ظهور خاطف للسيّد.. تمهيداً لإطلالته المنتظرة يوم الجمعة
التوتر مستمر في الجنوب منذ صباح الأحد. إذ واصل جيش الإحتلال الإسرائيلي عمليات التمشيط، وعمليات اطلاق قذائف وقنابل حارقة يتعمد من خلالها إحداث حرائق في الأحراج والوديان، في محاولة منه لكشف تحركات عناصر حزب الله. فيما واصل الحزب أيضاً استهداف المواقع العسكرية الإسرائيلية.
وقصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأحد، بالقذائف الحارقة، الأحراج المحيطة ببلدتي الناقورة، وعلما الشعب. ومن جهته، أعلن الناطق العسكري الإسرائيلي دانيال هغاري، في مؤتمر صحافي أنه “قصفنا مواقع لحزب الله على الجبهة الشمالية وكل من يقترب من حدودنا سنقتله”.
المدفعية الثقيلة
وأكد حزب الله في بيان أن “مجاهدي المقاومة الإسلامية استهدفوا عند الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد الواقع في 29-10-2023 موقع مسكاف عام بالأسلحة المناسبة ودمروا قسما من تجهيزاته الفنية والتقنية وموقع السماقة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة، وأوقعوا فيه إصابات مباشرة”. كما استهدف الحزب قوة مشاة إسرائيلية في موقع المالكية ومحيطه، بالأسلحة المناسبة وأوقعوا فيها اصابات مؤكدة”. كذلك اطلق حزب الله ثلاثة صواريخ باتجاه مدينة صفد في الجليل الأعلى، وهي المرة الأولى التي يستهدف فيها هذه المنطقة التي تقع على عمق 20 كلم من الحدود اللبنانية. وربما هي عملية ردّ على استهداف الإسرائيليين لمواقع للحزب في جبل صافي يوم أمس السبت.
وعمل الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عمليات قصف بالمدفعية الثقيلة والقذائف الفوسفورية الحارقة في المناطق المحررة القريبة من مزارع شبعا، واستهدف القصف أطراف شانوح حلتا بسطرا كفرحمام وكفرشوبا، وقد تسببت باندلاع حرائق في الاحراج والزيتون من دون أن يتم الابلاغ عن إصابات. واستهدفت ثلاث غارات منطقة العرقوب كما تعرضت أطراف بلدات الضهيرة، يارين والبستان لقصف مدفي مركز من مواقع الاحتلال الاسرائيلي عند الحدود.
ويتزامن ذلك مع تحليق متواصل للطيران المروحي في سماء المنطقة وصولاً حتى البقاع الغربي وإقليم التفاح. كما استهدفت مسيرة اسرائيلية منزلاً خالياً في عيتا الشعب من دون وقوع اصابات. وكان جيش العدو قد قصف مساء أمس بالقذائف الحارقة الأحراج المتاخمة للخط الأزرق بغية إشعال النيران فيها، ملقيا القنابل المضيئة في سماء القطاعين الغربي والأوسط، وسط تحليق لطيران الاستطلاع في سماء المنطقة.
جريح من “اليونيفيل”
كل هذه التطورات علّق عليها الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي مؤكداً أن “قذيفتي هاون سقطتا يوم السبت عند حوالى الساعة العاشرة مساءً على قاعدة لليونيفيل بالقرب من بلدة حولا، مما أدى إلى إصابة أحد جنود حفظ السلام الذي تم إجلاؤه على الفور لتلقي العلاج”. وأضاف: “أصيب جندي حفظ السلام بجروح طفيفة، وتم نقله على الفور إلى المستشفى في المقرّ العام لليونيفيل في الناقورة، وحالته مستقرة حالياً”. وتابع تيننتي: “بالأمس، تعرّضت مراكز اليونيفيل للقصف مرتين: في فترة ما بعد الظهر بقذيفة أصابت مقرّنا العام في الناقورة، ومساء أمس في محيط حولا، مما أدى إلى إصابة أحد جنود حفظ السلام”.
وأردف الناطق الرسمي باسم اليونيفيل: “تعرب اليونيفيل عن قلقها البالغ إزاء هذين الهجومين على جنودنا الذين يعملون بلا كلل على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لاستعادة الاستقرار في جنوب لبنان وتهدئة هذا الوضع الخطير”. وختم تيننتي: “إننا نحثّ بقوة جميع الأطراف المشاركة في النزاع على وقف إطلاق النار فوراَ. إن مهاجمة حفظة السلام التابعين للأمم المتحدة جريمة وانتهاك للقانون الدولي ويجب إدانتها. وقد بدأت التحقيقات في كلا الحادثين”.
فيديو نصرالله
وفي خضم هذه التطورات، تم نشر فيديو لأمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله، لثوان قليلة. إذ بدا وهو يعبر أمام علم للحزب. وقد تم إعطاء الفيديو تفسيرات كثيرة بعضها ما يتصل بأنه يستعد لاتخاذ قرار معين يتصل بالحرب، وبعضها الآخر يعتبر أن الفيديو هو جزء من الحرب النفسية، وأن نصرالله حاضر ويواكب، ويقول إنه ليس غائباً ويسعى إلى رفع معنويات الجمهور والمقاتلين.
وعلى ما يبدو أن نشر الفيديو جاء في سياق تحضير نصر الله للإطلالة بخطاب، اذ أعلن حزب الله عن كلمة لنصر الله بحفل تكريم للشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس، وذلك يوم الجمعة المقبل في 3 تشرين الثاني عند الثالثة بعد الظهر.
وأصدر الحزب بيانًا جاء فيه: “اعتزازا وافتخارا بالشهداء الذين ارتقوا على طريق القدس دفاعا عن غزة والشعب الفلسطيني والمقدسات. ندعوكم لحضور الاحتفال التكريمي والذي يتحدث فيه سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الزمان: الجمعة 3 تشرين الثاني 2023، الساعة الثالثة بعد الظهر، وذلك في الأماكن التالية: باحة عاشوراء- الضاحية الجنوبية، حسينية مدينة النبطية، حسينية دير قانون النهر، حسينية مقام السيدة خولة في بعلبك”.
المدن