هل تسبب اللحوم الحمراء داء السكري من النوع الثاني؟
وفقاً لدراسة جديدة، إن تناول وجبتين فقط من اللحوم الحمراء في الأسبوع قد تزيد من خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. وبحسب البحث الذي أجراه باحثون من “كلية هارفرد تي أتش تشان للصحة العامة” ونشرت في “المجلة الأميركية للتغذية السريرية”، فإن الخطر يزداد مع زيادة الكميات المستهلكة.
وقال واضعو الدراسة شياو غو في بيان حول الدراسة الجديدة، إن “النتائج التي توصلنا إليها تدعم بقوة المبادئ الإرشادية الغذائية التي توصي بالحد من استهلاك اللحوم الحمراء، وهذا ينطبق على كل من اللحوم الحمراء المصنعة وغير المصنعة”.
ووفقاً لمعاهد الصحة الوطنية الأميركية (NIH)، أضيفت الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة التي تربط اللحوم الحمراء بعديد من المشكلات الصحية، كما ارتبطت بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطانات.
واستناداً لبيانات من موقع “ستاتيستا” Statista، اعتباراً من عام 2021، تم استهلاك لحم الخنزير أكثر من لحم البقر في جميع أنحاء العالم، على الرغم من استهلاك الدواجن في كثير من الأحيان أكثر من كليهما.
كما يؤثر مرض السكري على أكثر من 37 مليون أميركي، بما يعادل عشر السكان، و90 في المئة منهم مصاب بالنوع الثاني. وبحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، غالباً ما يتطور مضر السكري من النوع الثاني لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عاماً أو أكثر، لكنه أصبح شائعاً بشكل كبير بين الأطفال والمراهقين والشباب.
ويكون سبب داء مرض السكري من النوع الثاني توقف خلايا الشخص عن الاستجابة بشكل طبيعي للأنسولين [هرمون يصنعه البنكرياس]، ثم تقوم الخلايا بتطوير مقاومة الأنسولين، مما يتسبب في إنتاج البنكرياس لمزيد من الأنسولين في محاولة لجعل الخلايا تستجيب، مما قد يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، التي بدورها يمكن أن تسبب فقدان البصر أو أمراض القلب أو أمراض الكلى.
وتشمل أعراض داء السكري من النوع الثاني، زيادة الجوع والعطش والتبول، والإعياء، وعدم وضوح الرؤية ووخز أو خدر في اليدين أو القدمين، وتقرحات لا تلتئم، وقد تتطور على مدار عدة سنوات، حيث يمكن للطبيب تشخيص مرض السكري من النوع الثاني بعد فحص بسيط للدم.
وكان من بين الذين شاركوا في الدراسة الجديدة أولئك الذين تناولوا اللحوم الحمراء بشكل كبير، أكثر عرضة بنسبة 62 في المئة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، مقارنة بأولئك الذين تناولوا كمية أقل من اللحوم الحمراء.
وتسببت كل وجبة يومية إضافية من اللحوم الحمراء المصنعة في ارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 46 في المئة، بينما تسببت كل وجبه إضافية من اللحوم الحمراء غير المصنعة في ارتفاع المخاطر بنسبة 24 في المئة.
وحرصاً لتقليل خطر الإصابة بهذه الحالة، يوصي مؤلفو التقرير الجديد باستبدال الحصص الزائدة من اللحوم الحمراء بمصادر أخرى للبروتين، مثل البقوليات أو المكسرات أو منتجات الحليب، حيث إن استبدال وجبة واحدة من اللحوم الحمراء يومياً بالبقوليات أو المكسرات قد تخفض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 30 في المئة، بينما ارتبط استبدال وجبة واحدة بمنتجات الحليب بخطر أقل بنسبة 22 في المئة.
ولا يشير البحث الجديد إلى أنه يجب على الناس التخلص من جميع اللحوم الحمراء. وعلى إثره قال مؤلف الدراسة والتر ويليت في البيان الصحافي، “بالنظر إلى النتائج التي توصلنا إليها والعمل السابق من قبل الآخرين، فإن الحد الأقصى لوجبة واحدة في الأسبوع من اللحوم الحمراء سيكون معقولاً للأشخاص الذين يرغبون في تحسين صحتهم ورفاهيتهم”.
اندبندنت