باسيل يستمرّ في حراكه على خطوط عدّة… ما الهدف؟

شغل رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، بعض الأوساط السياسية، ولعل حراكه في الوقت الضائع كان له وقعه من خلال الجولة الذي قام بها على عدد من القيادات السياسية، ساعياً الى تفعيل حضوره بغض النظر عما أنتجته وإلى أين ستصل. والسؤال المطروح: هل سيستكمل باسيل جولاته وحراكه؟ وأين المبادرة؛ هل هي كسائر المبادرات التي تلاشت وباتت في عداد المفقودين نظراً لتعدادها وكثرتها؟

لا شك في أن باسيل له باع في المناورات السياسية، ومن هنا، جاءت حركته ولكن عوداً على بدء ماذا في آخر تفاصيلها وهل هناك من مواكبة ومتابعة في الأيام المقبلة؟ لا بد من الإشارة إلى أن زيارة باسيل للبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد عودته،كانت تهدف الى التأكيد أن رئيس التيار البرتقالي وإن اختلف مع سيد بكركي في بعض الملفات السياسية، لكنه لم يقاطع الصرح وسرعان ما يصله قبل الآخرين وخصوصاً في المحطات المفصلية، ومن هنا جاءت زيارته بعد الغيبة الطويلة لسيد بكركي.

في السياق، تؤكد أوساط سياسية مقربة من باسيل أن جولاته ستُستكمل والمبادرة لم تنته وهي قائمة وموضع متابعة، وثمة أكثر من خط على طريق المواكبة، إن من خلال نواب التيار الوطني الحر أو نواب تكتل لبنان القوي. وثمة تشاور ومتابعة مع سائر القيادات والزعامات والمرجعيات التي التقاها باسيل ولا سيما مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق #وليد جنبلاط و”حزب الله”، فالتشاور معهم لم ينقطع من أجل الاستمرار فى تحصين الجبهة الداخلية لمواجهة تداعيات حرب غزة على لبنان، وهذه من صلب مبادرته إضافة إلى انتخاب رئيس للجمهورية، وتمتين الساحة اللبنانية على كافة المستويات في هذه المرحلة المفصلية التي يجتازها لبنان والمنطقة.

أما لماذا لم يلتق بحزب القوات اللبنانية والكتائب والأحرار؟ ترد المصادر بأنهم رفضوا الزيارة التي كان سيقوم بها باسيل لهذه القوى، لكن ثمة متابعة من اللجنة النيابية المنبثقة من لقاء الصيفي الذي وُلد على خلفية التقاطع النيابي من كتل متعددة حول ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، وتبنّيه كمرشح رئاسي لهذا التقاطع، وبمعنى أوضح قام بواجباته ولم يستثن أي جهة أو طرف من هذا الفريق وذاك، خصوصاً في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها، وننتظر أن يحدد نواب لجنة الصيفي موعداً لنائبي التيار المكلفين بالتواصل معهم، ندى البستاني وغسان عطا الله والنائب السابق إدي المعلوف.

وتردف الأوساط مشيرةً إلى أن “مبادرة باسيل باتت واضحة ومؤلفة من خمس نقاط أساسية بإمكانها جمع اللبنانيين ربطاً بحرب غزة إلى جانب “المقاومة” لمواجهة العدو الإسرائيلي وإدانة إبادة الفلسطينيين بمعزل عن النظر من حماس كتنظيم إسلامي إصولي، لكن ما يهمنا هو القضية الفلسطينية ووقف المذابح و إدانة العدو في ما يرتكبه من مجازر، إضافة إلى مسائل أخرى من ضمن النقاط الخمس، وهي ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية وإعادة تكوين السلطة وانتخاب الرئيس هو بند أساسي ومسألة حيوية من خلال عملية انتظام المؤسسات وتكوين السلطة”. وتلفت إلى أن التيار الوطني الحر مستمر في موقفه ضمن نواب التقاطع، والتوافق على الوزير السابق جهاد أزعور، فإما أن يكون هناك جلسة يدعو إليها رئيس المجلس النيابي والتوافق على اسم من الجميع، وعندها ننزل إلى مجلس النواب وننتخبه، أما إن لم يحصل هذا الأمر فحينها ملتزمون مع نواب التقاطع، والتصويت لأزعور.

وفي موضوع النازحين تقول الأوساط: كان التيار أول من حذر من هذه المسألة بعيداً عن أي عنصرية أو طائفية كما ادعى البعض، نظراً لعدم قدرة لبنان على استيعابهم، والأكثرية اليوم تؤكد ضرورة إيجاد مخرج لهذه الأزمة المستفحلة في ظل ظروف صعبة وقاسية يمر بها اللبنانيون، مايستدعي أن يأخذ الموضوع من خلال إجماع وطني بعيداً عن أي تصفيات حسابات سياسية وأحقاد وعنصرية.

وعن زيارة رئيس التيار للبطريرك الراعي، تصف المصادر اللقاء بالإيجابي ولا سيما أن التشاور مستمر مع البطريرك، وبعد عودته من أي زيارة يلتقيه رئيس التيار حيث كان بحث لمجمل الأوضاع التي يمر بها البلد، ولا سيما أن يكون هناك موقف مسيحي يدين حرب الإبادة على الفلسطينيين في غزة، وهذا ما عناه البطريرك الراعي.

أما عن الخلاف للتمديد لقائد الجيش، فتخلص المصادر إلى أن البطريرك خائف من الفراغ فثمة حلول ضمن الدستور، وآلية تراتبية في المجلس العسكري تمنع الفراغ في قيادة الجيش.

وجدي العريضي- النهار

مقالات ذات صلة