موسم السياحة مهدد والغاء الحجوزات مؤكد: الأمر قد يتحول “كارثياً”!
يزداد قلق اللبنانيين في الداخل والخارج، من التطورات الأخيرة في غزة وامكان انتقال الحرب الى لبنان في ضوء المناوشات التي تشهدها الحدود اللبنانية، لا سيما وأن هذه الأحداث تتزامن مع قدوم موسم الخريف والذي يعتبر موسماً سياحياً مثمراً لتحريك العجلة الاقتصادية في لبنان، ولكن مع التصعيد الأخير بعد عملية “طوفان الأقصى” وتوتر الوضع في الجنوب، صدرت بيانات تحذيرية من سفارات دول عدّة لرعاياها، ما يهدد مباشرة الموسم السياحي في لبنان.
السياحة متنفس لبنان الوحيد
يشير رئيس نقابة أصحاب مكاتب السفر والسياحة جان عبّود في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “السياحة الأوروبية أصبحت سياحة شبه مُستدامة في لبنان ولم تعد فقط موسمية”، كاشفاً أن “الحجوزات لم تقتصر على شهري تشرين الأول وتشرين الثاني وحسب، بل امتدت الى العام 2024”.
ويعزو عبود سبب ازدهار السياحة الأوروبية إلى “تواصلنا مع المعنيين بالسياحة في الدول الأوروبية من خلال المعارض الدولية”، كاشفاً عن “ميول لوضع لبنان على الخريطة السياحية على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ بها”.
ووفقاً لعبود، دخل إلى لبنان حوالي مليون و20 ألف سائح حتى آخر تموز الماضي، 462 ألفاً منهم أوروبيون أي نسبة 42%، وهذه النسبة زادت من 25% إلى 42% بسبب توجّه سكّان بلاد البلقان القديمة والاتحاد السوفياتي السابق إلى لبنان.
ويضيف: “اللافت أن هناك أسواقاً سياحيّة جديدة، فهناك إضافةً الى السياح الايطاليين والفرنسيين والاسبان، سياح من دول البلقان والبلطيق ككرواتيا وإستونيا ولاتفيا وهنغاريا وبلغاريا، كما أن حركة الطيران تتراوح بين 11 و12 ألف وافد يومياً الى مطار رفيق الحريري الدولي”.
إذا اعتبر أن السبيل الأمثل للحفاظ على استقرار سعر الصرف هو انتظار موسم التزلج والأعياد المقبلة لتدفق المزيد من الدولارات الى لبنان، فان هذا المخطط بات مهدداً بنسبة كبيرة مع تصاعد مخاطر اندلاع الحرب وانخراط لبنان في الصراع الاسرائيلي – الفلسطين، ما قد ينتج عنه أوّلاً إغلاق المطار أو أقلّه تعليق رحلات شركات الطيران اليه، وهذا ما بدأ يظهر جليّاً منذ الآن مثل تعليق شركة الطيران الألمانية “لوفتهانزا” رحلاتها إلى بيروت حتى 16 تشرين الثاني، “بسبب الوضع الحالي في الشرق الأوسط”، وفق ما أفاد متحدث باسمها لوكالة “فرانس برس”.
كما أن شركة “طيران الشرق الأوسط” على الرغم من نفيها البدء بإجلاء بعض طائراتها من مطار رفيق الحريري الدولي، فقد صرّحت بأن الاجراءات الاحترازية في فترات الحرب تشمل إجلاء الطائرات الى مطاري قبرص أو اسطنبول، وهو الأمر الذي لم يحصل بعد.
الأمر قد يتحول “كارثياً”
ويؤكد نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر “اننا نشهد اليوم تراجعاً كبيراً بشأن الحجوزات في الفنادق، فجميعها ألغيت وخصوصاً من الغربيين والأجانب على وقع التحذيرات الأمنية من السفارات التي طلبت من الرعايا مغادرة لبنان ازاء الأوضاع والمخاطر من حدوث حرب”، موضحاً أن “لبنان ليس الوحيد الذي يتعرض لهذا الضغط في قطاع السياحة فالأمر نفسه في مصر والأردن وحتى في اسرائيل، وهذه الخضة الأمنية تسبب مخاوف لدى الأجانب من القدوم الى البلدان التي قد تحدث فيها حرب أو عدم استقرار امني، ونحن بالفعل مهددون في أي لحظة، ومؤخرا بتنا نرى أن اللبنانيين المقيمين يغادرون البلد”.
ويشدد عبود على “وجود إلغاءات في حجوزات السفر هذه الفترة نتيجة الأحداث الأمنية الدائرة في جنوب لبنان”، لافتاً إلى أنّ “عدد الوافدين الى لبنان تراجع خلال الأيام الأولى لاندلاع الحرب بين إسرائيل وغزة، بنسبة 26%”.
ويذكر بأن “الحجوزات المسبقة للمغادرة من لبنان تشهد تعديلات في التوقيت بحيث يسعى أصحابها إلى المغادرة في أقرب وقت متاح، في حين أن أصحاب حجوزات السفر للفترة المقبلة بداعي السياحة أو العمل مترددون في إلغائها أو الإبقاء عليها، فالخوف والترددّ سيّدا الموقف حالياً”.
ويعتبر عبود أنّ “حالة عدم الاستقرار الأمني أثرت بصورة سلبية على مجمل القطاع السياحي، وبدا الأثر السلبي خجولاً في الأيام الأولى ليتفاقم أكثر وأكثر مع تطور الأحداث الأمنية إن على الصعيد الزمني أو الجغرافي وقد يصبح كارثياً في حال تفاقمها”.
لبنان الكبير