مقاطعة أو قطع أرزاق: الله «يقطعكن» جملة ومفرّق
في انتظار أن ينتهي «حمّام» السيارة الصباحي، وضع أمامي «بدر» صينية ألواح شوكولا منوّعة تمنح الدفء العاطفي لقبيلة من المحرومين. إخترت قطعة «كيت كات» ذات الأربع أصابع، ورحت أقضمها بتمهّل وتلذذ ومن دون عقدة ذنب ضارباً بعرض الحائط عدد السعرات الحرارية (420) الداخلة إلى جسمي.
مساءً توقفت وأنا أتصفح الفايسبوك بـ «بوست « نشَره صديقٌ مقيم منذ سنوات قليلة في ديربورن التحتا، يدعو فيه إلى مقاطعة «ماكدونالدز» والـ «كا أف سي» والـ «بيبسي» والـ «كوكا كولا» والـ «كيت كات» كمان وكمان. تحققت من دعوات المقاطعة فتبيّن لي أن «بيتزا هات» مستهدفة أيضاً وجارنا «بيرغر كينغ» ومقاهي «ستار باكس». تأثرت وانشغل بالي خشية أن تكون «bounty» ضمن اللائحة.
حتماً لم يقرأ صديقي المتأمرك أن مالكي ماكدونالدز في بعض الدول العربية وتركيا تبرّعوا بسخاء لصالح جهود الإغاثة في غزة، رداّ على الوجبات الساخنة المقدّمة للجنود الإسرائيليين، وأن فرعَي رام الله والبيرة لم تتعرض واجهاتهما لحجر، وأن ثلاثة فروع في سورية «شغّالة» مثل الساعة، ولم يصدر عن أي مواطن سوري ما يسيء إليها وبحسب مؤرخي العصر الحديث لا مشكلة عقائدية بين الدكتور بشار الأسد وفكر كولونيل ساندرز، مؤسس «كا أف سي» أما «الكوكا كولا» فتباع بدمشق ب15 ألف ليرة سورية. تاع بورد تاع بورد تاع…
بالمناسبة ماذا يقترح الداعون إلى المقاطعة أن «نعقّ» مع سندويش الفلافل: تمر هندي جلّول؟
يجهل المتحمس زيادة عن اللزوم أن الشركات العالمية تلزم فروعها بالحفاظ على أعلى معايير الجودة ولا يهمها إن تبرّع فرعٌ لجيش عدو أو تبرّع آخر لجمعية خيرية.
ولا يدرك طيب السريرة نفسه أن المقاطعة في لبنان لبعض الأصناف تقطع برزق آلاف العائلات في هذا الظرف العصيب وأن مقاطعة بعض المطاعم والمقاهي، تقطع طريق استكمال الدراسة على طلاب وطالبات الجامعات الذين يسددون أقساطهم بالعمل في خدمة الزبائن. «فيقطعكن» جملة ومفرّق على هذه الدعوات السخيفة.
بناء على ما سبق، وفي محاكاة عملية لحملة المقاطعة، التي يشارك فيها إبن ديربورن بالتبني رتبت غداوات بقية أيام هذا الأسبوع وفق هذا الجدول:
اليوم الخميس سأختار من «منيو كنتاكي» وجبة «سوبر دينر» تفلفل اللسان وأطفئ لهيبي بـ»بيبسي» مثلّجة.
الجمعة الغداء عند بيتزا هات. وهات زيت الحرّ والحقني.
السبت «بيغ ماك» مع «بيغ كوكا» في بيئة حاضنة لماكدونالدز والتحلية في المنزل قطعة «كيت كات» خبّأتها في البراد خلف «باكيت» زبدة كاملة الدسم.
الأحد إسترخاء وتأملات جيوسياسية مع كوب موكا لدى أحد فروع ستار باكس في بيروت الكبرى.
عماد موسى