مئة سؤال يطرح: ماذا تعني جولة باسيل على الكتل؟
بعد مرور أكثر من أسبوعين على عملية “طوفان الأقصى” وإنشغال العالم العربي والغربي بها، وفيما الأنظار لا تزال متجهة الى حال أهالي غزة إزاء القصف الاسرائيلي المستمر، بدأ أمس رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل جولة على القيادات السياسية، استهلها بلقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي الحكومي ورئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط في كليمنصو، ويستكملها اليوم بلقاء عدد من الفرقاء، وعلى رأسهم رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، مع العلم أن هذه الجولة ستستمر خلال الأيام المقبلة خصوصاً وأنه يحاول التواصل مع غالبية الكتل للاجتماع بها.
وفي السياق، أكدت أوساط “القوات اللبنانية” في حديث عبر “لبنان الكبير” أن باسيل لم يحاول، ولم يبادر الى الاتصال لطلب موعد للقاء رئيس “القوات” سمير جعجع في معراب، “لأنه يعرف سلفاً أن الحكيم لن يستقبله” وفق مصدر في “القوات”.
ولفتت هذه الأوساط الى أن باسيل قد يتجه لتغطية جولته الى طلب لقاء مع المعارضة أي الفريق الذي تقاطع على خيار الوزير السابق جهاد أزعور، والقرار باللقاء أو عدمه يعود الى المعارضة في حال طلب الموعد.
كما أشارت المعلومات الى أن باسيل تواصل مع تكتل “الاعتدال الوطني” ليحدد موعد للقائه في مكتب التكتل، ولكن لم يجرِ تثبيت الموعد ما اذا كان عند الساعة الواحدة الا ربعاً من بعد ظهر اليوم أو في الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر غد.
وفي تفاصيل الزيارة هذه، كشفت مصادر نيابية مقربة من باسيل لـ “لبنان الكبير” أنها “تنقسم الى شقين، الأول له علاقة بالموقف اللبناني والتضامن مع ما يجري في فلسطين وإدانة الغطرسة الاسرائيلية، ولأخذ موقف لبناني وطني لأننا نعيش اليوم حالة من غياب الموقف المشترك بين كل اللبنانيين، خصوصاً وأن هناك بعض الأصوات الشاذة التي تتكلم، في حين أنها لا يجب أن تُسمع، بل يجب إظهار صوت العقل لأنه أفضل من إثارة النعرات الطائفية”.
أضافت المصادر: “النقطة الثانية هي محاولة حماية لبنان وتحصينه من خلال إنتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة شرعية أصيلة، وفي حال حدث أي اعتداء على لبنان خلال الأيام المقبلة يجب معرفة كيفية حماية الساحة اللبنانية وتوحيد النظرة، لأن التيار لن يبقى متفرجاً في حال الاعتداء علينا، وفي الوقت عينه نحن غير مضطرين لأن يستعمل الساحة اللبنانية غرباء يحاولون إدخالنا في حرب نحن بغنى عنها، وأي غريب يريد أن يقاتل فليقاتل من بلده وساحته وليس من ساحتنا”.
وأكدت المصادر أن “اليوم هو الظرف المناسب للتفكير ملياً في انتخاب الرئيس، وفي كيفية استقبال النازحين في حال طرأ شيئ، وكيفية توحيد الجهود لمعرفة ماذا سنفعل باللاجئين السوريين اليوم قبل الغد، وماذا عن دورهم في حال حدث شيئ، أين سيذهبون؟ هل نتحمل نازحاً من الجنوب اللبناني ونازحاً سورياً؟ ومن الأولى أن يكون نازحاً في مناطقنا؟ وبالتالي هناك مئة سؤال يطرح، ولهذه الأسباب يقوم باسيل بجولته هذه”.
اية المصري- لبنان الكبير