“القصة كبيرة كتير”: باسيل يخرق الجمود… ويتحرّك بورقة مكتوبة !
مع دخول “طوفان الاقصى” يومه السادس عشر، لا تزال المعارك واصوات الحرب والمجازر التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية تعلو فوق الاصوات المنادية بالتسويات السياسية، فلا “اسرائيل” ستخضع وتقبل الانكسار المدوي الذي منيت به يوم السابع من تشرين الاول 2023 ولا بن يامين نتانياهو سيرضخ ويقر بالهزيمة التي لحقت به وطوقته على وقع ملفات الفساد المتهم بها. من هنا، يؤكد مصدر متابع لمجريات المعركة ان “القصة كبيرة كتير” ولن تنتهي في غضون اسابيع، والمرجح ان تطول العملية لان ما حصل لا يمكن توصيفه الا باقل من الزلزال المدوي الذي لحق بالعدو الاسرائيلي.
وفيما لا تزال الساحة اللبنانية تترقب بحذر شديد تطورات الاحداث على الجبهة الجنوبية، حيث لا يزال حزب الله ورغم كل ما قيل ملتزما قواعد الاشتباك، مع توسيع رقعة “المناوشات” وفق حسابات لا يعلمها ولا يجريها الا امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، يغرق الداخل اللبناني بسيل تحليلات من هنا وهناك، منها ما يرى ان حزب الله لن يفتح الحرب على لبنان انما سيبقى “يناوش” ما دامت حماس قادرة على الصمود، ومالكة للقوة المطلوبة في مواجهة العدو الاسرائيلي حتى لو استغرقت الحرب اشهرا، وبين من يجزم بان شرارة الحرب الاقليمية ستنطلق من لبنان وستشتعل معها كل الجبهات من العراق الى اليمن وسوريا، وكل ذلك بقيادة ايران.
وبعيدا من هذه التحليلات التي لا يمكن لاي شخص ان يدرك مدى صوابيتها من عدمها، باعتبار ان قلة قليلة جدا جدا تدرك ما يخطط له ويضمره السيد حسن نصر الله، الذي لا يزال يلتزم “الصمت المدوي” بوجه العدو الاسرائيلي المربك والمتخبط بين اركان جيشه، وفيما الجميع يغرق بالاتهامات والتصاريح والمواقف منها المؤيدة ومنها الرافضة، خرق جمود الساحة اللبنانية حراك لافت لرئيس التيار الوطني الحر جبران بايسل، اساسه عنوان عريض: حماية لبنان والوحدة الوطنية.
حراك باسيل الذي كان يفكر منذ ايام عدة، بحسب المعلومات، بالقيام بخطوة من شأنها ان ترسخ الوحدة الوطنية في عز الانقسامات العربية والغربية، وتحمي لبنان من الرياح العاتية التي تعصف بالمنطقة باكملها و يدرك باسيل تماما ان خطوته التي ستشمل مختلف المرجعيات السياسية،لن تنتج حلا داخليا لبنانيا اقله للملف الاكثر تشعبا وهو الرئاسة اللبنانية، لكن بمجرد التحرك باتجاه الجميع حتى اخصام السياسة قبل الحلفاء، يعدّ بحسب مصدر متابع، خطوة مهمة بتوقيتها ومضمون العناوين التي يطرحها، في ضوء المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان.
اللافت من حيث الشكل، بان جولة باسيل التشاورية استهلها من السراي الحكومي، حيث “الخصم السياسي” الرئيس نجيب ميقاتي، وليس صدفة ان يبدأ باسيل لقاءاته بالاجتماع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال، في ظل الفراغ الرئاسي الذي يعصف بلبنان، وعلى وقع الخلافات السياسية بين الطرفين. صحيح ان موقف رئيس التيار واضح لجهة عدم المشاركة باجتماعات مجلس الوزراء، بظل غياب رأس الجمهورية اللبنانية ورفض اختزال موقع الرئاسة وصلاحيات الرئيس بتوقيع رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، كي لا يكرّس الامر عرفا يعتمد في كل ظرف، الا ان اللقاء مع ميقاتي بحسب المعلومات، لم يأت ولم يطلبه رئيس التيار ليعطي ميقاتي ما يريده، ورقة مشاركة الوزراء المحسوبين على التيار باجتماعات مجلس الوزراء، اذ تفيد المعلومات بان النقاش على طاولة السراي بين ميقاتي وباسيل حصر بورقة مكتوبة اعدها باسيل مسبقا، وضمّنها النقاط التي يرى انها ضرورية لتحصين الوحدة الوطنية باصعب طرف تمر به البلاد.
مصادر مطلعة على جو اللقاء، كشفت بان باسيل شدد امام ميقاتي على ضرورة الخروج بموقف لبناني موحد لحماية لبنان، مع الحرص على التأكيد على عدم جر بلدنا الى حرب، وعدم القبول بعودة لبنان ساحة ومنصة للعمل المسلح انطلاقا من اراضيه.
هذه النقاط التي أيّدها ميقاتي، رد عليها بالتأكيد بأن هذه المواضيع المطروحة جديرة بالبحث وقال : “انا اتمنى بان اجري تشاورا مع الوزراء حول هذه المواضيع”، فرد باسيل بالتأكيد “بان جلسة او اجتماع تشاوري لا يخرج بمقررات انما ببيان او توصية لا مشكلة فيه”، ما يعني عمليا ان باسيل لا يزال على موقفه الرافض لاجتماع مجلس الوزراء، واتخاذ قرارات هامة في ظل حكومة تصريف اعمال وغياب رئيس للجمهورية، لكنه ايّد اي اجتماع يكون تشاوريا للوزراء.
وتشير المصادر الى ان من بين النقاط التي وضعها باسيل ايضا في ورقته موضوع رئاسة الجمهورية، ووجوب الاستفادة من اللحظة للاسراع بانتخاب رئيس يكون توافقيا بين اللبنانيين، وهذا ما اسمعه ايضا لميقاتي، ولو ان الاخير غير معني بهذه النقطة انطلاقا بان لا كتلة نيابية له، وهذا الملف تحديدا سيبحثه بحسب المعلومات مع مختلف القيادات التي يعتزم لقاءها. مع الاشارة الى ان اجندة لقاءات باسيل لم تكن حتى الامس اكتملت، اذ يعمد الى اجراء اتصالات يومية.
وبانتظار ما قد يرشح عن لقائه مع الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الذي انعقد مساء امس، وسط معلومات تفيد بان جنبلاط سيفتح امام باسيل موضوع التعيين برئاسة الاركان بالمؤسسة العسكرية، وسيبحث معه طرق الحل للفراغ المتوقع بقيادة الجيش، لا سيما ان المنصب يشغر في كانون. وتفيد المعلومات هنا، بان باسيل سيلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهنا ايضا من الطبيعي ان يتم مفاتحة باسيل بالحل المطلوب للشغور الي يطل برأسه من باب قيادة الجيش.
وفيما سيجتمع ايضا باسيل بالمرجعيات المسيحية الاساسية، تقول المعلومات بان قوى سياسية عدة تواصلت امس مع رئيس التيار، وابدت رغبتها بان تشملها اللقاءات، حتى ان بعضها اكد استعداده لان يزور باسيل، ومنها مجموعات من نواب الكتل السنية.
الديار