هذا ما أبلغه المتمولون الشيعة… للثنائي الشيعي!

انتظر اللبنانيون اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الفائت، ليعرفوا اذا كان اتجاه بلدهم سيكون نحو الحرب او استمرار السلم “ولو بحده الادنى” اي بقاء العمليات العسكرية محصورة بالحدود الجنوبية فقط، لكن اطلالة الامين العام لم تحمل الجواب الشافي، اذ ترك كل الاحتمالات مفتوحة، حيث قال: بـ«شفافية وصدق ووضوح وغموض بناء» أن «كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة. وكل الخيارات مطروحة وممكن أن نذهب إليها في أي وقت من الأوقات ويجب أن نكون جميعا مهيئين لكل الاحتمالات والفرضيات المقبلة».

ولكن حملت الساعات الاخيرة تصعيدا غير مسبوق، لا سيما بعدما اقدمت إسرائيل على استهداف مدنيين لبنانيين على دفعتين، الأولى عبر استهداف سيارة اسعاف لكشافة الرسالة وجرح أربعة مسعفين، والثانية عبر استهداف سيارة مدنية مما أدى الى استشهاد أربعة من افرادها ثلاث فتيات مع جدتهن.

هذا الاعتداء ادى مجددا الى ارتفاع منسوب القلق، حيث جاء تعليق حزب الله على لسان عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الذي اعتبر أن “هذه الجريمة تطوّر خطير في العدوان الاسرائيلي على لبنان، والعدو سيدفع ثمن جرائمه ضد المدنيين”. كما أطلق الحزب عدة صواريخ «غراد» على كريات شمونة في شمال إسرائيل، رداً على الضربة.

في هذا الوقت، دخل اللبنانيون في مرحلة جديدة من الغموض: “الحرب او اللاحرب”، في انتظار ما سيدلو به مجددا السيد حسن ‎نصر الله الذي يطل السبت المقبل في 11 الجاري عند الثالثة بعد الظهر بمناسبة يوم شهيد ‎حزب الله.

على الرغم من ارتفاع منسوبي القلق والتصعيد، ترى مصادر سياسية شيعية جنوبية ان الحرب ما زالت ضمن قواعد الاشتباك المحددة التي تعني بقاء العمليات محصورة في حدود الفعل وردّ الفعل بالحجم نفسه، واشارت الى انه بعيدا من الاعتبارات الخارجية التي قد تقلب المعادلة رأسا على عقب في اي لحظة، الا انه على المستوى الداخلي هناك عدة اعتبارات يأخذها الثنائي الشيعي في الاعتبار.

واوضحت المصادر ان رئيس المجلس نبيه بري يقدم الحلول الديبلوماسية على ما سواها، وهو يدعم ما يقوم به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لتجنيب لبنان ما لا يحمد عقباه لا سيما اذ حصلت غارات مدمرة على غرار ما حصل في العام 2006.

وعن الاعتبارات التي يتوقف عندها الثنائي، تحدد المصادر الآتي:

– كما معظم اللبنانيين، لا قدرة مالية لابناء الجنوب -لا سيما الشيعة- لتحمل تداعيات اي حرب، خاصة وان معظم الاشغال متوقفة منذ نحو شهر اي مع بدء عملية الطوفان الاقصى، هذا الى جانب تداعيات الازمة الاقتصادية التي بدأت فعليا في العام 2009.

– الخشية من ترك المنازل فـ”يصادرها” النازحون السوريون، وهؤلاء من الطائفة السّنية، بالتالي التهجير لن يكون “نزهة”.

– المتمولون الشيعة المحتجزة اموالهم في المصارف اللبنانية، وجهوا رسائل الى من يعنيهم الامر، بانهم ليسوا على استعداد لتقبل تهديم قصورهم وممتلكاتهم، وبالتالي ليسوا على استعداد للقيام باي نوع من الاستثمارات او تقديم المساعدة.

وانطلاقا من هذه الاعتبارات، تلفت المصادر الى انه ما لم يكن هناك “قرار خارجي كبير” بأشعال جبهة الجنوب، فان قرار الحرب لن يأتي من الداخل، بل سيبقى الهدف كما قال نصر الله تخفيف الضغط على غزة “عبر إرغام الجيش الإسرائيلي على نقل قسم كبير من قواته البرية والجوية والبحرية إلى الجبهة الشمالية”…

اخبار اليوم

مقالات ذات صلة