الإجرام الإسرائيلي في ذروته

أدمت «محرقة» مستشفى الأهلي «المعمداني» في وسط غزة بعد استهدافه من قِبل الجيش الإسرائيلي، القطاع المُحاصر والضفة الغربية والمنطقة، وهزّت بمأسوية مشاهدها وكثرة ضحاياها الذين بلغوا مئات القتلى والجرحى وتخطّوا بأضعاف مضاعفة حصيلة «مجزرة قانا» عام 1996، العالم بأسره، فيما توالت ردود الفعل الإقليمية والدولية الشاجبة للجريمة الإسرائيلية ضدّ الإنسانية الموصوفة التي قد يترتّب عنها تداعيات سياسية وديبلوماسية كبيرة.

وبينما تحدّثت مصادر فلسطينية عن سقوط أكثر من 500 قتيل، أفادت وكالة «فرانس برس» عن سقوط 200 قتيل. وتسارعت ردود الفعل على الأرض بعد «المحرقة» التي ارتكبتها الدولة العبرية، إذ خرجت تظاهرات غاضبة في مدن عدّة حول العالم، كما اندلعت مواجهات عنيفة بين متظاهرين طالبوا الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالرحيل وقوات الأمن الفلسطينية في رام الله في الضفة، في حين حاول عشرات المتظاهرين اقتحام السفارة الإسرائيلية في عَمّان، حيث أطلقت القوى الأمنية الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.

وفي سياق تداعيات المجزرة الوحشية، قرّر الرئيس الفلسطيني العودة إلى رام الله وعدم المشاركة في القمة الرباعية المقرّر عقدها في عَمّان اليوم، بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، وملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لبحث الأوضاع في غزة، وفق قناة «الشرق». كما دعت روسيا والإمارات إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن.

وفيما أصدرت كلّ من السعودية وقطر والأردن ومصر والجزائر ولبنان والعراق وتركيا… بيانات إدانة، حمَّلت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل «المسؤولية الكاملة في ارتكاب هذه المجزرة»، بينما أعلن عباس الحداد العام لمدّة 3 أيام. كما طالب رئيس «حماس» في الخارج خالد مشعل بالتحرّك المباشر وإظهار الغضب والتظاهر أمام السفارات الإسرائيلية. في المقابل، حمّل الجيش الإسرائيلي حركة «الجهاد الإسلامي» المسؤولية عن «الهجوم الصاروخي الفاشل الذي أصاب المستشفى».

في الموازاة، أكد بايدن أنه سيزور إسرائيل اليوم «للتضامن معها في مواجهة الهجوم الإرهابي لـ»حماس» والتشاور في شأن الخطوات التالية»، في حين كان لافتاً ما كشفته مصادر إيرانية مطّلعة لقناة «الجزيرة» عن أن الإدارة الأميركية سلّمت ممثل طهران في الأمم المتحدة رسالة تضمّنت 4 بنود تُطالب طهران بتبنّي نهج خفض التصعيد تجاه ما يجري في غزة، وتُحذّر من أن دخول إيران المباشر في المواجهة سيُقابل بتحرّك عسكري أميركي مباشر.

وفيما من المتوقّع أن يزور ريشي سوناك بدوره إسرائيل غداً الخميس، تحدّث رئيس الوزراء البريطاني مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في شأن التطوّرات في غزة، مؤكداً أنهما يُدركان العواقب المدمّرة لاتساع الصراع. وشدّد سوناك على أن السعودية وبريطانيا ستعملان بشكل وثيق لمنع التصعيد وزعزعة الاستقرار التي تُغذيها إيران.

وفي تل أبيب، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتز إلى دعم دولي واسع النطاق في الحرب التي تخوضها بلاده ضدّ «حماس» من أجل هزيمة الأخيرة، زاعماً أن «الوحشية التي شهدناها والتي ارتكبها قتلة «حماس» الخارجون من غزة، كانت أسوأ الجرائم المرتكبة ضدّ اليهود منذ المحرقة»، فيما أكد شولتز أن حكومته تبذل قصارى جهدها لضمان عدم تصاعد الصراع الحالي واتساع رقعة الحريق في المنطقة.

في غضون ذلك، جدّد مجلس الوزراء السعودي رفض المملكة القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، والدفع بعملية السلام، بينما أعلنت دول مجلس التعاون الخليجي تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار لسكان قطاع غزة، محذّرةً من أي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني.

نداء الوطن

مقالات ذات صلة