نصرالله خطاب اللاجديد وأقل من المتوقع!

توعّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إسرائيل بالرد الموجع في حال قررت توسيع رقعة عدوانها على جنوب لبنان، إلى باقي المناطق اللبنانية، مؤكداً أن حركة “حماس” أخفت عملية “طوفان الأقصى” عن الأطراف التابعة لمحورها، وهو ما أدى إلى نجاحها الكبير.

وخلال احتفال تكريمي للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، سواء من عناصره أو كل الضحايا الذين استشهدوا نتيجة العدوان الإسرائيلي منذ السابع عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول الماضي، قال نصرالله: “الاوضاع في فلسطين خلال السنوات الأخيرة كانت قاسية جدا خصوصا من هذه الحكومة الإسرائيلية الحمقاء والمتوحشة. آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية البعض يعاني خطر الموت وليس هناك من يحرّك ساكناً، أما بما خص ملف القدس والمسجد الاقصى وما تعرض له في الاشهر الماضية والاسابيع التي سبقت عملية طوفان الاقصى لم يكن له سابقة منذ احتلال القدس، وايضا الحصار على غزة فالفلسطينيين يعيشون بظروف صعبة، وأخيرا المخاطر التي بدأت تتهدد مع المشاريع الاستيطانية وهدم البيوت هذه ملفات كلها كانت ضاغطة وبقوة على الفلسطينيين وحركات المقاومة في فلسطين ولا أحد يتحرّك بل كانت قضية فلسطين وما يجري بداخلها منسية في آخر اهتمامات العالم وفي المقابل كانت سياسية العدو تزداد ظلما وقهرا واذلالا”.

وأشار إلى أنه “من هنا اتت عملية طوفان الاقصى التي قام بها مجاهدو كتائب عز الدي القسام وشاركهم بها الفصائل المقاومة الأخرى، هذه العملية العظيمة كان قرارها فلسطينيا وتنفيذها فلسطينية وأخفاها أصحابها عن الجميع وهذا ضمن سريتها المطلقة وهذه السرية هي التي ضمنت نجاح العملية الباهرة من خلال عامل المفاجئة خلافا لما يقوله البعض عن ان هذه السرية أزعجت المقاومة، بل على العكس هذا الاداء ثبت الهوية الحقيقية للمعركة والاهداف وقطع الطريق على الأعداء والمنافقين، معركة طوفان الأقصى تثبت ان هذه المعركة فلسطينية بالكامل من أجل فلسطين وملفات فلسطين وشعب فلسطين ولا علاقة لها بأي ملف إقليمي ودولي، وتؤكد ما كنا نقوله سابقا بأن القرار لدى حركات المقاومة هو لدى قيادات حركات المقاومة وهؤلاء يخدمون قضيتهم وأهدافهم”.

واعتبر أن “ما حصل ميدانيا كان عملا بطوليا شجاعا، أدى إلى حدوث زلزال أمني وعسكري ومعنوي لدى اسرائيل وستترك أثارها على حاضر هذا الكيان ومستقبل هذا الكيان ومهما فعلت حكومة العدو هي لن تستطيع ان تغير من نتائج وتداعيات وآثار طوفان الاقصى الاستراتيجية على هذا الكيان، سارعت الادارة الاميركية لتمسك بهذا الكيان الي يهتز ليستعيد بعض أنفاسه ويقف على قدميه من جديد ويستعيد زمام المبادرة وهذا كشف وهن وضعف هذا الكيان. حكومة العدو من اليوم الأول احتاجت ان تأتي الاساطيل الاميركية إلى البحر المتوسط، فأين اسرائيل التي كانت تتفاخر بأنها أقوى جيش في المنطقة؟ اسرائيل من الايام الأول طلبت أسلحة جديدة من أميركا وأموالا، هل هذه الدولة قوية وتملك قدرة الوقوف على قدميها؟”.

ورأى أنّ “التضحيات القائمة اليوم في غزة وعلى كل الجبهات تضحيات مستحقة لأنها أسست لمرحلة جديدة من الصراع مع العدو وأسست لمرحلة جديدة لمصير الشعب الفلسطيني ولم يكان هناك خيار آخر، الخيار الآخر هو السكوت والصمت والانتظار، انتظار ذهاب الاقصى وموت الاسرى والمزيد من الحصار لذلك هذا الخيار كان مطلوبا”، متحدثاً عن أنه “من الساعات الأولى للعملية كان هذا العدو ضائعا وشاردا وبحالة غضب مع جنون لذلك عندما ذهبوا لاستعادة المستعمرات من أيدي المقاومين هم الذي ارتكبوا المجازر بحق المستوطنين الاسرائيليين وبدأت التحقيقات داخل الكيان الاسرائيلي حول هذا الامر وسيكتشف العالم ان المدنيون قتلوا بقذائف وصواريخ الجيش الاسرائيلي الذي كا يتصرف بغضب”.

وأردف: “يبدو ان حكومات العدو لا تستفيد من تجاربها على الاطلاق، وخصوصا من تجاربهم وحروبهم مع حركات المقاومة، فما يجري اليوم جرى سابقا في تموز 2006 وفي حروب متكررة مع حماس، ومن أهم هذه الاخطاء هي طرح أهداف عالية لا يمكنهم ان يصلوا اليها مثل الحديث عن القضاء على حماس، هناك ارتباك وخوف وضعب وما يتقنه هو ارتكاب المجازر والهدف هو ان يمس بارادة قيادة المقاومة لتستلم وتخضع”.

وشدّد على أن “أميركا هي المسؤولة الأول عن العدوان على غزة واسرائيل مجرد أداة وأميركا هي المسؤولة الاولى عن كل المجازر في القرن الحاضر والماضي ويجب ان تحاسب على مجازرها وفي هذا السياق يأتي قرار المقاومة الاسلامية في العراق بمهاجمة القواعد العسكرية الاميركية في العراق وسوريا باعتبار ان الاميركي هو الذي يدير الحرب في غزة وهو الذي يجب ان يدفع الثمن، ونحن هنا نوجه التحية لهؤلاء المقاومين الذي ينصرون اخوانهم ويدخلون إلى المعركة بحق”.

واعتبر أن “واجب كل حر وشريف في هذا العالم أن يبين هذه الحقائق بمعركة الرأي العام، العالم كله يرى آلاف الاطفال والنساء يقتلون، هذه هي معركة الحق والباطل معركة الانسانية مقابل الهمجية التي تمثلها أميركا وبريطانيا واسرائيل، من يسكت يجب ان يعيد النظر في انسانيته ان كان انسانا وبشرفه ان كان شريفا وهناك يجب ان يتحمل الكل مسؤوليتهم، ما يحري في غزة ليس حربا كبقية الحروب السابقة، هي معركة فاصلة حاسمة تاريخية ما بعدها ليس كما قبلها وهذا يفرض على الجميع تحمل المسؤولية، وهنا يجب ان نضع الاهداف القريبة التي يجب ان نعمل لها وأولها وقف العدوان على قطاع غزة والهدف الثاني ان تنتصر المقاومة الفلسطينية في غزة وان تنتصر حماس تحديدا في غزة، هذه الاهداف يجب العمل من أجلها”.

واستطرد قائلا: “الهدف الثاني هو من مصلحة الجميع، انتصار غزة هو مصلحة وطنية سورية اردنية وعراقية ومصلحة وطنية لبنانية، المسؤولية هذ مسؤولية الجميع في هذا العالم مسؤولية كل حر وشريف، الدول العربية والاسلامية يجب ان تعمل كل جهدها لفرض وقف العدوان على غزة بالحد الأدنى، لا يكفي التنديد وبيانات والاستنكار والشجب، أنا لا أريد اذهب للغة التهوين إنما يجب ان لا نيأس من المناشدة والمطالبة عسى في لحظة من لحظات ان يستقيظ ضمير هنا وشرف هناك”.

وزاد: “المقاومة الاسلامية في العراق بدأت تتحمل مسؤوليتها والاخوة في اليمن بالرغم من كل التهديدات الاميركية قاموا بعدة مبادرات حتى الآن وستصل مسيراتهم إلى إيلات وجنوب فلسطين والقواعد العسكرية أما في جبهتنا فنحن دخلنا المعركة منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) منذ اليوم الثاني من انطلاق طوفان الاقصى، وانتقلنا سريعا من مرحلة إلى مرحلة وامتدت إلى كامل الحدود مع فلسطين المحتلة، ما يجري على جبهتنا مهم جدا ومؤثر جدا قد يبدو للبعض الذي يتوقع ويطالب ان يدخل حزب الله في حرب شاملة على العدو، قد يبدو ما جري على الحدود متواضعا، إنما لن يتم الاكتفاء به على كل حال، ما يجري غير مسبوف في تاريخ الكيان الاسرائيلي، نحن نخوض معركة حقيقية لا يشعر بها إلا من هو موجود بالفعل في المنطقة الحدودية، هي معركة مختلفة عن كل المعارك التي خاضتها المقاومة في لبنان، من حيث ظروفها واستهدافاتها واجراءاتها لذلك تقدم فيها هذه الكوكبة الكبيرة من الشجعان، فما يجري على جبهتنا اللبنانية لم يحصل حتى في حرب تموز (يوليو)”.

واسترسل: “الجبهة اللبنانية خففت من القوات التي كانت ستسخّر للهجوم على غزة وجذبتهم نحوها، البعض يقول اننا نغامر، نعم لكنها مغامرة ضمن حسابات دقيقية، المقاومة أحضرت ثلث الجيش الاسرائيلي على الحدود وهؤلاء كان يمكن ان يذهبوا إلى غزة ونصف القدرات البحرية الاسرائيلية موجودة مقابل حدودنا وما يقارب نصف الدفاع الصاروخي موجه باتجاه جبهة لبنان، وقريب الثلث من القوات اللوجستية موجهة تجاه لبنان، هذه ارقام صحيحة. نزوح عشرات الآلاف من سكان المستعمرات وإخلاء آلاف آخرين، في الشمال هناك 43 مستعمرة تم اخلاؤها، وفي الجنوب 58 مستعمرة تم اخلاؤها وهؤلاء يشكلون ضغطا على الحكومة الاسرائيلية، وهذه العمليات على الحدود ومزارع شبعا أوجدت حالة من القلق لدى قيادة العدو السياسية والعسكرية، القلق من امكانية ان تذهب هذه الجبهة إلى حرب شاملة وهذا احتمال واقعي ويمكن ان يحصل وعلى العدو ان يحسب له كل حساب، وعملياتت المقاومة في الجتوب تقول لهذا العدو الذي قد يفكر يالاعتداء على لبنان أو بالقيام بأي عملية استباقية تجاه لبنان بأنك سترتكب أكبر حماقة”.

وأكمل: “ليعرف العالم رغم التهديدات الني وصلتنا بأن الطيران الاميركي سيقصفنا إن فتحنا الجبهة اللبنانية، هذا التهديد لم يكن ليغير من موقفنا شيئا على الاطلاق لذلك بدأنا العمل في هذه الجبهة، وتطور هذه الجبهة مرهون بأمرين الامر الاول مسار وتطور الاحداث في غزة لذلك تتطور الجبهة وتتحرك على ضوء الاحداث هناك والامر الثاني هو سلوك العدو الصهيوني تجاه لبنان وهنا مجددا أحذره من التمادي، مسار سلوك العدو تجاه لبنان يتحكم بجبهتنا وأقول بكل صدق وشفافية : “إن كل الاحتمالات في جبهتنا اللبنانية مفتوحة وكل الخيارات مطروحة وممكن ان نذهب إليها في أي وقت من الاوقات ويجب ان نكون مهيئين وجاهزين ومحضرين للفرضيات المقبلة”.

وتوجّه نصرالله إلى الأميركيين ختاماً بالقول: “التهديد والتهويل علينا لا يجدي نفعا لا على حركات المقاومة ولا على دول المقاومة، أساطيلكم لا تخيفنا ولم تخفنا بأي يوم من الايام، أيها الأميركيون تذكروا هزائمكم في لبنان والعراق وخروجكم المذل من أفغانستان، إن الذين هزموكم في لبنان ما زالوا على قيد الحياة ومعهم اليوم أولادهم وأحفادهم أيضا”.

يُشار إلى أن العديد من المطلعين والمحللين، وبعيد انتهاء إطلالة نصرالله التي بدأت تحت وابل من الرصاص، غطى سماء بيروت، وصفوا خطابه بأقل من المتوقع، معتبرينه مجرد إطلالة تنفيس ليس أكثر.

مقالات ذات صلة