طائفية التأجير… “شخصية”: شيعة… لا

ربما لا يستغرب البعض الطائفية المنتشرة بين اللبنانيين، فهي لا تزال مدفونة في بعض النفوس، ويتبلور ذلك في بعض الأحيان، خصوصاً خلال الأيام الماضية، مع نزوح الآلاف من بعض القرى الجنوبية، خوفاً من عدوان اسرائيلي يطال أراضيهم ومناطقهم. انطلاقاً من ذلك، يرفض البعض تأجير من نزحوا من الجنوب اللبناني لأسباب طائفية ومذهبية.

وعلى الرغم من ذلك، كان موقف ابنة الرئيس السابق بشير الجميل، يمنى الجميل، وطنياً وبعيداً عن الطائفية، اذ قالت في تغريدة لها على منصة “اكس”: “لسنا مع إقحام لبنان في حرب لا دخل له فيها… لسنا مع وحدة الساحات واحتكار قرار الحرب والسلم… ولكن، إذا فرضت الحرب علينا، سوف نقف الى جانب كل لبناني مهما كانت طائفته أو رأيه أو انتماؤه. لا لون لوطنيتنا ولا حدود بين قرانا ومدننا على الـ ١٠٤٥٢ كم٢”.

هذا الكلام الذي لاقى استحساناً وتقبلاً من مختلف الأطراف اللبنانية على تنوع مذاهبهم وطوائفهم، وأثار الجدل أيضاً لأنه صدر عن ابنة بشير الجميل، الزعيم المسيحي اليميني، والذي كانت مواقفه ولا تزال واضحة، يمثل الوطنية البعيدة عن الطائفية والتطرف والتعصب والعنصرية. الا أن البعض لم يقتنع بهذا الكلام.

شيعة… لا
تشير احدى الجنوبيات النازحات لموقع “لبنان الكبير” الى أنها اضطهدت بسبب الحجاب حتى قبل أن تقول ما تريد، وعندما أوضحت لصاحب المسكن أنها تريد استئجار المنزل، رفض قائلاً:” الموضوع صعب كثير”. وتوضح أنها عرضت عليه الدفع لأشهر سلفًا وكاش ورفض. وقال لها: “لا علاقة للدفع، عفواً يعني شيعية ومحجبة ما بقدر غطيكي إذا صار عليكي شي”.

وتروي أخرى ما حصل معها، فبعد الاتفاق على كل شيئ، ودفع ايجار سنة سلفاً، توقفت العملية، عند الوصول الى تصوير اخراج القيد، لأنها وأفراد أسرتها ينتمون الى الطائفة الشيعية.

قصص أخرى رواها لنا بعض الأشخاص، ويؤكد “م. ط” وهو مواطن جنوبي نزح من قريته المتاخمة للحدود، أن كل هدفه هو تأمين مسكن بعيد عن مسرح الأحداث في حال حصول حرب، ليس لأجله، بل لأبنائه، فلا يريد منهم أن يخافوا أو يرتعبوا من أصوات القذائف والصواريخ، وقد استأجر منزلاً، ولكن بعد أن تعرض للاستجواب، والكثير والكثير من الأسئلة التي تحمل طابعاً طائفياً.

تصرفات فردية
فوجئت مصادر ناشطة ومطلعة على عمل البلديات في بعض المناطق في جبل لبنان ذات الطابع المسيحي بالقصص التي رواها موقع “لبنان الكبير” في ما يتعلق بعدم تأجير أشخاص من الطائفة الشيعية. وتنفي وجود قرار متخذ بعدم تأجير نازحين جنوبيين وخصوصاً من الطائفة الشيعية، معتبرة أنه مجرد كلام، وعند توافر “الكاش” الكل سيؤجر.

وعن الحالات التي ذكرناها، تؤكد المصادر أن “من الممكن أن تحصل، لكنها على صعيد خاص وشخصي، اما على الصعيد البلدي فليست هناك قرارات كهذه أصلاً، ولا أحد اتخذ قرارات مشابهة الا بلدية الحدث، وهو أمر ليس بجديد”.

وتقول: “ليست هناك مناطق محصورة فقط بقوات أو كتائب أو تيار وطني حر، جميع المناطق مختلطة، ففي المبنى نفسه نجد الكتائبي والقواتي والعوني”. وتشدد على أن لا كلام عن ذلك حتى في الأوساط السياسية المقربة من جميع الأحزاب المسيحية، فما يحصل عمل خاص أو فردي، معتبرة أن من يتصرف بهذه الطريقة “عايشها زيادة عن اللزوم”.

حسين زياد منصور- لبنان الكبير

مقالات ذات صلة