“الحزب” يدعو لأربعاء الغضب!

تنديدًا بالمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بقصفها المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، التي أودت بحياة أكثر من 500 شخص على الأقل، شهدت مختلف المناطق اللبنانية، ومنها وسط العاصمة بيروت، الطريق الجديدة، النبطية، المشرفية، وبرج البراجنة، وطرابلس.. تظاهرات داعمة لأبناء غزة، وهتف المتظاهرون نصرة للأقصى و”الموت لاسرائيل”، حاملين أعلاماً فلسطينية.

لبنان الرسمي: حداد وطني ووقف التدريس
وفي أول رد فعل رسمي على المجزرة، أعلن رئيس رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، أن يوم الأربعاء الموافق فيه 18 تشرين الأول هو يوم حداد وطني على الشهداء والضحايا الذين يسقطون بنتيجة المجازر والاعتداءات التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، وآخرها المجزرة التي استهدفت المدنيين العزل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة وشكّلت وصمة عار في سجل الإنسانية.

وعليه، تُنكس حداداً الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون، بما يتوافق مع هذا الحدث الجلل، حسب المذكرة.

بدورها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بأشد العبارات جريمة الحرب البشعة التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى المدنيين الفلسطينيين في المستشفى الاهلي المعمداني في غزة بعد تعرضه للقصف الاسرائيلي.

وقالت في بيان: مرة جديدة تضرب إسرائيل بعرض الحائط القانون الدولي، وترتكب جريمة حرب ضد الانسانية لشعب محاصر تتم إبادته بصورة جماعية ومتعمدة.

يدعو لبنان مجدداً إلى التدخل الفوري للمجتمع الدولي لوقف المجازر الاسرائيلية وإطلاق النار، بغية إدخال المساعدات الانسانية والطبية الى قطاع غزة، ومعالجة الجرحى والمصابين.

أيضاً، أعلن وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي، إقفال المدارس والثانويات والمعاهد والمدارس المهنية الرسمية والخاصة، والجامعة اللبنانية والجامعات الخاصة على الأراضي اللبنانية كافة، يوم الاربعاء، استنكاراً وشجباً للمجزرة التي تخطت كل التوقعات، التي ارتكبها العدو الصهيوني في قصف المستشفى المعمداني في فلسطين .

واعتبر أن هذه الجريمة وصمة عار على جبين الإنسانية والدول الصامتة أمام محو شعب وحرقه وقتل المرضى والآمنين حتى على سرير المرض.

دعوة الرعايا الأجانب للمغادرة
وتخوفاً من التداعيات غير المحسوبة لما قد يحدث، طلبت فرنسا من رعاياها عدم السفر إلى لبنان إلا للضرورة القصوى. كما دعت الكويت رعاياها إلى عدم السفر إلى لبنان، وأهابت بالمواطنين الكويتيين المتواجدين في لبنان إلى المغادرة الطوعية.

حزب الله ودعوات للتظاهر
وفي ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء، دعا حزب الله أهالي الضاحية الجنوبية للمشاركة في مسيرة حاشدة يوم الأربعاء 18 تشرين الأول، عند الثانية ظهرًا، في منطقة حارة حريك، احتجاجًا على “مجزرة المعمداني”.

وصدر عن الحزب بيان جاء فيه:
“يندى جبين الانسانية للجريمة المروعة والوحشيّة التي إرتكبتها عصابات القتل والإجرام الصهيونية في المستشفى المعمداني في غزة والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء الأبرياء.

‏إن هذه المجزرة هي إستكمال لما سبقها من مجازر منذ نشأة هذا الكيان المجرم الغاصب في دير ياسين وحولا وصبرا وشاتيلا وصولاً إلى مجزرتي قانا وسواها على إمتداد سنوات الاحتلال البغيض والتي تكشف الوجه الحقيقي الإجرامي لهذا الكيان وراعيه الشيطان والمجرم الأكبر الولايات المتحدة الأميركية والتي تتحمل المسؤولية المباشرة والكاملة عن هذه المجزرة وعن كل الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني.

‏إن كل بيانات الادانة والاستنكار لم تعد تكفي وإننا نطالب شعوب أمتنا العربية والاسلامية بالتحرك الفوري إلى الشوارع والساحات للتعبير عن الغضب الشديد والضغط على الحكومات والدول أينما كان، وعلى المنظمات الدولية والاقليمية، للتحرك الفوري ضد المجازر والابادة الجماعية للشعب الفلسطيني المظلوم وتنفيذ التهجير القسري تحت وطأة المجازر والارهاب والقتل.

‏وليكن يوم الاربعاء يوم غضب لا سابق له ضد العدو وجرائمه وضد زيارة بايدن إلى الكيان الصهيوني لتغطية وحماية هذا الكيان المجرم ولتكن الرسالة واضحة أن هذا يوم له ما بعده على طريق المقاومة والانتصار والاقتصاص للمظلوم من الظالم. ‏وإن الله على نصرهم لقدير”.

هذا، ودعت اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان واتحاد موظفي الأونروا في لبنان للإضراب الشامل الأربعاء في كافة المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان وكافة المراكز العاملة بها.

الخروج العفوي ليلاً
بعد تداول أخبار المجزرة وصورها، خرج عشرات المواطنين وتجمعوا تحت جسر المشرفية في الضاحية الجنوبية، حاملين أعلام حزب الله وفلسطين، وأطلقوا رشقات من الرصاص تعبيرًا عن غضبهم من قتل المصابين والأطفال، وإلى جانبهم أعداد كبيرة من الشبان على دراجاتهم النارية، مطالبين أمين عام حزب الله بالتدخل اليوم، والدخول في هذه الحرب ومناصرة أطفال غزة.

وكان لافتًا تحرك النساء في تلك الساعات المتأخرة، إذ شاركن في مسيرة على أوتوستراد هادي نصرلله، بلباس أسود، حدادًا على الشهداء، وطالبن بتسليحهن، ورددن عبارة واحدة فقط “سلّحونا سلّحونا”.

دقائق قليلة حتى انطلقت مسيرة أخرى بالقرب من مجمع سيد الشهداء، شارك فيها عشرات العائلات برفقة أطفالهم.

من بيروت إلى السفارة
وبدعوةٍ من عددٍ من التيارات اليساريّة اللّبنانيّة، كالحزب الشيوعيّ واتحاد الشباب الديمقراطيّ والجبهة الشعبيّة والقومي السّوريّ الاجتماعيّ، ومجموعات مدنيّة، أُقيم اعتصام مُندّد بالمذبحة،

وحضرها العشرات من الشباب المستنكرين، والغاضبين، من الصمت الأمميّ المُتعمد.
وكان الحشد أمام مقرّ الإسكوا، الذي تجمع فيه هؤلاء، بلافتاتهم وشعاراتهم الشاجبة والمنددة، التّي كتبوها بالطلاء الأحمر على جدران المقرّ.
وعمدوا إلى تحطيم الحواجز الحديدية، في تعبير عن غضبهم من حرب الإبادة التّي شنتها إسرائيل على أهل غزّة والمستمرة منذ نحو 11 يومًا من دون توقف. ومن ثم انتقل المعتصمون بمسيرة حاشدة باتجاه رياض الصلح فساحة الشهداء، وصولًا إلى أوتوستراد بشارة الخوري، سالكين الطرقات الفرعيّة والعموميّة، فيما انتشرت مواكب الدراجات النّاريّة والسّيارات، على امتداد الأزقة والشوارع العموميّة في العاصمة بيروت.
وقد انطلقت مجموعة منهم باتجاه منطقة عوكر، بعد تجمعهم بغيّة إقامة اعتصام أمام السّفارة الأميركيّة، على اعتبار أن الولايات المتحدة متواطئة ومشاركة في جريمة الحرب الدمويّة هذه. وأكدت مصادر أمنيّة أن القوة الأمنية المولجة حماية السّفارة قد كثفت وجودها في محيطها بعد استقدام تعزيزات من الجيش اللّبنانيّ، منعًا لأي تصعيدٍ محتمل من قبل المعتصمين.

صيدا ومخيماتها
لم تتأخر مدينة صيدا ومخيماتها في التعبير عن استنكارها للمجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، فخرجت إلى الشوارع غضباً وتنديداً بهذه المجزرة، واحتجاجاً وسخطاً على الصمت الدولي المطبق امام استمرار مقصلة المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

في ساحة النجمة وسط المدينة كما في شوارع مخيمي عين الحلوة والمية ومية، انطلق مئات المواطنين اللبنانيين والفلسطينيين في تظاهرات غضب، رفعوا خلالها الأعلام الفلسطينية، ورددوا الهتافات المنددة بهذه الجريمة الوحشية.
واعلنت الفصائل الفلسطينية الوطنية والاسلامية الأربعاء يوم غضب في كافة المخيمات الفلسطينية، يتخللها تنظيم لقاءات واعتصامات ومسيرات جماهيرية وشعبية حاشدة.
كما أعلنت إدارات المدارس والجامعات والمعاهد في مدينة صيدا تعليق الدروس حدادا على أرواح شهداء مجزرة المستشفى المعمداني.

طرابلس
كذلك في طرابلس، امتدت التحركات الشعبية بعد الصدمة التي خلفتها المجزرة الوحشية التي ارتكبتها اسرائيل ضد المدنيين في المستشفى المعمداني.

ففي مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين، انطلقت مسيرة حاشدة جابت شوارع المخيم، وشارك فيها لبنانيون من أبناء المنطقة، ورفع فيها المئات الشعارات المنددة بالعدوان الاسرائيلي، كما رفع الفلسطينيون شعارات العودة للمناصرة إخوانهم في فلسطين.
أما في ساحة النور في طرابلس، فقد نزل العشرات أيضاً إلى الشارع من الشبان، حاملين الاعلام الفلسطينية، مرددين الشعارات ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وفي هذه الاثناء، يسمع في طرابلس وجوارها طلقات كثيفة للرصاص، ومسيرات سيارة راجلة دعما لفلسطين وتضامناً مع ضحايا المجزرة الإسرائيلية في غزة.

المدن

مقالات ذات صلة