلاق القذائف الضوئية والإنشطارية. كما تعرضت أطراف الناقورة ومنطقة اللبونة لقصف مدفعي اسرائيلي. الى ذلك، سقطت ثلاثة صواريخ في زرعيت وشتولا، فيما سجل قصف مدفعي إسرائيلي طال خراج بلدة رميش.

“كابوس” 7 تشرين شمالاً
من جهتها، أشارت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية في تقرير لها، إلى أن الاسرائيليين غادروا بلداتهم الواقعة عند الحدود اللبنانية، ولجأوا إلى وسط إسرائيل في اليوم الأول للحرب على غزة، ومباشرة بعد تردد الأنباء عن الهجوم المفاجئ والواسع لمقاتلي حركة حماس في “غلاف غزة” في جنوب، ما يدل على “أزمة ثقة شديدة بين الجيش والسكان الذين أؤتمن بالدفاع عنهم”.

ولفتت الصحيفة في تقريرها إلى أن “جولة في الشمال المهجور تكشف عن أن أزمة الثقة بين الجيش الإسرائيلي ومواطني إسرائيل لم تتوقف في الجنوب، والكثير من سكان الشمال قرروا مغادرة بيوتهم والرحيل باتجاه وسط البلاد، بالرغم من عدم تلقيهم تعليمات واضحة بهذا الخصوص”. وأضافت أن “الأزقة الخالية في البلدات، الشوارع الخالية، المتاجر المغلقة والدبابات في شوارع المدن والشوارع المركزية، تدل على شدة استهداف الشعور بالأمن لدى الكثيرين من سكان الشمال”.

وينظر سكان البلدات الحدودية في شمال إسرائيل، حسب الصحيفة، إلى هجوم حماس في جنوب إسرائيل على أنه “تحقيقٌ للكوابيس التي خافوا منها طوال سنين. والخوف من سيناريو مشابه في بيوتهم دفع الكثيرين منهم إلى المغادرة منذ اليوم الأول للحرب”. ولا يعلم السكان في الشمال متى سيعودون إلى بلداتهم وفي أي ظروف. وأشارت الصحيفة إلى أن القلق الأساسي الذي يتحدثون عنه هو توغل مقاتلين من حزب الله إلى بلداتهم من خلال أنفاق. وفيما أعلن الجيش الإسرائيلي، بداية العام 2019، أنه دمر أنفاقا لحزب الله تحت الحدود اللبنانية وأن “التهديد أزيل حالياً”، إلا أن سكان البلدات يعبرون عن تخوفهم من أنه “لم تتم إزالته كلياً”. وتزايد هذا التخوف في أعقاب هجوم 7 تشرين الاول الفائت.

ونقلت الصحيفة عن أحد السكان قوله إنه متأكد من وجود أنفاق حفرها حزب الله وتمتد إلى بلدات إسرائيلية. وأضاف أنه “لا أعتقد أنهم في الجيش يكذبون علينا، وإنما ببساطة هم لا يعرفون كل شيء. وتخوفنا هو أن أحداً ما في الجيش الإسرائيلي لم يدرك أنهم لا يعرفون كل شيء”. والتخوف من تسلل مقاتلين من لبنان يؤثر على امتناع سكان البلدات الشمالية عن العودة إليها. وقال المواطن نفسه إن “الواقع تغير بالنسبة لنا في 7 تشرين الاول وفي بداية الحرب، عندما كان هناك اشتباه بتسلل مسلحين، لم نخف من مواجهتهم أو أن تصيبنا رصاصة. وجميع الذين شاركوا في دوريات الفرق المتأهبة أدرك أنهم إذا تجاوزونا فإنهم سيصلون إلى أولادنا”. وأضاف أن “من يريد إعادة توطين الشمال والجنوب ينبغي أن يدرك أن التوقع هو القضاء على التهديد الموجود أمام بيت كل واحد منا. وهذا يعني حرب حتى النهاية. وأي حل آخر لا يهم السكان الذين يشاهدون حزب الله من الشرفة”.

المدن

مقالات ذات صلة